مأساة عائلة واكد.. من المجيدل إلى الشتات إلى الموت المروّع

في الخامس عشر من شهر تموز في العام 1948 احتلت القوات الصهيونية قرية المجيدل في قضاء الناصرة، التي كان عدد سكانها أكثر من 2200 نسمة، وكانت مساحتها أكثر من 18 ألف دونم، كانت المجيدل من القرى المزدهرة، وعائلة واكد واحدة من عائلاتها الكبيرة، التي نُكبت وتم تهجيرها من القرية لتتشتت في شتى بقاع الأرض، وحسب الإحصائيات يقدر عدد اللاجئين خارج الوطن من أهل المجيدل بحوالي 14000 نسمة حتى العام 2000.

مأساة عائلة واكد.. من المجيدل إلى الشتات إلى الموت المروّع

خيمة العزاء في الناصرة

في الخامس عشر من شهر تموز في العام 1948 احتلت القوات الصهيونية قرية المجيدل في قضاء الناصرة، التي كان عدد سكانها أكثر من 2200 نسمة، وكانت مساحتها أكثر من 18 ألف دونم، كانت المجيدل من القرى المزدهرة، وعائلة واكد واحدة من عائلاتها الكبيرة، التي نُكبت وتم تهجيرها من القرية لتتشتت في شتى بقاع الأرض، وحسب الإحصائيات يقدر عدد اللاجئين خارج الوطن من أهل المجيدل بحوالي 14000 نسمة حتى العام 2000.

من بين هؤلاء اللاجئين عائلة أبناء عائلة واكد في سورية ويبلغ تعدادهم هناك حسب أقربائهم حوالي 3000 نسمة. أما في يافة الناصرة والبلاد فيقدر عدد أبناء عائلة واكد ب 700 نسمة، أي أقل بكثير من المهجرين.

هذا الأسبوع شهدت العائلة حدثا استثنائيا لم تعرف مثيلا له في كارثيته منذ النكبة، فاصطف أبناؤها في أحد بيوتهم في يافة الناصرة لاستقبال وفود المعزين الذين تقاطروا من منطقة الناصرة وكل أنحاء البلاد لتقديم واجب العزاء بفقدان 23 من أبناء العائلة لقوا حتفهم في (زملكا) في غوطة دمشق نتيجة للهجوم الكيماوي، الذي سقطوا بعد ثلاثة شهداء آخرين سبقوهم في مخيم اليرموك.

تحت خيمة العزاء التي اكتظت بأبناء العائلة والمعزين ووسائل الإعلام، استقبلنا أحمد واكد أبو طارق ليعرفنا على كبار العائلة الذين تجاوزت أعمارهم السبعين عاما وأكثر والذين يعرفون الجد والجدة لضحايا المجزرة معرفة شخصية واللذين ما زالوا أحياء يقيمان حاليا في إربد في الأردن قال أبو طارق:" كلنا أبناء عمومة هنا، من عائلة واكد من المجيدل المهجرة، نحن هنا في البلاد حوالي 700 إنسان، ولكن حوالي أربعة أضعافنا يعيشون في سوريا، فقد هاجر معظم أبناء العائلة  إلى سوريا عام النكبة وأصبح عددهم هناك حوالي 3000 إنسان." المصابون في هذه الكارثة التي سببها استعمال الغاز الكيماوي السام هم أبناء العم غازي واكد وزوجاتهم وأبناؤهم".

"لا نعرف الجميع بشكل شخصي ولكننا كنا نلتقي مع بعضهم  في الأردن، كنا نسأل عنهم وعن أحوالهم من خلال الناس الذين يقيمون في الأردن في إربد، يوم الخميس اتصل بنا أقرباؤنا من إربد وقالوا إن كارثة حلت بالعائلة المقيمة في زملكا في غوطة دمشق، وأن هناك ضحايا بسبب الهجوم الكيماوي، ولكنهم لم يعرفوا بالضبط عدد الضحايا. ويضيف أبو طارق " وصلت أخبار تقول إن عدد القتلى هو 12 ثم قالوا 14 ، وتبين فيما بعد أنهم 23 نفرًا.

الحاج محمد عبد الله غازي واكد الذي جلس  مع المستقبلين للمعزين قال" الضحايا هم من أبناء أختي وأولادهم، وهم محمود وزوجته وأبناؤهما ووصلنا خبر أن ابن اختي الثاني يوسف متوفى ولكن تبين انه مصاب ولم يمت، ولكن زوجته توفيت مع أبنائها، كذلك توفي ابن العم سعد وكنّته وأولادها،وبلغ مجموع الموتى 23 شخصا من العائلة."

ويضيف" بعض الأقرباء يحملون جوازات سفر أردنية ولهذا كنا قد التقينا بهم من قبل في الأردن، بل أن منهم من أتى إلينا هنا إلى يافة الناصرة في سنوات السبعينيات وزارنا" ويضيف الحاج محمد عبد الله "شقيقيتي فاطمة عمرها الآن 83 عاما مقيمة في الأردن مع زوجها عبد الله غازي واكد، هي خرجت من فلسطين عام 1951 الى الأردن، وتزوجت ابن عمي عبد الله غازي واكد الذي كان قد هُجر عام 1948، بعض أبنائهما في سورية، وبعضهم هم الذين توفوا مع نسائهم وأبنائهم.

وعن سؤال لمن تحمّلون المسؤولية عمّا حصل قال: نحن لا نقول أن هذا من عمل النظام السوري أو من المعارضة، الله أعلم، ويوجد تحقيقات، عندنا هناك حوالي 3000 نفر من عائلة واكد نتمنى للجميع السلامة وأن تتوقف هذه المذبحة".

وعن بيت العزاء قال " فور سماع الخبر فتحنا بيت عزاء، وقد وصلت وفود من كل البلاد وقدمت التعازي، لم يكن لدينا وقت لشربة ماء، وسيخرج منا وفد إلى الأردن للأخذ بالخاطر ودعم شقيقتي وزوجها وابنهما في الأردن وتعزيتهم ومحاولة مساعدتهم والوقوف الى جانبهم بهذه الكارثة التي أتت على معظم أفراد أسرتهم في سوريا، وسوف نحاول إحضار العجوزين إلى هنا".

ويقول أبو طارق أحمد واكد"هؤلاء أناس شردوا من وطنهم عام 1948، يعيش بعضهم في اليرموك- جوبر- عين ترما-زمالكا-ومن تبقوا في الوطن مشتتون، بعضهم في يافة الناصرة وحيفا وغيرها. حاولنا دائما التواصل مع بعضهم، وتمت لقاءات بيننا وبين بعضهم في الأردن قبل الحرب الأهلية في سورية، لأن أحد أفراد الأسرة ابن عمتي يقيم في إربد، كنا نلتقي عنده".

وعن سؤال لمن يحمل المسؤولية قال: يتحمل مسؤولية وضعهم المأوساوي طرفان ، إسرائيل التي شرّدتهم عام 48 وثانيا الجهة التي ضربتهم بالكيماوي ونحن لا نستطيع التحديد أهو النظام أم معارضة. أكبر شهداء هذه المذبحة سنا ولد في المجيدل عام 1946، كان عمره سنتين عندما رحلت الأسرة إلى سورية وهو محمد سعد غازي واكد."

أبو طارق يتذكر عمه عبد الله واكد في يافة الناصرة والذي رحل قبل سنوات قليلة: كان عمي عبد الله يخرج مشيا في كل صباح من يافة الناصرة إلى المجيدل، كان يقف نصف ساعة متكئا على عكازه وهو يتأمل القرية وأرضها وآثارها ثم يعود، لم ييأس، كان يعيش أملا بأننا سوف نعود الى المجيدل في يوم ما".

يؤكد أبو طارق أن أخبارًا وصلتهم بأن أطفالا دفنوا أحياء، عندما أصيب الناس بالذهول نتيجة الكيماوي،البعض فقد وعيه وقد ظنوه ميتا ولهذا هناك شكوك كبيرة أن البعض دفنوه حيًا وخصوصا الأطفال
.
أسماء الضحايا:

  بحسب أبناء العائلة نقلا عن أبنائها في سوريا والأردن فهذه بعض أسماء الضحايا: محمود محمد سليمان واكد، علي حسين غازي واكد، فاطمة محمد محمود واكد، أسماء محمد محمود واكد، هبة محمد محمود واكد.سليمان واكد، إيمان عبد الحفيظ يوسف واكد، بيان يوسف محمد واكد، حنان يوسف محمد واكد، مصطفى يوسف محمد واكد، آمنة يوسف محمد، وأمين سعد غازي واكد، ومحمد سعد غازي واكد.

التعليقات