حي أبو شهاب في شفاعمرو: مئات المنازل غير مرخصة ومواطنون تحت وطأة الغرامات..

"سارعوا لشراء وبناء منازل قبل أن يكتشفوا أن هناك إشكاليات شبه مستعصية بعد أن قام مستثمر عربي بشراء هذه المنطقة التي تقدر بمئات الدونمات من شخص يهودي يدعى يعكوف مزراحي، وتبين لاحقا أن الأخير رهن مساحة 50 دونما من أرض الحي للبنوك"..

حي أبو شهاب في شفاعمرو: مئات المنازل غير مرخصة ومواطنون تحت وطأة الغرامات..

أبو شهاب مثله مثل الكثير من الأحياء والبلدات العربية يعاني انعدام تراخيص البناء والبنى التحتية والغرامات الباهظة. فأكثر من 100 منزل منتشرة على طول وعرض حي أبو شهاب الواقع في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة شفاعمرو، وهو الحي الذي خصص للسكن منذ أواسط الثمانينيات، وأقر ضمن الخارطة الهيكلية للمدينة التي لم يصادق عليها بعد.

وفي حينه سارع وتقدم في حينه مئات المواطنين ممن يعانون أزمة سكن حارقة للبناء أو شراء منازل قائمة في الحي، وذلك قبل أن يكتشفوا أن هناك إشكاليات شبه مستعصية بعد أن قام مستثمر عربي بشراء هذه المنطقة التي تقدر بمئات الدونمات من شخص يهودي يدعى يعكوف مزراحي، وتبين لاحقا أن الأخير رهن مساحة 50 دونما من أرض الحي للبنوك.

بالنتيجة فلا يزال كثيرون من سكان الحي يصطدمون بالمماطلات والتسويفات في استصدار تراخيص البناء لمنازلهم القائمة عدا عن الغرامات الباهظة التي يتكبدونها.

طاهر علي: نكبة مستمرة..

طاهر الحاج علي أحد سكان حي أبو شهاب في شفاعمرو، وهو من قرية هوشة المهجرة، ومثل كثيرين، استعرض معاناته ومعاناة أمثاله من سكان الحي. وقال: انتكبنا منذ عام 1948 وهجرنا إلى سوريا مدة سنتين لنعود متنقلين في أكثر من مكان لينتهي بنا المطاف في شفاعمرو، إلا أن تداعيات النكبة لازالت تلاحقنا دون توقف، فأنا قمت بشراء بيت قائم منذ عام 1985 إلا أنني لم أكن أعي حينها أنني اشتريت "ورطة العمر".

ويضيف أنه رغم الوعودات الكثيرة بحل قضية حي أبو شهاب إلا أن مئات المنازل لازالت تعاني منذ سنوات من نفس المشكلة، وهي عدم الحصول على تراخيص بناء، وتقديم العديد منهم إلى المحاكم ودفع الغرامات الباهظة في ظل غياب خارطة تفصيلية مصادق عليها، إضافة إلى قضية الحجز الذي فرضه أحد البنوك على 50 دونما في الحي بعد أن قام رجل أعمال يهودي يدعى يعكوف مزراحي بالحصول على قرض ورهن الأراضي التي كان يمتلكها ومسجلة على اسمه في هذه المنطقة للبنوك، وأنا لم أتمكن من تسجيل بيتي في دائرة الأملاك، ومثلي المئات.

وتابع الحاج علي أن قضية الترخيص هي بمثابة القضية الهامة والعالقة منذ سنوات، حيث يجري تغريم أهالي الحي بمبالغ باهظة. وعندما وصلت الى "دائرة التنظيم والبناء" لتسجيل البيت (طابو) رفض الطلب، بادعاء أن هنالك ملاحظة تحذيرية قدمها مالك الأرض يعقوب مزراحي.

ويقول أيضا إن "البلديات المتعاقبة تعهدت على مر السنين، بحل هذه المشكلة، وما زلنا ننتظر تلك الوعود. إذ اننا نواجه أيضا مشكلة البناء، بحيث لا يمكننا بناء متر واحد على البيت الذي نسكنه". ويتساءل "أين التنظيم والبلدية من هذا؟ لماذا لا يمنحوننا الحق في البناء؟ في الماضي توجهنا إلى البلدية لحل هذه المشكلة التي يعاني منها معظم أهالي الحي، واستدعي نواب عرب بهدف تقديم المساعدة، لكننا ما زلنا حتى يومنا هذا ننتظر".

واستعرض ابن الحي جمعة حشمة نفس الرواية، وأكد على المعاناة ذاتها. ويقول "لا شيء يبشر بحلول قريبة والشعور قاس وكأنك في سكن مؤقت. لا تشعر بالاستقرار، ناهيك عن الغرامات وأنت تشعر بأنك مهدد على مدار الساعة. هناك حالة إحباط وتذمر دائم، وأنت غير مطمئن لسكنك وسكن أبنائك، بالإضافة إلى أن الأمر مطروح على رؤساء البلدية المتعاقبة دون تقدم أو مؤشر لحلول. ونحن لا نعرف مصيرنا، لكن نكرر النداء للمسؤولين العرب والبلدية بالعمل الجاد لإيجاد الحلول لحي ومعاناة المئات من السكان".

من جهته يقول أبو سفيان: "إن المشكلة ليست لدى يعكوف مزراحي، بل عندنا. فقد أكد لنا رؤساء البلدية المتعاقبون أن مشكلة الحي في طريقها للحل، وأنه سيتم ذلك من خلال إيجاد مخرج مع لجنة التنظيم إلا أن شيئا لم يتحقق. لقد انهكتنا الغرامات ونعيش بقلق وتوتر منذ سنوات، والحي يتوسع ويتمدد على مساحات كبيرة دون أن نعرف مصير هذه الأرض بحيث أصبح كبلدة قائمة بذاتها، والجميع ينتظر ليحقق الاطمئنان بسكن واستقرار كأبسط حق إنساني للبشر. وهذه المرة نأمل من البلدية الحالية ورئيسها الجديد أن تضع هذه القضية على رأس سلم الأولويات والعمل عليها كما يجب"..
رئيس البلدية أمين عنبتاوي: اطمئن أبو شهاب بأن هناك حلولا

وأعرب رئيس البلدية أمين عنبتاوي ورئيس لجنة التنظيم عن أسفه بأن أزمة الحي بقيت لليوم بدون حلول. وقال: "حقيقة إنه أمر مؤسف أن تبقى قضية أبو شهاب عالقة حتى اليوم، علما أنه كان من الممكن إيجاد الحلول الجدية لها منذ زمن، لكن أستطيع أن أؤكد لأهالي أبو شهاب أن قضيتهم هي ضمن الأولويات، ومنذ اليوم الأول من استلامي رئاسة البلدية وضعت قضيتهم على رأس سلم عملنا.

وأضاف أنه كرئيس بلدية ورئيس لجنة التنظيم قمت باتصالات مكثفة مع كل ذوي الشأن من مسؤولين بالدوائر المختصة في دائرة التنظيم والمستشارين ومهندسين، والتقى سكان الحي، مشيرا إلى أنه سيطرح هذا الملف على الطاولة بكل الجدية، ومؤكدا أن هناك حلولا قريبة.

وقال عنبتاوي: "منذ سنوات طويلة ونحن نسمع عن معاناة حي أبو شهاب، وعن مشاكل عالقة في كل ما يتعلق بقضايا الترخيص والبناء والطابو، وهي مشاكل تترتب عليها معاناة كبيرة جداً للسكان في الحي من مخالفات وغرامات مالية ومحاكم بسبب عدم الترخيص".

وأضاف أن "قضية الأرض والمسكن هي على رأس أولوياتنا وهذا دورنا، وواجب علينا اتخاذ الخطوات العملية والفعلية للتقدم بهذا الملف الحارق الذي يهم كل المواطنين.

التعليقات