المصالحة الفلسطينية بعيون عرب الداخل

النائبان حنا سويد ومسعود غنايم والبروفيسور أمل جمال وأمين عام التجمع الوطني الديمقراطي يتحدثون عن المصالحة الفلسطينية بتفاؤل وخشية من احتمالات تعثرها..

المصالحة الفلسطينية بعيون عرب الداخل

في أعقاب إعلان اتفاق المصالحة بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية يوم أمس، الأربعاء، في غزة، تواردت وتباينت الآراء حول مضمون الاتفاق وإمكانية نجاحه، حيث انقسمت القراءات لإعلان المصالحة بين التفاؤل وبين الخشية من تكرار مثيلها من الفشل كما الاتفاقيات السابقة.

ورأى البعض أن المصالحة الحقيقية تحتاج إلى عوامل ومقومات لم تتوفر بعد لنجاحها كونها جاءت بسبب ضرورة فرضتها أزمة يعانيها الطرفان، وأن الدافع ليس نابعا من قناعة مبدئية تفرضها التحديات الكبرى أمام الفلسطينيين، ومنها التعنت الإسرائيلي وانسداد أفق التسوية.

حول ذلك استطلع موقع عــ48ـرب بعض الآراء من الداخل..

النائب سويد: نأمل أن لا يتبدد الأمل كما في السابق

قال النائب حنا سويد عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، لمراسل عــ48ـرب إن إعلان اتفاق المصالحة هو أمر إيجابي طالما انتظره شعبنا كضرورة لمواجهة التحديات المتزايدة أمام الشعب الفلسطيني لتنجيع النضال، لأن وضع التشرذم والتجزئة في ظل هذا العالم الذي تحكمه القوة من المستحيل أن يؤثر على السياسات الإسرائيلية والتعنت الذي أوصل أفق التسوية إلى طريق مسدود.

وأضاف سويد: "بدأنا نلمس النتائج الأولية لهذه المصالحة وخشية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو من هذه الوحدة، ولذلك قرر وقف المفاوضات لأن استمرارها مشروط باستمرار وتكريس الشرخ في البيت الفلسطيني".

ونوه سويد إلى أن هناك تخوفات مشروعة من إمكانية صمود الاتفاق، لاسيما من التجارب السابقة في القاهرة والدوحة وغيرها حيث سرعان ما كانت تتبدد الآمال بعقد المصالحة، فهناك خشية من تكرار المشهد ذاته.

وتابع أن ما يجعله يتوجه بإيجابية هو أن الجميع يعرف ضعف الموقف الفلسطيني نتيجة الانقسام الذي القى بظلاله على الطرفين. وقال: "أعتقد أنه تم استيعاب العبرة من ذلك، وأن تكون علمتنا أن لا نستكين، كما أن الشرط الأساسي لنجاح المصالحة بأن يكون هناك قناعة راسخة لدى كل الأطراف الفلسطينية، وليس فقط لدى الطرفين بأن القضية الفلسطينية في حال يرثى له، وأنها لا تحتمل الشرذمة، وأن نجاح المصالحة منوط باستيعاب وتذويت هذه القناعة بأن الوحدة هي عامل قوة. وكذلك ما يجعلني أعول على الاتفاق هو أن الضغط جاء هذه المرة من الناس العاديين ومن قوى وطنية شعبية تحمّل مسؤولية الانقسام للطرفين".

جمّال: لا يوجد ثقة سياسية بين الطرفين..

وقال البروفيسور أمل جمّال المحاضر في جامعة تل أبيب إن الاتفاق لم يأت بالأساس للضغط على إسرائيل، علما أن المحفز الأساس هو بسبب المأزق التي تمر به الحالة الفلسطينية وانسداد أفق التسوية من تعثر المفاوضات والتعنت الإسرائيلي، ويأتي في محاولة لفتح آفاق جديدة.

وأضاف جمال من الواضح أن حماس تعاني من مأزق تكريس الحصار والأزمات الاقتصادية والتحولات الجارية في العالم العربي خصوصا في مصر، وكذلك في السلطة الفلسطينية فهناك خلافات داخلية وتعثر المفاوضات وأزمة الموارد المالية الأوروبية والأمريكية، وهذه قد تكون نقاط ضعف الاتفاق لأنه يعتمد المصالح الآنية لكل طرف، ولم يقم على الرؤية والمصالح السياسية فهناك شرخ بالرؤى السياسية وهو أقوى من المصالح الآنية التي شكلت سببا أساسيا للاتفاق، وهذه من شأنها أن تنتهي وتتبدد.

وأشار جمال إلى أن هناك انعداما للثقة السياسية بين الطرفين بسبب صراع القوة وفروق الأيديولوجيا. وأضاف: "صحيح أن الاتفاقات عادة تتم على مصالح آنية والحيثيات تحافظ عليها لكن الحيثيات قد تتغير غدا أو بعد فترة قصيرة".

وخلص جمال إلى القول إن نجاح المصالحة منوط بكيف سيتطور الأمر مع الجانب الإسرائيلي، وربما يفرض نفسه على الواقع الفلسطيني حقيقة وجود عدو مشترك وتعثر المفاوضات واستمرار التعنت الإسرائيلي وتزايد التحديات.

غنايم: أزمة الطرفين قد تفرض صمود الاتفاق..

يرى النائب عن الحركة الإسلامية، مسعود غنايم، في المصالحة خطوة مهمة ومباركة، وقال لمراسل الموقع  "إن المصالحة تحمل رسالة قوية للإسرائيلين كرد على التعنت الإسرائيلي، ورسالة أخرى وحدوية للشعب الفلسطيني لاستعادة الثقة بنفسه وبقيادته".

وقال: "نبارك هذه الخطوة التي طالما انتظرها الشعب الفلسطيني، ونأمل أن يتحول التوقيع إلى فعل على أرض الواقع، كما نأمل أن ما تضمنه الاتفاق بتشكيل حكومة كفاءات وإجراء انتخابات خلال نصف عام أن يتم الالتزام والتقيد بروح الاتفاقات وتنفيذها، و أن لا تفشل أو أن يتم إفشالها خصوصا في ظل حكومة إسرائيلية تعمل على ذلك، وفي ظل عدم رضى أمريكي".

وأضاف غنايم: "صحيح أنه سبق هذا اتفاقات عديدة، لكن أعتقد أن هذه المرة تتوفر عوامل نجاحه اكثر من سابقاتها، كما أن هناك استعدادا وقناعة لدى الطرفين بسبب أزمة كل منهما، بحيث تعاني السلطة الفلسطينية شبه تمردات داخلية وانسدادا لأفق التسوية والتعنت والاستخفاف الإسرائيلي، وكذلك هي حركة حماس التي تفاقمت أزماتها في ظل الحالتين السورية والمصرية وغيرها إلى جانب الحصار والأوضاع الاقتصادية الصعبة، وبالتالي هذا هو امتحان لكل القوى الفلسطينية أن تضطلع بمهماتها التاريخية كقيادة لكل الشعب الفلسطيني".

عبد الفتاح: نأمل أن تكون  المصالحة مخرجا لأزمة  المشروع الوطني وليس لأزمة الطرفين

من جهته، قال أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي عوض عبد الفتاح إنه يأمل أن تكون المصالحة مخرجا فعليا لأزمة المشروع الوطني الفلسطيني.

وقال عبد الفتاح: "نحن دائمًا في التجمع كنا مع لمّ الشمل الفلسطيني وداعين له لإنهاء مأساة الانقسام التي جلبت أضرارا جمة على المصلحة العليا للفلسطينيين، وكانت هناك حاجة ملحة لهذه المصالحة وحاضرة دائما. وهذه اللحظة يبدو أنها جاءت لإنهاء الانقسام التي نأمل أن تكون انطلاقة فعلية نحو تصويب نهج القيادة الفلسطينية، والتعامل مع إسرائيل كدولة محتلة تحتاج مواجهتها إلى تجميع كل طاقات الشعب الفلسطيني من أجل تغيير ميزان القوى".

وأضاف أن الوحدة الفلسطينية هي شرط أساسي لخوض النضال الفعال والناجع، وأنه يبارك هذا الاتفاق، وفي الوقت نفسى يخشى تعثره بسبب التجارب السابقة.

وتابع عبد الفتاح: "نعتقد أن شرط نجاح المصالحة هو توفر الإرادة المشتركة والإستراتيجية الكفاحية الموحدة وهجر نهج التسوية الذي يستبعد المقاومة الشعبية ويستبعد المرجعية الدولية والقرارات الدولية، ونأمل ويجب أن لا تكون هذه المصالحة مخرجا من الأزمة التي يمر بها الطرفان، بل مخرجا فعليا لأزمة يواجهها المشروع الوطني الفلسطيني".

التعليقات