أهالي المشهد وكفر كنا: 18 أسبوع من التظاهر ضد "فنتيسيا"

تواجه قرى المشهد،كفر كنا والرينة، مخاطر مصادرة أراضيها لصالح خط غاز سيصل الى مصنع فينسيا القائم في المنطقة الصناعية تسيبوري التي اقيمت على أراضي المشهد. مصنع فينيتسيا الذي يبث سمومه على سكان المنطقة من أهل المشهد وكفر كنا لا يدفع ضريبة الأرنونا لا هو ولا المصانع المقامة في المنطقة على أراضي القرى المحيطة، بل يدفعها لنتسيريت عيليت،وبهذا يقول أهالي القرى، الغاز السام لنا والمال يذهب إلى نتسيريت عيليت.

أهالي المشهد وكفر كنا: 18 أسبوع من التظاهر ضد

تواجه قرى المشهد،كفر كنا والرينة، مخاطر مصادرة أراضيها لصالح خط غاز سيصل الى مصنع فينسيا القائم في المنطقة الصناعية تسيبوري التي اقيمت على أراضي المشهد. مصنع فينيتسيا الذي يبث سمومه على سكان المنطقة من أهل المشهد وكفر كنا لا يدفع ضريبة الأرنونا لا هو ولا المصانع المقامة في المنطقة على أراضي القرى المحيطة، بل يدفعها لنتسيريت عيليت،وبهذا يقول أهالي القرى، الغاز السام لنا والمال يذهب إلى نتسيريت عيليت.

هذا المصنع وصل إلى خطر الإفلاس وقررت الحكومة دعمه من خلال مده بالغاز، حيث ستوفر هذه العملية حوالي 60 مليون شيكل في السنة على المصنع وتنقذه من الإفلاس. خط الغاز هذا سيمر من أراضي ثلاث قرى عربية، هي طرعان كفر كنا المشهد، وسيمتد من شمالي الشارع الموصل بين مفرق جولاني ومفرق كنا-وسوف يمنع أي استعمال للأرض على مسافة  80 مترا من كل جانب من خط الغاز، وهذا يعني، أن مصادرة الأرض ستتم ولكن بشكل غير مباشر ،وتبين أن شركة قطارات إسرائيل أيضا اعترضت على موقع ماسورة الغاز، وكما يبدو أن هناك مخططا لإقامة سكة حديد على جانب الشارع وهذا يعني أيضا بالنسبة لأصخاب الأراضي الإبتعاد مسافة 250 مترا أخرى، وفي المحصلة فقدان سهل طرعان.      

أهالي المشهد وكفر كنا أقاموا لجنة للنضال لوقف تنفيذ مشروع خط الغاز،  ويقيمون تظاهرات أسبوعية منذ 17 أسبوعا كما أخبرنا رضوان حسن رئيس اللجنة الشعبية، وقدموا اعتراضات شتى ولكنها لم تلق أذنا صاغية، وانطلق المشروع من مفرق جولاني باتجاه اراضي طرعان.

في حديث مع السيد (رضوان حسن) رئيس اللجنة الشعبية عن موضوع خط الغاز الذي سيصل إلى مصنع فينيسيا قال" يوجد في إسرائيل تخطيط قطري لخطوط الغاز، إلا أن هذا الخط بين مفرق جولاني والمنطقة الصناعية تسيبوري لا يقع ضمن هذا التخطيط، بل تمت إضافته عام 2005 بعد ضغوطات من إدارة مصنع فينيسيا على الحكومة لتوصيل  الغاز الى المصنع،وهذا يعني أن الخط يخدم مصنعًا بملكية خاصة، وسيوفر على أصحابه مبلغًا يصل الى 60 مليون شيكل".

ويضيف رضوان حسن " لقد أقيم مصنع فينيتسيا على أراضي كفر كنا والمشهد ولكنه يدفع الضريبة لبلدية نتسيريت عيليت،لقد مر المصنع بصعوبات وكاد يتوقف عن العمل، وكي يستمر في عمله كان على الحكومة دعمه من خلال تمرير خط الغاز، وبهذه الحالة نكون قد دفعنا الثمن مرتين، الأولى عندما أقيم المصنع على أراضينا والثانية عندما يمر خط الغاز الداعم له أيضا على حساب أراضينا فيحرمنا من استغلالها".

ويضيف رضوان حسن" لقد قدّمنا اعتراضات كثيرة رفضت كلها ما عدا اعتراض واحد لأحد المواطنين قدمناه ضد مصادرة 35 دونما من أراضي المشهد حيث ستكون المحطة النهائية للخط ، لقد تم إلغاء مصادرة ال 35 دونما وتم نقل المحطة النهائية لخط الغاز الى أرض تابعة لدائرة أراضي إسرائيل،وهذا يعتبر مكسبا.

ويضيف "خط الغاز يضرنا في الحاضر والمستقبل، من ناحية سنخسر أراضينا، ومن ناحية أخرى يعني استمرار بقاء المصنع وانبعاث الغازات السامة منه ".

وتابع رضوان حسن: "نقيم كل اسبوع تظاهرة على مدخل المشهد منذ 18 أسبوعا، يشارك فيها شبان من المشهد وكفر كنا،وللأسف ليس هنالك مشاركة من أهالي طرعان رغم توجهنا لهم".

"ما يقومون به ليس مصادرة أراض عادية فهم يأخذون قسما صغيرا من الأرض للخط ولكن يمنعونا من استعمال بقية الأرض لأننا يجب أن نبتعد عنه مسافة 80 مترا من كل جانب، وهذه مصادرة بشكل ذكي، عرضوا علينا تعويضا مقابل استئجار الأرض، نحن ضد مبدأ التعويض المالي من أساسه وإذا كان لا بد منه فنحن نطلب أرضا مقابل الأرض التي سوف لن نتمكن من استعمالها  ".

ويضيف رضوان حسن: "طلبت شركة الغاز بأن نجتمع وبدورنا لم نرفض، وأعلمناهم أنه يجب وقف العمل بخط الغاز قبل أي شيء،  حتى نجتمع مع ممثلي دولة إسرائيل ونتفاوض معهم ، ومطلبنا هو إلغاء هذا الخط، وفي حال عدم التمكن من ذلك ،نطالب بتعويضنا مقابل كل الأراضي التي ستصادر بأرض، وقد طرحنا هذا الحل على إدارة المصنع أيضا بأن تقنع الحكومة بذلك ،وبشرط آخر هو أن رقابة التلوث من المصنع لا تكون من قبل لجنة حماية البيئة التي نشعر بأنها تتواطأ معهم ، بل أن يتم تعيين لجنة شعبية من القرى الثلاث لتعمل على مراقبة التلوث".

التوجه القضاء..
حول إمكانية التوجه للمحكمة العليا قال حسن: "لم نتوجه بعد للمحكمة العليا ، بعد استشارات قانونية توصلنا إلى أمرين ، الأول هو أن التوجه للمحكمة ممكن أن يكون بلا فائدة، حيث أن مثل هذه القرارات سترفض ، والثانية أن ننتظر بدء التنفيذ الفعلي، أي عندما يبدأ العمل نقدم طلبًا للمحكمة لوقف العمل، وحتى البت بهذا الطلب نكون قد أخّرنا العمل، مما يضر جداً في مصنع فينيتسيا وقد يؤدي إلى إغلاقه ، وهذا ما نريده وما طلبناه ألف مرة". ويضيف السيد رضوان في حديث لفصل المقال: هناك سوابق في شارع ستة وأرض دالية الكرمل وعسفيا، إذ أنهم عوضوا أصحاب الأراضي بأرض بديلة"

وعن التجاوب الجماهيري قال:  "التجاوب الجماهيري جيد ولدينا شبان متعاونون بشكل جيد، وشعبنا ممتلئ حماسا وفيه خير كثير، تظاهرنا حتى الآن على مدخل المشهد ثم انتقلنا إلى مفرق تيسبوريت في الأسبوع الماضي، لم يحصل من قبل نضال شعبي متواصل بهذا الشكل" وعن قيادة الجماهير العربية قال" أطالبهم بتخصيص وقت إضافي لهذه القضية."

الآن يوجد لكل واحد من أصحاب الأرض  محام، نحاول استصدار أمر احترازي ضد عملية التخطيط ولكن لا أعوّل كثيرا عليها
ما ينقذ أرضنا هو فقط وقوفنا أمام الجرافات وإلا حسب التخطيطات الموجودة غير المعلنة رسميا فسنفقد مساحات شاسعة من الأرض ومعظم سهل طرعان شمالي الشارع، ونوه الى أن معظم الشبان الذين يشتركون في التظاهرات لا يملكون أرضا،  ولكن ما يحركهم هو الدافع الوطني والقومي،"لن نرفع أيدينا وسندافع عن أراضينا حتى لا يتهمنا أبناؤنا بالتخاذل".

ويضيف لو أن لأهل البلد مصلحة في خط الغاز لما اعترضنا،مثلما لم نعترض على نقل خط الكهرباء العالي من الجو الى الأرض ، ولكن هذا الخط يخدم مصنعًا بملكية خاصة ، ومستقبلا قد تحتاج مصانع أخرى للغاز ،وهذا يعني إقامة خطوط جديدة تأتي على الأرض كلها ، لأن هذا الخط لا يكفي إلا لمصنع فينيسيا وقطره 18 إنشًا، وقد توجّهت إلى صاحب المصنع، وقلت له ما دام أن الخط سيوفر على المصنع 60 مليون شيكل في السنة فلماذا لا يكون لأهل القرى حصة من هذه الأموال، 10 ملايين شيكل مثلا لإقامة منشآت تربوية ورياضية في قرانا،ولكنهم يقولون إن هذا ليس شأنهم.ونحن من جانبنا ليس أمامنا سوى مواصلة النضال.  

التعليقات