دعوات لإعادة بناء وتحسين أداء لجنة المتابعة

عشية ذكرى هبة أكتوبر تتعالى دعوات لإعادة بناء المؤسسات التمثيلية لاسيما لجنة المتابعة ومؤسسات المجتمع المدني بما يتناسب مع التحديات واحتدام القضايا الحارقة

دعوات لإعادة بناء وتحسين أداء لجنة المتابعة

احد اجتماعات المتابعة

 تقترب الذكرى الرابعة عشرة لهبة القدس والأقصى، التي سقط خلالها 13 شهيدا من عرب الداخل في العام 2000، وسط تعقيدات سياسية وتحديات متزايدة تنتصب أمام عرب الداخل.

ويواجه عرب الداخل هجمة عنصرية محمومة وغير مسبوقة على المستوى الرسمي والشعبي الإسرائيلي مما يعزز القناعة بأهمية استحداث أدوات لإنجاع سبل العمل. وتؤكد ذلك الدعوات المتكررة لإعادة بناء المؤسسات التمثيلية لاسيما لجنة المتابعة ومؤسسات المجتمع المدني وتعزيز الثقافة المجتمعية بما يتناسب مع التحديات واحتدام القضايا الحارقة التي تستوجب أدوات مناسبة.

وفي هذه الأثناء تتزايد الدعوات والأصوات التي تنتقد أداء لجنة المتابعة. ولتسليط الضوء على هذه القضية استطلع موقع "عرب 48" بعض الآراء الناقدة والداعية الى تصويب المسار.

 

Description: http://arabs48.com/Public/image/haidar.jpg

حيدر: المتابعة أداة لا ترقى لمستوى التحديات

استعرض المحامي والناشط علي حيدر التطورات في مستوى التحديات المتزايدة أمام عرب الداخل، واعتبر أن هناك تحول كبير في منسوب العنصرية الرسمية والشعبية ضد العرب.

وقال حيدر إن "إحياء ذكرى هبة اكتوبر ليست لمجرد انعاش الذاكرة المجردة بل يجب استثمار هذا الحدث التاريخي، كما يوم الأرض، لبناء الوعي الجماعي العام وتعزيز الهوية الفلسطينية وتمكين ارتباطهم في سياقهم الفلسطيني والعربي، مع عدم التنازل عن حقوقهم الكاملة، المدنية والقومية، في الدولة".

وأضاف أن "هذا يستوجب العمل الجماعي البناء والمنظم وبناء مؤسسات جامعة مستدامة، بحيث نتمكن من العمل على مستوى الحقوق وكذلك على مستوى معالجة القضايا الداخلية وخلق خطاب واع ومسؤول أكثر، وأداء موازي لحجم التحديات ويتطلب معالجة قضايا جذرية وجوهرية وليس فقط عينية. ومن هنا، أعتقد أنه تبرز أهمية إعادة بناء لجنة المتابعة. ونحن نحتاج إلى أكثر من مجرد متابعة، وإنما نحتاج إلى إقامة المجلس الاعلى للمجتمع العربي، أي هيئة عليا تنتخب بشكل ديمقراطي".

وحول المعيقات قال حيدر: "هناك من يعارض ذلك لأسباب قد تضر بحزبه. وهناك من ليس لديه رؤية وتصور واضح للأمور والعلاقة مع الدولة، فهناك من يرى أن الأولوية للمواجهة، وهناك من يعتبر الأولوية للمساومة بحيث لدى اصحاب هذا التوجه خشية وتخوف من الدخول في مواجهة".

وتابع حيدر أن "هناك عدم رضى لدى الجمهور من هذا الأداء لأن القضايا ذات الطابع الجماعي تحتاج  إلى إطار جامع على القضايا الأساسية ويعتمد بنية تنظيمية وإدارية ولجان عمل تعمل وفق استراتيجية عمل ورؤية واضحة".

وأشار إلى أنه "منذ هبة اكتوبر وحتى اليوم نشهد تزايدا في منسوب العنصرية وهذا ليس فقط على مستوى التصريحات الحكومية والقرارات والتصريحات العنصرية للوزراء، والحكومة الحالية هي أسوأ حكومة تجاه المواطنين العرب بحيث تفشت العنصرية في الشارع اليهودي الذي ترجم في كثير من الأحيان إلى اعتداءات جسدية. وفي ذلك تعميم للظاهرة حيث شمل كافة القطاعات في الصحافة العبرية ورجال دين وكتاب وسياسيين وهذا يعكس الارتباط بين السياسي والشعبي بحيث خلق حالة بأن العربي هو عدو ويجب اقتلاعه ومنع تطوره من خلال مصادرة  الأراضي والتضييق ومنع التوسع وهدم المنازل وتفشي العنف وتعميق التهميش بحيث تصبح ضرورة إعادة بناء المؤسسات تفرضه الضرورة وليس المزاج والنزوات والحسابات الفئوية الضيقة لدى البعض".

 

Description: http://arabs48.com/Public/image/haidar.jpg

مفيد: هناك نقد حق وهناك حق يراد به باطل

عبد الحكيم مفيد لم ينف الهوان الذي تعيشه لجنة المتابعة لكنه يميز بين طرف وآخر ويؤكد أن هناك تفاوت في أداء ورؤى ودور الاحزاب التي تشكل لجنة المتابعة.

 وقال إنه "تداهمنا الذكرى الرابعة عشرة لهبة القدس والأقصى في ظروف بالغة التعقيد محليا وإقليميا. وأهم وأخطر التحديات هو تهديد وجودنا المادي ومحاولة نزع الشرعية عن هذا الوجود ودورنا بالدفاع عن جماهيرنا وحقوقنا المشروعة. وهذا يستدعي منا أن نتعامل بشكل مختلف. وهذا ما أكدته المواجهات الأخيرة والاعتداءات علينا وعلى جماهيرنا بتزايد كمي ونوعي مما يؤشر على أننا أمام تحديات تحتم علينا تغيير أدواتنا وأدائنا السياسي والجماهيري والعلاقة فيما بيننا. وعلينا قراءة هذه التهديدات فيما إذا كانت عابرة، وهل الخطاب السائد الآن يؤشر لمرحلة تهديد جديد قادم أم لمآرب سياسية".

وأضاف أن "هبة القدس والأقصى ليست مجرد ذكرى استشهاد. وأعتقد أن هذه الهبة تستحق أن نوليها الاهتمام من ذكرى للشهداء والجدية بالتعامل معها ونحن لم نرتق لمستوى المسؤولية لهذه المناسبة وغيرها. وأعتقد أن علينا في لجنة المتابعة أن نعطي الأشياء حقها. وهذا لا يلغي أهمية وضرورة إعادة البناء".

وشدد مفيد على أنه "يجب أن نعطي هذه المناسبة الزخم في العمليات التعبوية والتوعوية للجيل الشاب والقيام بنشاط إعلامي مكثف ومسيرات مشيا على الأقدام من الجنوب حتى الشمال ليومين، كما علينا أن ندرك أن الهبة تمت في سياق مسيرة تأكيد الهوية وليس على أساس مدني".

وأضاف مفيد "أعتقد أن لجنة المتابعة تمر بأزمة. والمتابعة مسؤولة والمتابعة هي الاحزاب وهذا بتفاوت. لا نستطيع وضع الجميع في سلة واحدة. فهناك من يعمل ولديه رؤية وبوصلة ومشروع وهناك التشنج والتمسك بالقديم. نسمع الكثير من الانتقادات. ومنها ما هو صحيح ونوافق عليه. وهناك نقد مبتذل ومغرض تمارسه مجموعة لا تعرف ماذا تريد وتكرر النقد. وهناك نقد مسؤول وبناء ونحترمه".

وأشار مفيد إلى أن "هناك مساعي وجهود  جدية لبناء لجنة مالية للمتابعة. وهذه خطوة مهمة للغاية تتبعها خطوات أخرى تدريجيا".

 

Description: http://arabs48.com/Public/image/haidar.jpg

د. مصطفى: ذكرى أكتوبر باتت حالة من الفلكلور

الباحث والمحاضر د. مهند مصطفى هو من دعاة إعادة بناء لجنة المتابعة والانتخاب المباشر بشكل ديمقراطي ويرى أن ذلك لا يتم بالنوايا الطيبة.

وقال: "تحدثنا كثيرا في الماضي عن لجنة المتابعة، وأهمية اعادة تنظيمها. هنالك حاجة باتت ملحة أكثر وأكثر لإعادة بناء لجنة المتابعة. وكلما كانت لجنة المتابعة متألقة كلما تألق معها العمل السياسي وازدادت ثقة الناس بالعمل السياسي. وهذا ينعكس على نشاطاتها الوطنية، مثل إحياء هبة الأقصى، من خلال تحويل هذه النشاطات إلى برنامج عمل سياسي منظم. لكن يجب أن نعترف أن حال لجنة المتابعة هو نتاج مركباتها. فإذا كان لدى مركبات لجنة المتابعة إرادة سياسية حقيقية وليس مجرد نوايا طيبة فإن لجنة المتابعة تستطيع أن تأخذ دورها".

وأضاف أن "عتبي أكثر على التيار الذي يدعم إعادة بناء لجنة المتابعة من خلال الانتخابات. فهنالك مركبات في هذا التيار غير مثابرة على هذا المطلب. ومثابرتها في حالة مد وجزر، حسب اعتبارات خاصة بها. والمثابرون الوحيدون في هذا الاطار هم من يعارضون إعادة بناء لجنة المتابعة من خلال الانتخابات".

وتابع مصطفى: "أشرت في أحد المقالات إلى أن هناك حاجة في الوقت الحاضر إلى انتخاب رئيس لجنة المتابعة بشكل مباشر. لم تعد هناك إمكانية التعويل على فكرة التوافق على مرشح، لأنه سيكون ضعيفا في جميع الأحوال. ليس لأنه ضعيف من حيث صفاته القيادية او الشخصية، بل لأن المبنى الحالي لا يمكّنه من العمل بقوة ومثابرة. كما أن غياب الإرادة السياسية للعمل السياسي الجماعي سيضعفه أكثر. والتعويل على الطريقة القديمة سيعيد إنتاج الوضع الحالي المتردي سياسيا في العمل الجماعي من خلال لجنة المتابعة. ولاحظ ما هو حال اللجان التي انبثقت عن لجنة المتابعة، من يتابعها؟ ماذا فعلت؟ ما هي استراتيجيتها؟ وغيرها من الاسئلة".

ورأى مصطفى أن "خطورة الوضع القائم هو عزوف الناس عن العمل السياسي من خلال لجنة المتابعة. وهذا سبب ما نشهده من ارتفاع المشاركة الجماهيرية في الفعاليات والمبادرات الخاصة سواء كانت أهلية، حزبية او حِراكات شبابية، مقابل انخفاض المشاركة في فعاليات لجنة المتابعة. كما أن الحراكات الشبابية باتت تأخذ دورا أكثر فاعلية بسبب الفراغ السياسي الذي على اللجنة أن تملأه. إن إحياء نشاط ما ليس هدفا لذاته، بل أن هدفه أن يكون مبلورا لوعي سياسي وهو ما لا تقوم به اللجنة. فإحياء الذكرى بات حالة من الفلكلور والحنين إلى الماضي وليس جزءا من استراتيجية عمل سياسي على لجنة المتابعة قيادته وبلورته".

 

التعليقات