والد المتهم فتحي اغبارية: لا طرف رابح في معادلة العنف

مسلسل العنف والجريمة يتواصل في ظل الغياب الفعلي للقوى المجتمعية وتقاعس الشرطة، أعداد الضحايا في تزايد يوما بعد آخر، وغالبا لأصغر الأسباب، علما أن عشرات ومئات الأفراد بين عائلات القاتل والمقتول يعيشون تفاصيل جحيم أفعال هذا العنف المتواصل بلا رادع، و يلعقون جراحهم مع تداعيات العمل بمنطق الثأر وتقاعس الشرطة الذي يجعل منطق العنف يتواصل دون توقف، يتواصل ألم وحسرة الفقدان لعائلة الضحية، وضياع للقاتل وعائلته بما يلحق بها من تشرد وضياع وخوف على الأبناء ومستقبلهم وفقدان الامن الشخصي والأمان المجتمعي.

والد المتهم فتحي اغبارية: لا طرف رابح في معادلة العنف

مسلسل العنف والجريمة يتواصل في ظل الغياب الفعلي للقوى المجتمعية وتقاعس الشرطة، أعداد الضحايا في تزايد يوما بعد آخر، وغالبا لأصغر الأسباب، علما أن عشرات ومئات الأفراد بين عائلات القاتل والمقتول يعيشون تفاصيل جحيم أفعال هذا  العنف المتواصل بلا رادع، و يلعقون جراحهم مع تداعيات العمل بمنطق الثأر وتقاعس الشرطة الذي يجعل منطق العنف يتواصل دون توقف، يتواصل ألم وحسرة الفقدان لعائلة الضحية، وضياع للقاتل وعائلته بما يلحق بها من تشرد وضياع وخوف  على الأبناء ومستقبلهم وفقدان الامن الشخصي والأمان المجتمعي.

أسرة تقطعت أوصالها بين العنف و شظف العيش 
وصلتنا رسالة  موقعة باسم إحدى السيدات من منطقة المثلث تضمنت هذه الرسالة سرد قصة  مطاردة"بوليسية" قصيرة ،وخلال معاينتها كان الشعور ان الحادثة وتفاصيلها منقولة من أحد أحياء  "شيكاغو" الأميركية ،لكن فضولنا للتيقن مما تم سرده بالرسالة المثيرة،  قمنا بالاتصال على رقم التلفون المرفق بالرسالة، ومن خلال المحادثة التي تمت مع رب الأسرة، فهمنا أن صاحب القصة هي أسرة تورط أحد أبنائها  بعملية قتل شاب(18عاما) من نفس العائلة في مطلع العام 2012 في مدينة ام الفحم،وهي أسرة (صادق فتحي اغبارية)، التي تركت المدينة منذ ذلك التاريخ الى احدى قرى الجليل ،وبحسب اغبارية فإن بطل هذه المطاردة هو أب لأسرة ثكلى كان الضحية هو ابنها الذي  قتل  في شجار داخل العائلة العام الماضي.

لمتابعة الموضوع توجهنا حيث تسكن أسرة صادق فتحي اغبارية المشردة في إحدى قرى الجليل الغربي حيث ينتظر ابنها المعتقل فتحي صادق اغبارية (18عاما) المحاكمة بتهمة قتل مثقال فتحي اغبارية 18عاما،دخلنا منزل العائلة المظلم ولا يتعدى مساحته ال 50 مترا، و هو أقرب إلى ملجأ استحكام  محصن منه منزل للسكن، ملامح أبناء الأسرة المكونة من أربعة أنفار من بينهم أطفال يكسو الرعب ملامحهم بعدما فقدوا طفولتهم مبكرا، اسرة تتحدث عن كل شيئ ماعدا الشعور بالأمان والسكينة، وتتحسر على ماض قريب من حياة الرفاه والنجاح الذي سجله رب العائلة على مدار اكثر من أربعين عاما، إلا أن بين ليلة وضحاها وفي لحظة من غياب الحكمة والعقل والتسامح ذهب كل شيئ هباء.

رب العائلة صادق اغبارية يستعرض بحسرة انهيار عالمه وعالم اسرته الجميل ولا يستوعب ما الذي حصل وعلى ماذا وقال:لا طرف رابح في معادلة العنف فلا القاتل ولا المقتول يجني سوى اللوعة والألم فإن حسرة سترافق الطرفين للأبد، ودمار يرافق الطرفين ولا أعتقد أنه سيرمم،نعيش حالة من الغربة مع قساوة المعيشة واليأس والإحباط، سألناه عن مشاغله ارتعد وقال مرتبكا "عامل بناء بسيط" ، وحول عمله السابق أجاب أنا خريج الجامعة الأمريكية تخصص في عالم الكمبيوتر وعملت بالمجال وسجلت نجاحا مهنيا ومعيشيا وكنت أسكن في مدينتي في منزل من 600 متر وأربعة دونمات من الأرض، إلا أنه وبعد الواقعة ومغادرتي المدينة تم احراق المنزل وكل محتوياته ولم تنج إلا مكتبتي الخاصة التي تحتوي على 3000 كتاب لكني لم أتمكن من الحصول على كتاب واحد منها، واليوم انا معني ببيع المنزل والسكن الدائم في الشمال، وهنا تقاطعه زوجته أم فتحي وتقول "لا نود ولا نرغب في البقاء في البلاد،وفي حال تم بيع المنزل سنغادر البلاد ولا نريد أن نبقى هنا ،نريد أن نربي أولادنا وأن نعيش بأمان بعدما فقدنا كل شيئ هنا"! سألنا عن اللحظات المصيرية قالت لوأن كل إنسان امتلك الصبر وفكر للحظة عما سيسببه التصرف العصبي لما أقدم على الكثير من الأفعال لأنك بأقل من دقيقة قد يهدم الإنسان ما بنت يداه على مدار حياته.

غياب المساعي الحميدة..؟
بعد صمت بليغ حمل كل المعاني ،يستعرض  الأب ما حدث له ولأسرته وكأنه لايصدق رغم مرور عام وأكثر على ذلك الصباح المظلم، ويتساءل كيف أن الجميع تخلى عنه ويقول حتى أن مساعي الصلح التقليدية انعدمت رغم أنني قمت بنفسي بالإتصال بوجهاء ومشايخ المدينة ألا أن أحدا لم يستجب. ويجري مقارنة بين ما كان عليه من أيام العز وبين تداعيات العنف وانعدام التروي والصبر والتسامح والحكمة وكأنه يحذر الناس من مغبة التورط تحت أي ظروف" في عالم العنف ،أي عليك أن تكون حكيما وليس بالضرورة صادقا" كي لا يعيشوا ما يعايشه هو وأسرته، من دوامة العنف التي تحطم الآباء والأبناء،وخلص" لا أتمنى لأحد أن يمر بما مررنا ونمر به لأنه الضياع والدمار وعدم الاستقرار وأن أبناءنا لا ذنب لهم في كل ذلك".

ام فتحي تروي ما حدث معها في الأسبوع الماضي وتتحدث عن تقاعس الشرطة:
عندما كنت أقود سيارتي في شارع 65 وبتاريخ 13\5\2013 في ساعات الظهيره وبجانبي ابنتي التي رافقتها من منزلنا في الجليل لتقديم امتحان لها في مدينتنا ام الفحم، عندما اعترضت طريقي سياره يقودها المدعو فتحي مثقال اغباريه من أم الفحم والذي عندما أصبح محاذيا لنا بسيارته قام باشهار مسدس علينا – قمت بتوقف فجائي فصار امامي – وبدأت أرجع للخلف والشاحنات من خلفي تزمجر بأبواقها وهو توقف على جنب الشارع وفتح باب سيارته – عندها قالت لي ابنتي أن أسير إلى الأمام – الموته موته – قمت بالسياقه إلى الأمام بسرعة جنونية وهو بدوره قام باللحاق بنا – لم ادعه يتجاوزني بسبب وجود شاحنات على المسار الأيمن وانا كنت كل الوقت على المسار الأيسر وهو خلفي – في النهايه استطاع تجاوزي وأوقف سيارته عند مدخل البياضه كان يتوقع أن أضطر إلى التوقف لينزل ويقتلني وابنتي – عندها قمت بالانعطاف المفاجئ إلى البياضه والسياقه بسرعه جنونيه إلى ان وصلت كراج قمت بالالتجاء اليه وشرح الوضع للناس أصحاب المركبات واصحاب الكراج الذين هدأوا من روعنا واتصلوا بالبوليس الذي حضر سريعا وقام باصطحابنا إلى مركز شرطه أم الفحم – قدمنا شكوى بحق المدعو فتحي مثقال أو كما هو مشهور بام الفحم (فتحي الليلى) وقام البوليس بتوقيفه لعرضه في اليوم التالي على المحكمة – واذ بي أفاجأ بإطلاق سراحه في اليوم التالي، أي بعد بضع ساعات في التوقيف لتوسط أحد المقربين من البوليس له – العيب كل العيب لشرطه أم الفحم التي تطالب دائما المواطنين بالتوجه اليها عند شعورهم بالخطر – هل يعقل اطلاق سراح إنسان حاول قتلي وابنتي فقط بعد بضع ساعات ؟ وبدون الوصول للمحكمه؟ إن سارق دراجه هوائيه لا يطلق سراحه قبل عرضه على المحكمة فما العمل والى من اتوجه ؟

عودة ليوم الجريمة.. والد المغدور يستقبل أبناء عمه ويحصر الخصومة بالمشتبهين فــــــي ام الفحـــم
علمت فصل المقال أنه في أعقاب مقتل الشاب الفحماوي مثقال إغبارية يوم الجمعة 2\2012 طعنا بالسكين من قبل أحد أقاربه، استقبل والد المغدور  فتحي مثقال اغبارية وإخوانه أولاد عمهم في بيت العزاء بقاعة مسجد صلاح الدين ، والذين حضروا بصحبة جاهة الصلح، وقد أعلن والد المغدور أن الخصومة محصورة فقط بالمشتبهين بالقتل وأن أولاد عمه لا علاقة لهم في الجريمة التي حصلت، حيث تعانق أبناء العمومة طويلا وبكوا سوية على فقدان عزيزهم.

وكان بيان قد صدر عن عائلة المرحوم فتحي صادق ابو حلوق “ابو الصادق” أكدوا فيه أن عائلتهم لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بحادث القتل، كما وأن أفراد العائلة يستنكرون بشدة هذه العملية البشعة التي أودت بحياة نجل ابن عمهم الشاب مثقال فتحي مثقال ابو حلوق طعنا بالسكين، حيث أكد كل من الأشقاء اسعد وعبد الناصر ومحمود ومحمد ورشدي أن هذا العمل وهذه الجريمة وقعت عليهم كالصاعقة خاصة وان العلاقة التي كانت تربطهم مع شقيقهم الأكبر كانت علاقة ممتازة وتفاجأوا من عملية القتل واستنكروها طالبين من الله ان يدخل المرحوم الى فسيح جنانه. واختتم البيان الموقع باسم ابناء المرحوم فتحي صادق ابو الصادق حلوق باعلان البراءة التامة من الأخ الاكبر صادق فتحي وابنائه بعد عملية القتل.

التعليقات