شباب فلسطينيون: "القومية الآرامية" مخطط إسرائيلي مفضوح

أثار قرار وزارة الداخلية الإسرائيلية بإدراج الآرامية كقومية معترف بها في الدولة، غضب الكثيرين من رجال الدين والسياسيين والنشطاء في البلاد، واعتبر الكثيرين هذا القرار بمثابة استمرارية لسياسات الدولة وشريكها كاهن التجنيد، جبرائيل ندّاف، التي تهدف أساسًا لتفرقة الشعب الفلسطيني، وسلخ المسيحيين عن شعبهم وقضيتهم وهمومهم، فهذه ليست المحاولة الأولى ولا الأخيرة التي تقوم بها السلطات ووكلائها أمثال ندّاف لسلخ العرب المسيحيين عن شعبهم.

شباب فلسطينيون:

أثار قرار وزارة الداخلية الإسرائيلية بإدراج الآرامية كقومية معترف بها في الدولة، غضب الكثيرين من رجال الدين والسياسيين والنشطاء في البلاد، واعتبر الكثيرين هذا القرار بمثابة استمرارية لسياسات الدولة وشريكها كاهن التجنيد، جبرائيل ندّاف، التي تهدف أساسًا لتفرقة الشعب الفلسطيني، وسلخ المسيحيين عن شعبهم وقضيتهم وهمومهم، فهذه ليست المحاولة الأولى ولا الأخيرة التي تقوم بها السلطات ووكلائها أمثال ندّاف لسلخ العرب المسيحيين عن شعبهم.

وأثار هذا القرار غضب الكثيرين في أوساط الشباب، الذي عبّروا عن رفضهم لهذه الخطوة كغيرها من الخطوات التي يقودها كاهن التجنيد، جبرائيل ندّاف، عبر وسائل الإعلام الإجتماعي، معتبرين أنه لا يمثّل سوا ذاته وقلة قليلة من التابعين له، أمّا الأغلبية فهي شريكة وجزء لا يتجزأ من الشعب شعبها الفلسطيتني وقضيته، وما يعانيه جراء سياسات الدولة العنصرية.

وفي أعقاب الغضب العارم على هذه الخطوة، والممزوج بشيئ من السخرية على هذه القرارات والمحاولات الفاشلة لفصل مسيحيي البلاد عن شعبهم وقضيتهم، التقى موقع “عرب ٤٨” بعض الشباب ليعبّروا عن رأيهم وسخريتهم من هذه القرارات.

وقال الناشط السياسي، من قرية برعم المهجّرة، ساهر جريس لـ”عرب ٤٨” إن “هذه الخطوة كانت متوقعة، وهي استمرارية لسلسلة من القوانين العنصرية التي تسنّها الدولة ضد المواطنين العرب بشكل عام بمساعدة كاهن التجنيد، فهذا القرار كغيره من القرارات التي تضر بالمصلحة الجماعية للمواطنين العرب، وتهدف إلى تفريقهم”.

وأضاف جريس: “من بادر وطلب هذا القرار هو كاهن التجنيد، ندّاف، وهو بالأساس شخص روم أورثوذكس، لا يمت للمارونية بصلة، ولا يستطيع المطالبة بمثل هذا الطلب، وهذه الحقيقة خير دليل على أن هذا القرار سياسي من الدرجة الأولى لا علاقة له بالمسيحية، بل مجرّد قرار تآمري على المسيحيين في البلاد”.

وعن الخطوة، والتصدّي لها قال جريس، إنها “خطوة تمهيدية، لما هو أصعب وأكثر ضررًا، فقبل سنين كنّا نقول بأن سياسات الدولة تريدنا قومية منفردة عن هموم شعبنا وقضيتنا، واليوم أصبحت حقيقة وبقرار وزاري، أمّا كونها خطوة فهي تهدف نهاية إلى تجنيد الشباب العربي المسيحي، وستنصدّى لهذه الممارسات بشكل حازم، هذه الخطوة تعدّ بمثابة فرصة لإعادة بناء الوعي، عبر التصدّي لهذه الخطوة، فخلال الأيام القادمة سنقوم بالعديد من الأيام الدراسية، وسنتصدّى بالشوارع إن لزم الأمر لنحمي وحدتنا العربية الفلسطينية”.

أمّا الناشطة السياسية، أسرار كيّال، فقالت لـ”عرب ٤٨”، إن “مخطّطات الدولة ليست بالجديدة، فمنذ سنوات الـ٢٠ وقبل قيام الدولة حتى، حاولت الحركة الصهيونية سلخ المسيحيين قضية شعبهم، فسياسة “فرق تسد” ما زالت مستمرة، تهدف إلى تفتيت الهوية الفلسطينية، وستستمر أكثر وأكثر إن لم نقم بالتصدّي لها”

وأضافت كيّال: “ندّاف وغيره من دعاة التجنيد لا يمثّلون الأغلبية العربية المسيحية، ولا يمثّلون سوا قلة قليلة من المسيحيين، وتظاهراتهم خير دليل على ذلك، فهم لم يجدوا سوا أحزاب اليمين المتطرّف لتدعمهم وتقف معهم جنبًا إلى جنب في نشاطاتهم التي تدعي إلى تجنيد الشباب العربي المسيحي في الجيش، وهذا إن دل فيدل على أنهم لا يمثّلون سوا قلة قليلة من الأشخاص”.

واختتمت كيّال حديثها لـ”عرب ٤٨”، وقالت إن “ما زالت الدولة تمرّر العديد من المشاريع على الشباب المسيحي في البلاد، بالإضافة إلى جهاز التعليم المتأسرل، الذي يسمح لكاهن التجنيد ووكلائه بالدخول إلى المدارس والتواصل مع أولادنا، وفي المقابل يُمنع كل من يريد الحديث عن الرواية الفلسطينية، وعن خطورة المخطّطات الإسرائيلية على المواطنين العرب بالدخول إلى المدارس، هذا كله لا يبرّر التفاعل القليل جداً مع هذه المشاريع، ولكن وجب أن يؤخذ بعين الإعتبار”.

وقال الناشط السياسيّ، سامر عساقلة، لـ”عرب ٤٨”، إن “القومية الآرامية، هي إحدى أجزاء سياسة فرق تسد الإسرائيلية، والتي تهدف إلى شرذمة الهوية الفلسطينية، وهو نابع في الأساس من خوف الإحتلال من هوية فلسطينية متماسكة، لذلك عمل ولا زال يعمل على شرذمتها وتفكيكها، وقرار القومية الآرامية جزء من هذا المخطّط”.

وتابع عساقلة: “يتوجه الإحتلال عادة لتنفيذ سياسته القذرة من خلال استغلال الوضع السياسي والإجتماعي القائم، حيث افترس الإحتلال الأقلية العربية الدرزية وحاول سلخها عن قوميتها العربية الفلسطينية حين فرض عليها التجنيد الإجباري، واستغل خوف الناس في حينه، بالإضافة إلى استغلاله المنابر الإعلامية لتخويف الناس في حينه، أمّا اليوم فهو يعود لترهيب الناس من الأغلبية السنية، والحركات الإرهابية والتكفيرية مثل (داعش) وغيرها ليقوم باختراق واختلاق هويات جديدة للأقلية الدينية المسيحية في البلاد، وبالتالي استغلال التفرقة لسلخهم عن شعبهم وامتدادهم، وقرار الأقلية جزء من مشروع سيهدف نهاية إلى تجنيد المسيحيين وسلخهم عن قضيتهم الأساسية”.

أما الناشطة السياسية، لبنى توما، فقالت لـ”عرب ٤٨”، إن “فكرة تحويل الديانة إلى قومية هي من أكثر الأمور والقرارات عنصرية، فهي ترتكز على مبدأ الإنعزالية والتفتيت المجتمعي، القومية ترتكز على أسس عدة أهمّها اللغة والتاريخ المشتركين، فكيف لنا أن لا نكون عربيو القومية؟!”.

وتابعت توما: “العربية هي لغتنا الأم، وتاريخنا محفور في الذاكرة العربية الشخصية والجمعية، القومية ليست اختيارية وغير قابلة للتغيير،  ولا استطيع التطرق إلى هذه الفكرة من دون ربطها مع الاستعمار الصهيوني وماذا فعلته الفكرة الصهيونية للديانة اليهودية”.

واختتمت توما حديثها وقالت لـ”عرب ٤٨”، إنه “لا شك أن القومية العربية ووحدة الفلسطينيين داخل االأراضي المحتلة عام 1948  مستهدفة من قبل خادمي المشروع الصهيوني، فهم يحاولون إفقادنا مقومات القومية الواحدة بهدف شرذمة الهوية المشتركة. وإن دل هذا المشروع على شيء، فيدل على أن وحدتنا تخيفهم لذلك فلنتحّد”.

التعليقات