تتعاقب في البلاد بين الفينة والأخرى ردود الفعل الإيجابية حول ارتفاع معدلات امتحانات إنهاء الثانوية، "البجروت"، في عدد كبير من المدارس العربية، خاصة وأن قرية بيت جن احتلت المرتبة الثانية من حيث المعدل، فقد حصلت على نتيجة %91.94، في حين ارتفع المعدل عن العام المنصرم بنسبة % 6.81.
وعزا الأستاذ مهنا طافش، مدير قسم المعارف والثقافة في المجلس المحلي بيت جن، في حديثه مع موقع عــ48ـرب ما أسماه بالنتائج المشرفة إلى قيام قسم المعارف بتنفيذ خطة تربوية من جيل الحضانات حتى المرحلة الثانوية.
وأضاف أن "معدل البجروت الذي حصلنا عليها في بيت جن بمثابة نتائج مشرفة على مستوى العرب في الداخل، أما عن الخطة المتبعة فنحن نذوت في ذهن الأطفال من جيل الحضانة أنهم قادرون على تحقيق ما يطمحون له، بحيث يصل الطفل الى المراحل المتقدمة من مقاعد الدراسة بكل ثقة ومسؤولية لتحقيق النتائج المطلوبة ليتمكن من الانضمام للجامعات وتحقيق إنجازات على مستوى القرية والبلاد، ونأمل أن تحقق جميع المدارس العربية مثل هذه النتائج".
وواصل طافش: "من أهم الأسباب التي ساهمت بالحصول على هذا الإنجاز في معدل البجروت هو التواصل بين الأهل والطلاب والهيئة التدريسية، بحيث يتبرع المعلمون بساعات تعليمية إضافية بعد انتهاء الدوام المدرسي، والمجلس المحلي الذي يعطي غطاء لكل هذه البرامج. نحن نقوم سنويا بتنظيم عملية مسح لنتائج الطلاب التدريسية بناء على نتائج المسح قمنا ببناء خطة ماراثون تعليمي لطلاب المرحلة الثانوية والتي تُلزم الطلاب بالتوقيع على تعهد بالالتزام بجميع التعليمات المتعلقة بهذه الخطة ليتمكنوا من تحصيل علامات بجروت عالية، والتي تجعل من ظاهرة النجاح لطلابنا ظاهرة مستمرة".
وعلى الصعيد ذاته، فقد حصلت مدينة طمرة على المرتبة الرابعة من حيث معدل "البجروت"، وأشار مدير قسم الثقافة في بلدية طمرة المربي محمد شما إلى أن "الارتفاع المتواصل بنتائج البجروت لم يأت من فراغ، وإنما جراء عمل تربوي مدروس من جميع أصحاب الشأن بالعملية التربوية من مديري المدارس والهيئات التدريسية ووزارة المعارف متمثلة بالمفتش الأستاذ توفيق زعرورة، وبلدية طمرة وقسم المعارف بها, وقد تمثل هذا الإنجاز بالأمور الاتية: أحد الموارد بجيل الطفولة والذي يضم مشروع إثراء مشروع كاريب دورات استكمالية لمساعدات الروضات والبساتين، كذلك العمل على برامج طويلة تخدم جميع الجهاز التعليمي سواء كان ذلك ضمن برنامج المعابر الذي يشمل التواصل التربوي في المراحل الانتقالية من صف البستان ولغاية الصف الثاني، كما يشتمل المشروع على عشر دورات استكمالات لمربي المدارس ومركزي المواضيع الأساسية، كذلك نقوم على برنامج خاصة بالأولاد بضائقة والذي يتخلل مشاريع للطلاب والأهالي بضائقة من المرحلة الابتدائية ولغاية الثاني عشر، بالإضافة لدورات تعليمية خاصة بهم، والإهتمام بتنظيم جلسات للطواقم المهنية والإدارية".
واختتم شما قائلا: "نعمل مستقبلا على إدخال موجه لموضوع الرياضيات، وآخر لموضوع اللغة الإنجليزية، وذلك لزيادة عدد المتقدمين بمستوى 4 أو 5 وحدات تعليمية، إضافة إلى مواصلة المشاريع القائمة".
وضمن المدارس التي حصل فيها ارتفاع كبير، كانت ثانوية كفرمندا، حيث ارتفع المعدل بنسبة عالية في هذا العام مقارنة بالعم الماضي.
وأشار مدير قسم المعارف في كفر مندا، الأستاذ جمال طه، إلى التعاون بين الأهل والمدرسة والطلاب تحت غطاء الخطة التعليمية التي أٌقرها قسم المعارف والثقافة في المجلس المحلي كفرمندا بالتعاون مع جميع الأطراف المسؤولة، باعتبار ذلك الدافع الأول للارتفاع في معدل البجروت.
وقال طه: "هذه الخطة التي ننتهجها منذ عام 2011 تعتمد على ركائز أساسية، منها منح المعلمين 6 ساعات فردية أسبوعية للطلاب في المرحلة الثانوية، والركيزة الثانية هي مشاركة مرشدين من وزارة المعارف والثقافة في وضع برنامج لفحص علامات الطلاب والمواضيع التي تعتبر عائقا بالنسبة للطلاب، وذلك بهدف تكثيف الدورات والمساعدات للطلاب في المواضع ذات الإشكالية من حيث التحصيل العلمي، وقد لقيت الخطة استحسان الأهل الذين واصلوا متابعتهم لأبنائهم الطلاب طيلة السنة الدراسية".
وأضاف "نمتلك رؤيا في السلطة المحلية كفرمندا وفي قسم المعارف والثقافة بأنه إذا تكاثفت جميع الجهود من وزارة المعارف والهيئة التدريسية والسلطة المحلية والأهل والتفتيش سيحصل ارتفاع في المعدل، وسنتخطى جميع العقبات للوصول إلى مرحلة استحقاق لشهادة بجروت بمعدلات عالية".
التعليقات