الشونة في فلسطين وغور الأردن../ د.محمد عقل

الشونة كلمة مصرية فرعونية تعني مخزن الغلال. في العهدين المملوكي والعثماني كان الملتزم يجمع ضريبة العشر عيناً أو نقداً. غالباً ما كان الفلاح يدفع الضريبة عيناً ولذا قام الملتزم بجمع ما حصّله من غلال في ناحيته في مركز فيه صوامع، أو مخازن محفورة في باطن الأرض تشبه الآبار

الشونة في فلسطين وغور الأردن../ د.محمد عقل

الشونة كلمة مصرية فرعونية تعني مخزن الغلال. في العهدين المملوكي والعثماني كان الملتزم يجمع ضريبة العشر عيناً أو نقداً. غالباً ما كان الفلاح يدفع الضريبة عيناً ولذا قام الملتزم بجمع ما حصّله من غلال في ناحيته في مركز فيه صوامع، أو مخازن محفورة في باطن الأرض تشبه الآبار. عرفت هذه المراكز باسم الشونة. في فلسطين وغور الأردن قرى كثيرة اسمها الشونة نذكر منها:

- خربة الشونة: تقع على بعد كيلو مترين إلى الجنوب الشرقي من زمارين (زخرون يعقوب)، وعلى بعد كيلو متر واحد إلى الشمال من مستعمرة بنيامينا، عند الطرف الجنوبي لبلاد الروحا، وعلى بعد 32,5 كم جنوب حيفا. فيها آثار قديمة: مسرح روماني، حمامات رومانية، قنوات لجلب المياه إلى مدينة قيسارية، بناية ضخمة أقامها الإقطاعي سليم أفندي الخوري تسمى اليوم القلعة، ومخازن للغلال ومن هنا جاء اسمها الشونة، وكانت تسمى في العهد الروماني باسم ميماس، وقد ورد ذكر مزرعة ميماس التابعة لناحية ساحل عتليت في دفتر مفصل لواء اللجون لسنة 1596م. في عام 1912-1913 اشترت شركة "يكا" الصهيونية أراضي الشونة من سليم الخوري، وفي عام 1914 استوطنت الشونة مجموعة من اليهود وسمت المكان "جبعات بنيامينا"، ولكنها تركت ذلك المكان بسبب وجود المستنقعات، وفي سنة 1922 أُنشئت مستعمرة بنيامينا التي كانت في البداية تسمى الشونة اليهودية. في الأربعينيات من القرن الماضي استعمل المكان مقراً لتدريبات منظمة "الإيتسل"، ومركزاً لشن الهجمات على التجمعات العربية المحيطة. منذ سنة 1931 ضم السكان العرب في الإحصاء إلى زخرون يعقوب، وقد بلغ عددهم آنذاك مع سكان قرية أم العلق 314 نسمة، وقد هُجّر هؤلاء مع أبنائهم في أوائل عام 1948 ضمن عملية تنظيف الساحل.

- قرية الشونة: تقع على وادي العمود على بعد 6 كم جنوب صفد. بلغ عدد سكانها عام 1948 (197) نسمة. تضم القرية خربة الشونة التي تحتوي على آثار ضيعة مهدمة، وبناء من حجارة البازلت، بالإضافة إلى خربة سيرين في ظاهر القرية الجنوبي. هُجّر أهلها في 30 نيسان عام 1948.

الشونة الجنوبية: تقع في غور الأردن في الجانب الأردني. سميت بالجنوبية تمييزاً لها عن سميتها الشمالية الواقعة في محافظة إربد. تعرف الشونة الجنوبية باسم شونة نمرين لوقوعها على وادي نمرين. في الشونة الجنوبية يُركز الحجاج والمعتمرون الفلسطينيون بعد اجتيازهم الجسور في طريقهم إلى الديار الحجازية لذا سميت بشونة الحجاج. كان في الشونة الجنوبية قصر اسمه المُصلى وهو بيت استراحة للملك عبد الله الأول، واشتهر هذا القصر بجلساته ولقاء الأدباء الشعراء وذوي الفكر والأدب.

- الشونة الشمالية: تقع في غور الأردن الشمالي في الجانب الأردني على مقربة من ضريح الصحابي معاذ بن جبل ولذا سميت باسم شونة معاذ، وهي مركز الأغوار الشمالية، وكانت تعرف بشونة جسر المجامع. يحدها من الشمال نهر اليرموك، ومن الغرب نهري اليرموك والأردن، ومن الشرق ألوية بني كنانة والوسطية والطيبة.

- خان الشونة: هو خان جدده وأصلحه الظاهر عمر في عكا عام 1765م وهو قريب من خان العمدان، وفيه صوامع لتخزين الحبوب، وكان يحل به تجار الغلال والحبوب.

ظهرة الشونة: تقع بجوار قرية كفر راعي التابعة لقضاء جنين. في القرية آثار لأبنية عثمانية قديمة.
منطقة الشونة: تطل على قرية التل القريبة من نابلس.

خربة كفر شونة: تقع في ظاهر قرية النبي إلياس الواقعة إلى الشرق من مدينة قلقيلية. في القرية جدران مهدمة وآبار وصهاريج ومدفن عليه كتابات عربية.

- الشونة: تعرف أيضاً بتل قدادي في قضاء يافا. يحتوي التل على بقايا برج من العصر الحديدي وموقعه على الضفة الشمالية لمصب نهر العوجا. في المكان بقايا مبانٍ من العهدين الفارسي والبيزنطي.

- شونة القراقرة: في عرابة البطوف. كانت عبارة عن ساحة كبيرة، وكان موقعها مكان بيت سعيد الشمالي حالياً. والقراقرة عائلة في ذات القرية.

- شونة طمرة: من قضاء الناصرة. فيها برج مهدم.

وفي مصر قرى كثيرة تعرف باسم الشونة، وأهلها لا يزالون حتى اليوم يطلقون على البناية المخصصة لتخزين الحصائد والتبن والعلف اسم شونة، والشونة، كذلك، هي السفينة الحربية التي كانت، قديماً، تحمل الجنود والأسلحة والذخائر والإمدادات. وفي مصر مثل شائع يقول "طلع نقبه على شونه" ، وحكاية هذا المثل أن لصاً ظل ينقب الجدار طوال الليل آملاً في الوصول إلى الخزنة، فلما اخترقه عثر على تبن وقش لا غير، كناية عن الشخص الذي يبذل جهداً كبيراً للوصول إلى هدف سام، ولكن جهده هذا يذهب هباء منثوراً.
 

التعليقات