وادي النسناس في حيفا: حركة تجارية ضعيفة بانتظار المتسوقين العرب

وادي النسناس، سوق وحي حيفاوي له تاريخ عريق، ويعد من أكثر الأسواق اكتظاظاً وحيوية داخل مدينة حيفا، وخاصة أنه مكان تجتمع للسيّاح، ويجتذب اليهود من حيفا والمنطقة. وحاولت بلدية حيفا مرارا تحويله لمكان يرمز للتعايش بين العرب واليهود داخل هذه المدينة المُختلطة في إطار مخطط للأسرلة. فكيف اثرت على السوق حملة التحريض الأخيؤة ضد العرب؟

وادي النسناس في حيفا: حركة تجارية ضعيفة بانتظار المتسوقين العرب

وادي النسناس، سوق وحي حيفاوي له تاريخ عريق، ويعد من أكثر الأسواق اكتظاظاً وحيوية داخل المدينة، خصوصًا وأنه مكان لتسوق السيّاح،  ويجتذب اليهود من حيفا والمنطقة.  وحاولت بلدية حيفا مرارا تحويله لمكان يرمز للتعايش بين العرب واليهود داخل هذه المدينة "المُختلطة" في إطار مخطط الأسرلة. فكيف أثرت على السوق حملة التحريض الأخيرة ضد العرب؟

منذ استشهاد الفتى المقدسي، محمد أبو خضير، اندلعت موجة الغضب العارمة في شوارع القدس وامتدت إلى قرى ومدن الداخل الفلسطيني، ورافق ذلك موجة تحريض على العرب في الداخل الفلسطيني بشكل مباشر، عبر وسائل الإعلام وأبواق اليمين، ووصل الأمر بوزير الخارجية الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، إلى الدعوة لمقاطعة التجّار العرب الذي التزموا بالإضراب الذي أعلنته "لجنة المتابعة العليا" قبل أسبوعين تضامناً مع غزة، ودعا لمعاقبتهم جماعياً على إثر مظاهرات  الغضب في البلدات العربية.

"عرب ٤٨" تجول اليوم  في وادي النسناس وسوقه،  والتقى بعدد من التجار وأصحاب المحال لاستطلاع تأثير حملة التحريض.

قال فيكتور حجّار، وهو رئيس لجنة تجّار وادي النسناس، وصاحب مطعم ومسمكة "فيكتور الصيّاد"، لـ"عرب ٤٨": قبل بدء العدوان على غزة، وتصريحات ليبرمان الداعية لمقاطعة التجّار العرب، لم يكن الوضع بالممتاز، لكنه كان أفضل ممّا هو عليه اليوم، فتدريجيًا نحن نشعر يوماً بعد يوم بحالة التراجع الإقتصادي. السوق كما تراه، فارغة تقريباً من الوافدين، ففي مثل هذا اليوم يكون السوق مكتظاً، نحن نحيا حالة من العقاب الجماعي.

وأضاف حجّار: "وسائل الإعلام لا ترحم، متى كنّا نرى الوادي فارغاً في يوم السبت!".  وتابع حديثه مشيراً إلى طاولات المطاعم الفارغة: "على العرب دعم التجّار في مثل هذه الظروف التي يمرون بها، فنحن نعاني جراء الأحداث، التجّار خائفون من الإدلاء بأي تصريح، فهم يعانون الكثير جراء ما تبثه وسائل الإعلام الإسرائيلية من عنصرية إتجاهنا".

وقال جنان سبيت، صاحب "فلافل نجلا" الشهير في وادي النسناس لـ"عرب ٤٨" إن "للأحداث والعدوان على غزة القسط الكبير ممّا نعانيه كتجّار عرب. ولكن، ينخفض منسوب العمل بشكل طبيعي خلال شهر رمضان، وبعدها عيد الفطر السعيد، ومن ثم العدوان على غزة. هذا المثلث قد شلّ الحركة الإقتصادية في الواد خاصة، وعموماً كافة المحال التجارية العربية". وأضاف سبيت: لسنا نحن المتضرّرون الوحيدين، فبحسب ما أعلم الكثير من المحال التجاريّة تعاني في هذه الظروف، فموجة التحريض والمقاطعة طالت الجميع من تجّارنا العرب".

أين الزبائن العرب؟

حالة العقاب الجماعي التي يتحدث عنها التجّار واضحة، فالتجّار على أبواب متاجرهم ينتظرون قدوم الزبائن من دون جدوى، وعندما التقينا أيوب نخلة، صاحب متجر لبيع الخضار والفواكه، قال لعرب ٤٨ مناشداً: "ما ينقصنا في واد النسناس هو الزبائن العرب، لا يتوافد علينا الكثير من الزبائن العرب للسوق، وهذا ما يشلّنا في مثل هذه الظروف، نحن نعاني كل أيام الأسبوع من الاثنين للجمعة من انخفاض في المبيعات، وكنا نعتبر أن يوم السبت يعوضنا الضعف خلال باقي الأيام، لكن في هذه الظروف أصبح كباقي أيام الأسبوع. على العرب في هذه الظروف أن تدعم صمودنا"، وتابع قائلاً: "حتى في حال قاطعونا، سيبقى واد النسناس الحي العربي العريق، أقل ما نطلب، هو دعم المستهلك العربي لنا".

رأي مشابه كان لخالد سومريه، وهو صاحب متجر آخر لبيع الخضار والفواكه، فقال: "زبائن الواد مختلطة، بين عرب ويهود، العرب هم أساس هذة السوق العربية، والزبون اليهودي هو الزائر"، وتابع: "نحن هنا، موجودون وسنبقى".

صاحب محل لبيع البهارات فضل عدم ذكر اسمه، قال: "المشكلة في وضع الناس الإقتصادي، مع الحرب أو من دونها، نحن نحيا كعرب في وضع اقتصادي سيء للغاية، الناس لا تملك ما يكفي من المال لشراء الحاجيات الأساسية حتى".

حال محال وادي النسناس كحال باقي المتاجر العربية في ظل هذه الهجمة الشرسة، وحملات المقاطعة المتتالية كعقاب جماعي على حالة الإحتجاج المنددّة بالعدوان على غزة، التي شهدتها البلدات العربية، وكما شدّد تجّار الواد اليوم، مناشدين المستهلكين والزبائن العرب لدعهم في هذه الظروف، يبقى الاتحاد ودعم الآخر هو الضرورة الملحّة والتي اتفق عليها كافة التجّار.

التعليقات