أن نكون مواطنين في دولة الشعب اليهودي!

أن نكون مواطنين في دولة الشعب اليهودي يعني أن يتم تعديل منهاج تعليم المدنيات مؤخرًا من "أن نكون مواطنين في دولة اسرائيل" إلى "أن نكون مواطنين في دولة اسرائيل – دولة يهودية وديمقراطية"، من قبل قسم المناهج التعليمية في وزارة التربية والتعليم لكي يتم تناول موضوع المدنيات للطلاب العرب المتقدمين لإمتحان البجروت "كنقطة التقاء بين المواطن والمجتمع والدولة، وفهم أسس دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية كما تتمثل في الديانة اليهودية، في الفكر الصهيوني وفي الفكر الديمقراطي والإنساني" حسبما جاء في مقدمة الكراس الجديد لكتاب المدنيات.

أن نكون مواطنين في دولة الشعب اليهودي!

ديفيد بن غريون يُعلن عن قيام دولة اسرائيل في 15 أيار 1948

أن نكون مواطنين في دولة الشعب اليهودي يعني أن يتم تعديل منهاج تعليم المدنيات مؤخرًا من "أن نكون مواطنين في دولة اسرائيل" إلى "أن نكون مواطنين في دولة اسرائيل – دولة يهودية وديمقراطية"، من قبل قسم المناهج التعليمية في وزارة التربية والتعليم لكي يتم تناول موضوع المدنيات للطلاب العرب المتقدمين لإمتحان البجروت "كنقطة التقاء بين المواطن والمجتمع والدولة، وفهم أسس دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية كما تتمثل في الديانة اليهودية، في الفكر الصهيوني وفي الفكر الديمقراطي والإنساني" حسبما جاء في مقدمة الكراس الجديد لكتاب المدنيات.
 

كما يبدو فإن وزارة المعارف قررت في تعديلها الأخير لكتاب المدنيات (الطبعة الجديدة) إضافة للكراس الجديد، التشديد أكثر على طابع اسرائيل كدولة يهودية وربط هذه الدولة اليهودية مع الديمقراطية، وحرف النقاش حول التناقض ما بين الدولة اليهودية والديمقراطية، خصوصا وأنه في الطبعة الجديدة لكتاب المدنيات تم حذف اسم عزمي بشارة من صفحة 184 (الطبعة السابقة) التي يتم التطرق خلالها الى دولة جميع مواطنيها كواحدة من التوجهات الموجودة اليوم على الساحة السياسية فيما يتعلق بطابع الدولة. ليس ذلك فقط، بل تم حذف "دولة جميع مواطنيها" من الكراسة الجديدة التجريبية التي تتكون من ثمانية فصول التي تتحدث عن "وثيقة الاستقلال"، "الفكرة القومية"، "تبريرات لقيام الدولة القومية"، "المميزات اليهودية لدولة اسرائيل"، "دولة اسرائيل، دولة الشعب اليهودي" وأخيرا "مميزات الأقليات القومية في اسرائيل"، مع الإشارة في الكراسة الى انه تم حذف فصلين من الفصول الثمانية كما هو مشار في فهرس الكراسة، دون ذكر اسم هذين الفصلين.

ووفق مصادر مطلعة لصحيفة فصل المقال، فإن هذين الفصلين تم حذفهما بعد عدة ضغوطات كونهما ينتاقضان مع هوية الطالب العربي، الذي سيجبر على تعلم مواد صهيونية كما قال لنا أحد معلمي المدنيات العرب، الذي أكد أنه لن يعلم قسما من المواد للطلاب لشدة صهيونيتها، منوها انها ستأتي بالامتحان.

وأحد هذه الأمثلة التي يجب على الطالب العربي أن يتعلمها ويقدم امتحان البجروت فيها هو أن "الشعب اليهودي لم يتوقف طوال ألفي عام من تواجده في المهجر عن الابتهال للعودة إلى أرض إسرائيل ليجدد حريته السياسية داخلها".

طبعا في الكراسة الجديدة لا ذكر للفلسطينيين قبل عام 1948، وكيف كانت حياتهم، حيث يبدأ التاريخ بعد عام 1948 بالتأكيد دون الإشارة للنكبة أو ذكرها، التي كانت مذكورة في الطبعة السابقة لكتاب المدنيات حتى ولو دون توسع.

كما سيتعلم الطلاب العرب عن الحق التاريخي لليهود فيما يسمى أرض اسرائيل التي اكتملت فيه صورته الروحانية والدينية والسياسية، والتركيز على التزام اسرائيل إزاء يهود الشتات والعلاقة المتبادلة بينهم وبين اسرائيل.

ومن المثير أيضا أن الكراسة الجديدة تتطرق الى النفوذ السياسي ليهود الولايات المتحدة والعلاقة الخاصة بين اسرائيل والولايات المتحدة ودور اليهود في أمريكا بهذه العلاقة والتأثير على السياسات الأمريكية فيما يتعلق بإسرائيل ودور اليهود في الانتخابات الأمريكية وجمعهم المال لصالح اسرائيل.

اما العرب في البلاد حسب الكراسة الجديدة فهم "ابناء الأقليات" من بدو ودروز وعرب إذ أن الكراسة الجديدة أخرجت البدو من القومية العربية ووضعتهم بقومية خاصة بهم كما فعلوا مع الدروز في السابق، إذ بقي تحت لواء القومية العربية المسيحيون والمسلمون، من يعلم ربما في نسخة جديدة لن نجد عرب أصلا!.

وفي تعريف أكثر "للأقليات في اسرائيل" جاء في الكراسة "توجد في اسرائيل عدة أقليات ناطقة باللغة العربية تشكل معا حوالي 20.5% من مجموع السكان في اسرائيل منهم المسلمون، المسيحيون والدروز".

أما الخدمة المدنية الإسرائيلية فيتم عرضها على أساس أن الدولة توفر إطارا للعرب كي يندمجوا في الدولة لأنهم لا يؤدون الخدمة العسكرية (اللعب على مقولة الحقوق مقابل الواجبات)، وأن المشروع بدأ عام 2007 عن طريق مديرية الخدمة المدنية – الوطنية، دون التطرق او الحديث لأسس نشأة الخدمة المدنية بعد هبة القدس والأقصى عام 2000.


الإتحاد القطري للجان أولياء أمور الطلاب العرب ينتقد المنهاج الجديد لتدريس المدنيات

أعلن الاتحاد القطري للجان أولياء أمور الطلاب العرب عن رفضه المنهاج الجديد لتدريس موضوع المدنيات في الوسط العربي, وانتقده بشدة مؤكدًا أنه  يعزز المضامين المتعلقة بتاريخ الصهيونية ويفرض ويرسخ في عقول طلابنا وأبنائنا العرب خاصة مقولة" دولة إسرائيل هي دولة يهودية وديمقراطية " كحقيقة وواقع مفروض منه وكحل نهائي . ويضعف بل يمحو الهوية العربية الفلسطينية للمواطنين العرب عبر التعامل معهم كأقليات وطوائف. كما وستعلم الطلاب في المنهاج عن أعياد اليهود والرموز اليهودية بشكل موسع ويجب أتباعها كواقع . وأن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي.

والتشديد على محو القومية والهوية الفلسطينية وان هذه الأرض والبلدان والقرى المهجرة هي أراضي دولة ولا يحق لنا العودة لها..  يتطرق المنهاج في القسم الثاني منه إلى " ما هي الدولة اليهودية " ومميزات دولة إسرائيل كدولة يهودية حوالي 30 صفحة تدريس... وموضوع " هوية المواطنين في إسرائيل " فقط مجرد صفحتين !!! .

بمبادرة زحالقة وآخرين:  لجنة المعارف البرلمانية ستبحث موضوع "المدنيات" في المدارس العربيّة

تبحث لجنة المعارف، التربيّة والرياضة البرلمانيّة، يوم الاثنين القادم المشاكل المتعلقة بموضوع المدنيّات في المدارس العربيّة، والاشكاليات التي نتجت جراء تغيير المناهج، وعدم ترجمة قسم منها للعربيّة بالإضافة لترجمة خاطئة لقسم آخر منها، مما يعيق عمليّة التدريس والتحضير للبجروت القريب.

يأتي هذا البحث المستعجل بعد توجه النائب زحالقة، وكل من النواب محمد بركة ومسعود غنايم، في طلب بحث الاقتراح المستعجل، وذلك بعد توجهات عديدة من قبل معمليّ موضوع المدنيات الذي تذمرّوا من التغييرات الأخيرة في المنهاج ومن مستوى الترجمة غير المهني.
وستعقد اللجنة جلستها يوم الإثنين القادم، تمام الساعة الحادية عشر صباحا في الكنيست.


- دولة جميع مواطنيها وعزمي بشارة في الطبعة القديمة -

التعليقات