خان العمدان: وقف بالمزاد العلني وغياب للقيادات الدينية والمستثمرين العرب؟!

لازالت حلقات مسلسل التهويد لمدينة عكا التاريخية تتوالى منذ عام النكبة حتى اليوم، وآخرها الإعلان عن مناقصة لبيع خان العمدان الذي يعتبر وقفا إسلاميا ويمثل معلمًا تاريخيًا عريقا لمدينة هُجِّر غالبية أهلها. ويشكل هذا المخطط الجديد الحلقة الأخطر في مسلسل استهدف الإنسان والمكان، وذلك في عملية تصدٍ متأخرة وفاترة من قبل مؤسسات عربية لم ترق للحد الأدنى في مواجهة مخطط خطير بهذا الحجم، بحيث سيترافق تنفيذ هذا المشروع مع تهجير 36عائلة تسكن في محيط المكان وإحكام الخناق على المنطقة برمتها لحمل أكبر عدد من السكان لترك المكان والانتقال للقرى المحيطة أسوة بالآلاف الذين هُجروا لقرى المكر والجديدة المجاورتين.

خان العمدان: وقف بالمزاد العلني وغياب للقيادات الدينية والمستثمرين العرب؟!

خان العمدان (تصوير ربيع عيد)

 لازالت حلقات مسلسل التهويد لمدينة عكا التاريخية تتوالى منذ عام النكبة حتى اليوم، وآخرها الإعلان عن مناقصة لبيع خان العمدان الذي يعتبر وقفا إسلاميا ويمثل معلمًا تاريخيًا عريقا لمدينة هُجِّر غالبية أهلها.

ويشكل هذا المخطط الجديد الحلقة الأخطر في مسلسل استهدف الإنسان والمكان، وذلك في عملية تصدٍ متأخرة وفاترة من قبل مؤسسات عربية لم ترق للحد الأدنى في مواجهة مخطط خطير بهذا الحجم، بحيث سيترافق تنفيذ هذا المشروع مع تهجير 36عائلة تسكن في محيط المكان وإحكام الخناق على المنطقة برمتها لحمل أكبر عدد من السكان لترك المكان والانتقال للقرى المحيطة أسوة بالآلاف الذين هُجروا لقرى المكر والجديدة المجاورتين.

وجدير بالذكر أن صحيفة «فصل المقال» كانت قد رصدت منذ أربعة أعوام ذيول هذا المخطط لخان العمدان وحي الشونة وحارة المجادلة في المدينة وتحدثت في تقريرها عن مستثمرين اجانب ويهود يتربصون بالمدينة بهدف الاستيلاء على هذه الاحياء كجزء من مخطط التهويد،حيث ارتفعت أصوات في حينه تنادي وتستنجد بالقيادات السياسية والدينية وتدعو المستثمرين العرب لانقاذ المكان ومنع التهجير.
صباغ: البيع تم بالإكراه وليس برضى الأمناء

الناشط والمركّز الجماهيري لمشروع "جيران" في عكا القديمة اليف صباغ  قال:أولا لا بد من التذكير أن مركز "جيران" في عكا القديمة  يعمل منذ سنة ونصف في عكا ويقدم مساعدة قانونية وتنظيمية لسكان عكا القديمة للحفاظ على مساكنهم ووجودهم داخل البلدة القديمة في ظل ما يسمى ترميم المدينة باعتبارها تراثا عالميا كما أعلنت عنها منظمة اليونسكو.لقد انتبهنا الى نية شركة تطوير عكا الاعلان عن مناقصة لبيع خان العمدان وعقارات قريبة منه (للمرة الثالثة) منذ شهر آذار الماضي وتابعنا الموضوع عن كثب،  وفي هذه الاثناء قمنا بكل الاتصالات اللازمة للتصدي لذلك حين يتم الاعلان عن المناقصة.

واضاف صباغ لقد لفت انتباهنا عدة قضايا في المناقصة المذكورة لن اعددها جميعا بل سأتركها للمحامين لاحقا، ومنها ان الاتفاقية لبيع خان العمدان او تأجيره بطريقة الحكر  تمت بين لجنة الامناء على الوقف الإسلامي في عكا وبين شركة تطوير عكا  في 6 آب 1975 بحيث يبدأ سريان مفعـــــول الاتفاقية في 1 ايلول 1973 ، وحين نتفحص تاريخ تحرير هذا الوقف من أيدي حارس املاك الغائبين الى أيدي اصحابه، نجد أن تحريره تم في 16 ايلول 1973، اي ان سريان مفعول التأجير/ بيع العقار بطريقة الحكر تم قبل تحريره الى أيدي المؤجِّر،،الأمر الذي يؤكد ما يقوله المقربون من الأوقاف العكية أن البيع تم بالإكراه وليس برضى لجنة الأمناء. ناهيك عن ان لجنة الأمناء نفسها تم ويتم تعيينها من مكتب رئيس الحكومة منذ عام 1966 وحتى اليوم. وما يثبت ادعاءنا ان هناك أوقافا أخرى مؤجرة ل 999 سنة وقد نصت رسالة تحرير العقار بأن التحرير مشروط باتفاقية الإيجار المذكورة والموقعة قبل التحرير بفترة طويلة.

وتابع صباغ" إن أي عقار وقفي لا يجوز استخدامه لأي غرض يتنافي مع الحجة الوقفية، وفي الحقيقة ان الاتفاقية الموقعة عام 1973 لا تتطرق ولو بكلمة واحدة الى شروط الحجة الوقفية، كما انها لا تتطرق الى السؤال ، ماذا سيحصل للعقار بين انتهاء مدة الايجار/ البيع بالحكر؟ كيف ستكون العلاقة بين لجنة الأمناء وشركة تطوير عكا، كما أن نص الاتفاقية المزمع توقيعها مع المستثمر الجديد لا تتطرق الى الموضوع ذاته ايضا مما يفتح الباب عريضا لصراع قانوني في المستقبل قد ينتهي بانتهاء ملكية الاوقاف لهذه العقارات بالمطلق.

فوق هذا وذاك، تلزم شروط المناقصة المستثمر الرابح ان يخلي السكان المحميين وغير المحميين الساكنين في العقارات المذكورة وتغرمه بمبلغ 10 مليون شيكل ان لم يخلِ السكان، بل اكثر من ذلك ، فلديها الحق ألا توقع معه الاتفاقية توقيعا نهائيا وبذلك قد يخسر كل ما استثمره في العقار.

واضاف: نحن لكل هذه الأسباب وغيرها،  نطالب بإلغاء هذه المناقصة، وبإعادة العقارات المذكورة، خان العمدان وخان الشونة وما بينهما،الى المالك الأصلي وهو الأوقاف الاسلامية في عكا، لتفعل بعقاراتها ما تراه مناسبا طبقا لواجباتها القانونية والدينية.

للتلخيص أعتقد أن مؤسسة الأوقاف الاسلامية عامة في فلسطين وخارج فلسطين مقصرة الى حد مميت في هذا الموضوع، فتحرير الاوقاف الاسلامية  لا يتطلب الكثير من الجهد السياسي والقانوني ولا يتطلب الكثير من الأموال كما يعتقدون او يروجون، كل ذلك لا يساوي مغامرة صغيرة يقوم بها  ملياردير خليجي أو أمير أو ملك يدعي الاسلام.

كنت أتوقع من النواب عن الحركة الإسلامية أن يكون مشروع تحرير الاوقاف الاسلامية هو مبرر وجودهم في الكنيست ولكن...؟؟؟ وكنت أتمنى على النواب العرب جميعا ان يكون تحرير الأوقاف على رأس جدول اعمالهم المدني المشترك، ولكن....للاسف.

الاجتماعات الاحتجاجية وحدها أو المرافعة القانونية وحدها او العمل الجماهيري وحده لا يؤتي ثماره الا اذا اجمتعت هذا الاشكال كلها وكان البديل جاهزا ايضا، أي عندما نقول اننا نريد استعادة خان العمدان يجب ان يكون  مخطط الترميم جاهزا بكل مركباته. اما الاحتجاج من ناحية والهمس بأننا عاجزون  من ناحية اخرى ، فهو الوصفة الأفضل للفشل المستمر والمتراكم منذ عشرات السنين وفي كل المستويات.

للمزيد حول الموضوع:

أهلُ عكا أعلنوها عاليًا: خان العمدان "مش للبيع"

 

التعليقات