المكر تواجه أزمة الزراعة والإجهاز على ما تبقى من الأرض

شارع 700 يهدد بالإجهاز على 70% من الأرض الخاصة للمواطنين العرب

المكر تواجه أزمة الزراعة والإجهاز على ما تبقى من الأرض

تواجه قرية المكر في منطقة الجليل الغربي كسائر البلدات العربية في البلاد أزمة خانقة يعيشها قطاع الزراعة العربية في البلاد، وذلك مع تزايد التحديات التي تواجه المزارعين العرب، والحرمان من مخصصات المياه ورفع أسعارها، إلى جانب تدني أسعار المحاصيل الزراعية، وعدم منح التراخيص، وتواصل الكثير من العائلات العربية هجرة الزراعة وبالتالي ترك الأراضي.

كما تواجه المكر، اليوم، مخاطر اكثر من مخطط شق شوارع يهدد الزراعة هناك، وتعاني العائلات التي ما زالت تعمل في الزراعة مقابل امتناع الحكومة الإسرائيلية عن تقديم الدعم للمزارعين العرب ومنع تمويل مشاريع زراعية عربية، ويرى المزارعون أن مخطط شارع  700 الذي يشق السهل الغربي للبلدة يأتي ليجهز على ما تبقى من أرض للمواطنين العرب في المنطقة.

تبلغ مساحة الأراضي المعدة للزراعة في سهل المكر نحو 9000 دونم، لكن بسبب المشاكل والتضييق المنهجي، من خلال طرح مخطط شارع رقم 700 الذي سيقتطع 70%من الأراضي الخاصة سيجهز على قطاع الزراعة بالكامل كما يرى المزارعون في المكر وقد يقود الى كارثة معيشية لأكثر من مائة عائلة .

ويسعى المزارعون للحفاظ على قطاع الزراعة بالتوجه للمجلس المحلي لطرق أبواب الوزارات الحكومية المختلفة ومطالبتها بدعم مشاريع الزراعة العربية، وذلك أسوة بالميزانيات ومشاريع الدعم للزراعة اليهودية، حيث قام المجلس باستقبال وزير الزراعة، يائير شمير، ليطلعه المزارعون ومهندس المجلس د. محمد شبل على واقع الزراعة في المكر وجديدة ومخاطر تنفيذ مخطط شارع 700 وسط سهل قرية المكر.

شبل: شارع 700 جاء للاجهاز على الزراعة وما تبقى من أرض

سعيد شبل وهو مزارع قديم تحدث لموقع عرب  48 واستعرض مسيرة 40عاما وأكثر مع الأرض التي أصبح جزء منها حيث خاض تحديات إبداعية في تطوير طرق الإنتاج أمام التضييق المنهجي على قطاع الزراعة عند العرب، ليحول الزراعة الى مصدر رزق إلا أنه اليوم يشعر بالتهديد لمستقبل الأرض والزراعة، وذلك ليس بسبب أسعار المياه والأسمدة والمبيدات وإنعدام الطرق الملائمة وصعوبة منح التراخيص فقط، بل بفقدان الارض بالكامل.

وقال شبل: "إن تنفيذ مخطط شارع 700 الذي علمنا مؤخرا أنه تم المصادقة عليه منذ عام 2007 سيقتطع من أراضينا الخاصة قرابة الـ 70% منها الأمر الذي يعني إبتلاع الارض والقضاء على ما تبقى من زراعة بالكامل".

وأضاف شبل: "نحن لا نفهم الحاجة لهذا الشارع بعرض 120 مترا بحيث سيبتلع 1100 دونم من أراض تعود لقرابة الـ 100 مزارع من قرية المكر، ليس هذا فحسب، بل إن ما سيتبقى من أرض ستكون 80% منها أي 600 دونم من الجهة الغربية للشارع، حيث سيفصل هذا الشارع بيننا وبين أرضنا وستكون تلك المساحات محاذية للقرى الزراعية اليهودية وتحت نفوذ المجلس الاقليمي "ماطيه آشر" وليس نفوذ مجلس محلي جديدة المكر، الامر الذي يهدد هذه الارض من حيث التصنيف وبالمصادرة مستقبلا، ناهيك عن صعوبة الوصول إليها".

وتابع شبل: "كنا قد توجهنا لمركز التخطيط البديل ليأخذ دوره التخطيطي وتم دعوتنا لجلسة هناك إلا أنهم لم يتصلوا بنا حتى اليوم".
 وحول زيارة وزير الزراعة للمجلس المحلي قال شبل: "إلتقينا مع الوزير مؤخرا بحضور قرابة الـ 20 مزارعا وطرحنا مجمل مشاكلنا التي تلخصت بالمطالبة برصف الشوارع وتسهيل منح التراخيص الزراعية ومنها تربية المواشي والدواجن وإقامة الدفيئات وبناء السقيفات والمخازن الزراعية وغيرها، وطالبنا بإزالة الاشتراطات التعجيزية بالدوائر أمام المزارعين".

شبل قال أيضا: "كررنا مطالبتنا بتنفيذ الوعود بعد أن كنا طرحناها منذ 20 عاما وخاصة رفض إعطائنا إستخدام مجمع المياه العادمة بعد تكريرها لري أراضينا من المجمع الموجود في أراضينا غربي البلدة، لأن هذا يوفر الكثير على المزارعين كون هذه المياه أقل تكلفة بكثير".

وخلص شبل بالقول: "كل ذلك طرح مام الوزير والمجلس المحلي وتلقينا وعدا من الوزير بعقد لقاء آخر، لكن أعتقد أن الزيارة جاءت لرفع العتب ليس إلا، وأقول إنه في حال تم تنفيذ مخطط الشارع كما هو فإنه سيجهز على ما تبقى من زراعة وأرض".

وزير الزراعة وزيارة رفع العتب

شادي سخنيني صاحب مزرعة للمواشي، قال: "بحسب المخطط فإن شارع 700 سيلتهم الإسطبل ومزرعة المواشي التابعة لي بالكامل والقائمة على أربعة دونمات، ولن يبقي من أرض العائلة شيئا".

 وأضاف: "لقد أقمت هذا الإسطبل الذي تعتاش منه أربع عائلات أي اكثر من عشرين شخص منذ 17 عاما، وعانيت الامرين حتى حصلت على التراخيص وتكلفت بمبالغ طائلة بعد مشوار طويل من المماطلات والتعجيز والعراقيل لانه ليس من السهل أن يمنحوك هذه التراخيص، والآن يأتون بعد أن سعينا للإستقرار المعيشي مع المعاناة الكبيرة لهدم كل شيء بنيناه ومنعنا من تحصيل لقمة العيش".

وتابع سخنيني: "إذا لم يتم إبعاد وإزاحة هذا المخطط فإنه سيجلب كارثة معيشية وإنسانية على أكثر من مائة عائلة . نحن نراهن على المسؤولين وعلى السلطة المحلية بأن تعمل المستحيل لتغيير هذا المخطط الذي تحول إلى كابوس على المزارعين . إن هذا المخطط يثير الشكوك وهو مخطط غير بريء لأنه يستهدف أرضنا ومعيشتنا".

المصري: لمسنا تجاوبا وتلقينا وعودا من الوزير

القائم باعمال رئيس المجلس المحلي في جديدة المكر محمد المصري إستعرض في حديثه لموقع عرب 48 بعض شكاوى المزارعين وخاصة مخطط شارع 700 ، وقال معقبا: "في لقائنا مؤخرا مع وزير الزراعة تم طرح عدد من القضايا أمام وزير الزراعة حول كل ما يتعلق بمشاكل الفلاحين من تحسين الطرقات وأسعار المياه ومنح التراخيص وأهمها المطالبة بإزاحة المخطط نحو أراضي المجلس الاقليمي (ماطيه آشر) لتقليص مساحات أراضي المكر المهددة، كما تساءلنا أمامه لماذا يتم مشروع ومخطط بهذا الحجم على حساب أراضينا فقط وهناك مساحات شاسعة تحت نفوذ المجلس الاقليمي، علما أن إزاحة الشارع لن يضر بالمواطنين في البلدات اليهودية التي تخضع لنفوذه، ولقد لمسنا تفهما وتجاوبا ووعودا من الوزير، لكن يبقى الأهم التنفيذ".

التعليقات