الطيبة: جريمة قتل في مؤسسة تربوية تستدعي استنفارا مجتمعيا

مدير معهد مسارات أبو عصبة: جريمة أخرى لا يجوز السكوت عليها * رئيس الاتحاد القطري لأولياء أمور الطلاب سلطاني: تقصير مجتمع وتشجيع شرطة * رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي حيادرة: كيف لأجيال أن تتعلم فوق الدماء

الطيبة: جريمة قتل في مؤسسة تربوية تستدعي استنفارا مجتمعيا

أثارت جريمة قتل المربي يوسف حاج يحيى من مدينة الطيبة ظهر اليوم، الاثنين، غضب وسخط المجتمع العربي لا سيما رجالات التربية والتعليم، الأمر الذي اعتبر تدهورا خطيرا وتجاوزا آخر لكل الخطوط الحمراء للقيم والأخلاق الإنسانية، ودعا رجالات تربية إلى استنفار كافة المؤسسات والقوى الاجتماعية الحية لمواجهة  ظاهرة في منتهى الخطورة تمثلت بارتكاب جريمة قتل في مؤسسة تربوية.

البروفيسور خالد أبو عصبة: جريمة أخرى لا يجوز السكوت عليها

بروفسور خالد أبو عصبة محاضر ومدير معهد "مسارات" قال لـ عــ48ـرب إن الحديث عن تدهور هو الأخطر حتى الآن في ملف العنف المجتمعي، وتجاوز آخر كل الخطوط الحمراء، مما يعبر عن حالة إفلاس ثقافي وأخلاقي وتربوي تجاوز كل حدود المعقول.

وأضاف أن جريمة قتل المربي يوسف حاج يحيى في مدرسته هذه جريمة لا تغتفر لأنه عدا عن كونها جريمة بحق المربي، فهي أيضا "جريمة بحق أبنائنا وطلابنا الذين سيدفعون الثمن لهذا العمل الإجرامي في مدارسهم".

وأضاف أبو عصبة "ربما هذا نتيجة أيضا لعدم قيامنا بواجبنا كمؤسسات ومجتمع كما يجب، بالإضافة إلى لكن لا يمكن السكوت على واقع بات يهدد مجتمعا بأكمله. ولا يهمنا ما هي الأسباب فهذا إجرام، وليس مجرد عنف، ولا يهمنا ماهي الأسباب. وأن يصل الوضع لاقتحام حرمة مدرسة هي جريمة تفوق كل الجرائم مما يدلل على الدرك الذي ننحدر إليه".

وتابع "لا يمكننا أن نتغنى بالقيم والأخلاق والمواقف، والحقيقة أن كل واحد منا أصبح قلقا، حيث أن كل واحد منا ومن أبنائنا بات معرض لهذا العبث بحياة الناس، وبالتالي علينا أن لا نكتفي بالشجب والاستنكار. يجب أن يكون هناك هبة جماهيرية وفعاليات ونشاطات متواصلة على مستوى المجتمع المدني".

وتابع لقد وضعت في السابق مشروع البلدة الآمنة على المدى البعيد، ومن ضمنها مشروع تثقيف مبكر على المدى القريب والبعيد، ووضع آليات. ويجب على السلطات المحلية أن تقوم بذلك، وأن تستعين بمهنيين ومختصين بشكل دائم لاستحداث آليات وبرامج".

واعتبر أبو عصبة أن مشروع "بلد بلا عنف" هو أمر فارغ لأنه مسكنات ولا يفي بالغرض أمام هول الجريمة والاحتراب الداخلي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لو أرادت الشرطة لضبطت كل الأسلحة المنتشرة والمتناقلة من يد إلى أخرى في البلدات العربية، ولكنها لا تريد، وليس "لا تستطيع".

المحامي فؤاد سلطاني: تقصير مجتمع وتشجيع شرطة

وقال رئيس الاتحاد القطري للجان أولياء أمور الطلاب، المحامي فؤاد سلطاني، إنه يعرف المربي المرحوم شخصيا، وهو مرب ناجح ومدرسته ناجحة جدا، وتستوعب الطلاب من كل المنطقة وليس فقط من الطيبة.

كما اعتبر سلطاني أن هذه الجريمة البشعة تجاوزت كل المعقول، وتجاوزت كل الخطوط الحمراء التي رسمت كمعايير، لكن "يبدو أن لا معايير ولا روادع لهؤلاء الذين يعبثون بحياتنا وحياة أبنائنا، بحيث يدخل أحدهم وينفذ هذه الجريمة في حرم المدرسة، وبوجود المعلمين وبعض الأهالي الذين يستعدون لافتتاح السنة الدراسية. هذا من العبثية التي لم تعد تحتمل".

وأضاف سلطاني هناك فوضى وانتشار مذهل للسلاح يتم تناقله من يد إلى أخرى، وهذا يتم بتشجيع ومعرفة من الشرطة التي لا تتمكن ولا تريد وضع يدها على هذا السلاح الدنس بيد المجرمين المعروفين لها، وهي مستخفة ومستهترة بالعرب، كما أن هناك عشرات بل المئات من جرائم القتل التي ارتكبت، لكنها لم تضع يدها على أحد من المجرمين.

وتابع سلطاني أنه من جهة أخرى فهناك تقصير من المجتمع العربي في نبذ الجريمة والمجرمين والعنف بكل أشكاله المادية والرمزية الكلامية والجسدية والتربية على ثقافة الحوار وأدب الاختلاف والحل الحضاري للمشاكل، مشيرا إلى أن الاتحاد يدرس إمكانية إعلان الإضراب في المنطقة عن افتتاح السنة الدراسية.

وأنهى حديثه بالقول "علينا ألا نمر مر الكرام على هذه الجريمة وننتظر الجريمة القادمة التي قد تطال أي انسان منا أو من أبنائنا".

حيادرة: كيف لأجيال أن تتعلم فوق الدماء

واعتبر رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، محمد حيادرة، ما حصل على أنه عمل إجرامي مستنكر بكل لغات العالم، حيث تخطى كل الحدود، ويجب عدم السكوت على الجريمة.

وأضاف "يجب أن تضيء الجريمة أكثر من ضوء أحمر قبل اللاعودة بمستوى ووتيرة الجريمة لأن هؤلاء العابثين نفذوا جريمة شنيعة أيضا ضد المؤسسات التربوية وضد الطلاب لما ستتركه آثار هذه الجريمة على ذهنية ونفسية الطلاب والمناخ التعليمي والتربوي في مدرستهم والمدارس عامة".

وقال أيضا "علينا كمجتمع ومؤسسات أن نبحث عن آليات وطرق إبداعية لمواجهة هذا الخطر الداهم في خطوات تربوية تثقيفية مباشرة وغير مباشرة، إلى جانب الوسائل والأدوات الرادعة مجتمعيا وقانونيا. ويجب أن نربي على أن الحوار هو الذي يحكمنا، كما يجب أن نضغط ونطالب الشرطة أكثر بملاحقة المجرمين وضمان الأمن الشخصي للمواطن، وهذا واجبها، وعلينا ملاحقة الأمور، وأن لا تقتصر على ردود الفعل في أعقاب كل جريمة".

التعليقات