الناصرة: تراجع في الحركة السياحية خلال وبعد الحرب

تشهد الحركة السياحية في البلاد هبوطا كاملا بعد الحرب على غزة، وبضمن ذلك تراجع في وصول الحجاج المسيحيين من أوروبا إلى الناصرة وكفركنا

الناصرة: تراجع في الحركة السياحية خلال وبعد الحرب

تشهد الحركة السياحية في البلاد هبوطا كاملا بعد الحرب على غزة، وبضمن ذلك تراجع في وصول الحجاج المسيحيين من أوروبا إلى الناصرة وكفركنا.

ففي مدينة الناصرة وكفركنا، على حد سواء، انخفضت نسبة الزيارة الدينية إلى كلتي البلدتين. وذلك بسبب الحرب أساسا وتدهور الأوضاع الأمنية، في حين يدعي عدد من أصحاب محال تجارية في الناصرة أن السبب هو "المظاهرات"، باعتبار أن المدينة شهدت عددا من المظاهرات، ما أدى إلى مقاطعتها من قبل مكاتب السياحة في العالم، وذلك بذريعة الخوف على حياة السائح الزائر للمدينة.

وحسب المعطيات التي أعلنتها وزارة السياحة فإن عدد السياح الوافدين إلى إسرائيل تراجع خلال شهر تموز (يوليو) الماضي بنسبة 21 % بسبب العدوان على غزة، وطبقًا للمعطيات سجل تراجع بنسبة 24 % في السياحة الوافد من أمريكا و36 % من كندا، و46 % من أمريكا اللاتينية، ومن دول أوروبا بمعدل 20 %.

وقال مدير مكتب وزارة السياحة روني عيد: "هناك ضربة قوية لحركة السياحة في البلاد التي بدورها أضعفت كل فرع السياحة، سواء على المستوى المحلي أم على المستوى القطري في البلاد، وحتى في الشرق الأوسط، وحرب بما يسمى الجرف الصامد كان له التأثير الأكبر على السياحة في البلاد، وأثر بشكل سلبي على جميع أنواع السياحة".

وتابع عيد قوله حول نسبة التراجع في السياحة: "لا علم لي بالمعطيات الأخيرة التي بثت، ولكن هناك تراجع لأكثر من خمسين في المائة في نسبة توافد السياح للمناطق الدينية في البلاد، وهذا لا ينحصر على المستوى القطري، حيث أن الناصرة وكفركنا هي جزء هام من السياحة الدينية، ضمن سلسلة ترتبط ببعضها البعض مثل بيت لحم والقدس وطبرية، وهذا هو المسار الديني للحجاج المتوافدين، وعندما يحصل هبوط في السياحة على المستوى القطري، فإنها تهبط أيضاً في الناصرة وكفركنا وطبرية وفي كل مكان، وبما أن الناصرة مرتكزة على السياحة الدينية فإن الضربة كانت أقوى وكانت أصداؤها أوسع".

بدوره قال مدير جمعية الثقافة والسياحة طارق شحادة: "حسب المعطيات الموجودة لدينا، وخاصة في مدينة الناصرة، نرى أن هناك هبوطا حادا في السياحة الوافدة من خارج البلاد. طبعاً المعطيات هي في شقين نستطيع أن نحصل عليهما بشكل منظم، الشق الأول معطيات نستطيع أن نحصل عليها من الفنادق، والثاني من خلال المطاعم التي تعمل مع السائح.

وأضاف أن المعطيات تستند إلى إلغاء الحجوزات، وأنه من الواضح أنه في بداية شهر تموز (يوليو) بدأت عملية الإلغاءات، وارتفعت في شهر آب (أغسطس)، وهذا الاتجاه مستمر في الشهر الحالي أيلول (سبتمبر). ما حصل هو أن هناك عددا كبيرا من السياح الذين تواجدوا في البلاد خلال شهر تموز أكملوا جولتهم في البلاد، وعندما أدركوا أن الأوضاع تزاد سوءا قاموا بإلغاء جولتهم والعودة إلى بلادهم".

وتابع شحادة: "كان هناك ترقب للسياح الذين قد حجزوا للحج في البلاد، ولكنهم ألغوا رحلاتهم بسبب تدهور الأوضاع، وقلة قليلة فقط وصلت إلى البلاد".

ويشير في هذا السياق إلى أن نسبة الحجوزات في الفنادق بين شهري تموز وآب لم تتعد الثلاثين في المائة. كما يشير إلى أن السياحة في الناصرة تعتبر محورا مركزيا. وقال "رغم أن النسبة انخفضت وبشكل ملحوظ، فقد نجحنا في الفترة الأخيرة في أن تكون الناصرة هي الطلب الأول للسياح، بحيث لا يتم تحويلهم إلى مناطق ثانية إلا في حال امتلاء الغرف في الناصرة".

وقال إنه "للأسف كان الوضع في هذين الشهرين صعب جداً، الضرر سيأخذ وقتا أكثر من ستة أشهر حتى يعود الوضع لى نفس الوتيرة التي كان عليها قبل الحرب".

وقال ايضا إن السائح يفضل هذه الأشهر لكي يقوم بواجبه الديني في البلاد. وأضاف "أمامنا عمل كثير لإرجاع الثقة ما بيننا وبين وكلاء السياحة خارج البلاد، لكي نعيد بناء الجسور التي كانت بيننا، ونعيد السياحة لما كانت عليه، وبالأخص في الناصرة، وهذا الأمر يحتاج إلى عمل كثير وبحاجة لتسويق، في الأسبوع القادم، ستكون لي جولة في أوروبا بهدف أن أصل إلى أكبر مجموعة وكلاء في محاولة إعادة الثقة التي كانت بيننا وتسويق المدينة والقرى المجاورة وبأن الوضع عندنا جيد ولا شيء يدعوا للخوف في منطقتنا ".

وأنهى شحادة قائلاً : " سيتم وضع خطة بعد عودتي من خارج البلاد لكي نجلس مع أصحاب المصالح في المدينة والقرى المجاورة للعمل على خطة بناء إستراتيجية تسويق، لصناعة السياحة في البلاد، ولتحضير فعاليات تسويقية مع مناشير حتى تصل لعدد أكبر من الأشخاص خارج البلاد. سوف نبدأ هذا الأسبوع حملة مشتركة ما بين جمعيات مختلفة في الناصرة، لكي نقسم كل موضوع جمهورنا لتقوية اقتصاد مدننا وقرانا العربية سوف تكون البداية في الناصرة، وأتأمل أن تنتقل إلى بلدات أخرى في مشروع بعنوان "نفع بلدك"، هدف المشروع هو تطوير المصالح للزيارة والشراء من المدن العربية، ومن ناحية دعم كل مدينة وبلدة أخرى، وتطوير العلاقة ما بين المستهلك العربي والتجار العرب هذا سيكون جزءا من مشاريعنا".

من جهته قال سمير مزاوي، وهو صاحب محل بيع الهدايا التذكارية السياحية: "هناك نزول واضح بنسبة سبعين الى ثمانين بالمائة في نسبة توافد السياح للبلاد، وخاصة في الناصرة وطبريا وكفركنا حيث أن هناك تراجعا واضحا جداً، الحرب أحد الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع، ولا أعتقد أن الوضع سيتحسن في فترة قصيرة، على الأقل سيأخذ الأمر حوالي سنة كي يرجع إلى ما كان عليه. وكما ترى لا توجد هناك أية حركة بالرغم من انتهاء الحرب. وبالنسبة للحجاج قد تم إلغاء كل الحجوزات في البلاد، وهذا الوضع يهبط من يوم إلى يوم".

التعليقات