انتقادات للشيخ كمال الخطيب بعد تصريحه أن "القدس عاصمة الخلافة"

خطيب: أنا على يقين أن الدولة الإسلامية ستقوم، وعاصمتها القدس* غطاس: الدفاع عن القدس والأقصى مهمة وطنية، والحديث عن عاصمة "الخلافة الإسلامية" إقصائي وخارج عن وحدة الصف* صرصور: علينا التركيز الآن على تحرير القدس من الاحتلال وإقامة دولة فلسط

انتقادات للشيخ كمال الخطيب بعد تصريحه أن

أثار تصريح الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية الشمالية في الداخل، بأن القدس ستكون عاصمة “دولة الخلافة الإسلامية”، العديد من الانتقادات من قبل القيادات التي شاركت في المسيرة التي انطلقت نصرة للأقصى والقدس في ظل الهجمة الشرسة التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين بحماية الشرطة وحرس الحدود.

وكانت لجنة المتابعة للجماهير العربية في الداخل قد نظّمت، أمس الأربعاء، مظاهرة جمعت كافة القوى الوطنية وجابت شوارع القدس ودخلت ساحات الأقصى، وشاركت فيها كافة الأحزاب العربية تنديداً باقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، ومنع المصلين من الوصول إلى المسجد.

وقال النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي، الدكتور باسل غطّاس، لـ”عرب ٤٨”، إن “التحدّي الأكبر في هذه الأيام، هو دعم القدس، الإنسان والمقدسات كافة، بما فيها المسجد الأقصى، الذين يتعرضون لمخطّطات تهويد واعتداء دائم من قبل قطعان اليمين الاستيطاني المتدين، وبدعم كامل من الشرطة ووحدات الأمن”.

وأضاف غطّاس: “نحن نعتبر أن قضية الدفاع عن القدس والأقصى وكل المقدسات ليست قضية دينية، وإنما هي مهمة وطنية لشعبنا كله بكافة فئاته وطوائفه، وأن ما تقوم به حكومة إسرائيل من فرض لحقائق تغير الواقع على الأرض مستغلة الأوضاع الدولية والوضع المواتي لها لكي تقوم بفرض هذه الحقائق تعتبر كالتلاعب بالنار، وشعبنا لن يسمح لها بذلك”.

وتابع أن “ما تنتظره منا القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة اليوم هو النضال من أجل تحريرها من نير الاحتلال، وكذلك دعم المجتمع الفلسطيني في القدس”.

واعتبر غطّاس أن “الحديث عن القدس عاصمة ’الخلافة الإسلامية’، هو حديث إقصائي خارج عن وحدة الصف الضرورية في هذه الأيام للتصدّي للمخطّط الإسرائيلي وبدل أن تكون القدس مكان لإجماع فلسطيني وعربي يحولها إلى موضع خلاف ومتاهات دينية نحن في غنى عنها”.

وقال النائب عن الحركة الإسلامية الجنوبية، الشيخ ابراهيم صرصور، لـ”عرب ٤٨”، إن “مبتدأ الإيمان كان في مكة المكرمة ومنتهاه سيكون في القدس، وهذا يستند على أحاديث نبوية وأقوال العلماء، ونأمل أن تكون دولة إسلامية واحدة تبدأ بتوحيد الوطن وبالولايات العربية المتحدّة، وأن نحلم به هذا أمر مشروع، وعلى الأمة العربية كلها أن تسعى لهذا الشأن كونه يصب نهاية في مصلحتها”.

وتابع: “الواقع العربي الحالي هو تطبيق أمين ودقيق لأكبر مؤامرة في تاريخ أمتنا العربية والإسلامية، هي مؤامرة سايس بيكو، وعمل الأمة يجب أن يتركز في ذاته على التخلّص من هذه المؤامرة، وأن تكون الوجهة الرئيسية لتحرير القدس أولاً من يد الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة بسيادة كاملة وعاصمتها القدس الشريف، وإذا سرنا بهذا الاتجاه فهو المطلوب”.

واختتم حديثه بالقول: “مسألة الدولة الإسلامية الكبيرة، هي مسألة موجودة في تراثنا وعلاقتنا بالقدس تستند إلى حديث شريف، علينا التركيز الآن على تحرير القدس من الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، لتكون خطوة تجاه ما نأمل للأكبر”.

أمّا الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية الشمالية، وتعقيباً على الجدل القائم حول تصريحه في المسجد الأقصى، فقال لـ”عرب ٤٨”، إن “تصريحي قلته وصرّحت به يوم أمس، ساعة الرباط، وأنا على يقين أن الاحتلال إلى زوال وأن القدس ستكون نعم عاصمة فلسطين، ولكن ثقتي أكبر بأن الخلافة الإسلامية الراشدية قادمة، وهذه قناعاتي وأنتمي إلى المشروع الإسلامي وإيماني بالدولة الإسلامية القادمة”.

وتابع إن “هنالك من ربط هذا الكلام بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وهذا بصراحة من جهلهم وتسطيحهم بربطهم بين تيار وجماعة أي كانت وبين التاريخ الإسلامي، الذي كانت الخلافة فيه أمراً طبيعياً في ظل خلافة أبو بكر، وعمر ابن الخطّاب وعلي بن أبي طالب، وأما في المستقبل فأنا على يقين أن الدولة الإسلامية ستقوم، وعاصمتها القدس، وهذا ورد في الحديث النبوي”.

وعن كون طرح القدس كعاصمة الخلافة الإسلامية، وإقصاء بعض الفئات والطوائف الفلسطينية، قال خطيب: “أبداً، سبق وقلت أني اتحدث عن زوال الاحتلال أولاً، وبأن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، أمّا عن الخلافة الإسلامية فهذا معتقدي وحقي، وهذا ليس رفضاً لأحد”.

وتابع: “أؤكد أن طرح قناعاتنا وإيماننا لا يفتّت ولا يسيء لمشروعنا، مشروع التقاء كافة مركبات شعبنا، الذين التقوا بالأمس في القدس الشريف، على اختلاف تنوعهم الفكري والحزبي نصراً للقدس والمسجد الأقصى المبارك”.

واختتم خطيب حديثه بالقول إن "المسجد الأقصى هو معلم ديني، وفي ذات الوقت هو معلم وطني من معالم وطننا فلسطين. قلت ولا أتردّد بأنه ليس لنا حق أكثر من غيرنا في القدس والمسجد والأقصى والميدان يتسّع للجميع لخوض النضال ضد المشاريع، ولأجل الأقصى والقدس”.

أما رئيس لجنة المتابعة، محمد زيدان، فقال لـ”عرب 48”، إن “هذه قناعة الحركة الإسلامية، ومعتقداتها وموقفها بأن يوم ما سيأتي على القدس تكون فيها خلافة إسلامية والقدس عاصمتها”.

وتابع: “الحركة الإسلامية تؤكد أن القدس عاصمة الخلافة الإسلامية من الجانب المعنوي، وهي عاصمة الأمة الإسلامية والعربية، بالإضافة إلى كونه موقف ديني يأمل من خلاله المسلمون أن تكون القدس عاصمة الأمة، ونأمل في الوقت الحالي ونعمل على أن تكون عاصمة فلسطين المستقلة”.

واختتم زيدان حديثه وقال: “موقف الحركة الإسلامية لا يخالف الموقف الجماعي، هذا ما يعتقدونه ويؤمنون به وهذا موقف يمثّل الحركة الإسلامية كمركّب من مركّبات لجنة المتابعة”.
 

التعليقات