"ليس لأنها امرأة وإنما لأنها تخدم الاحتلال"

أثار خبر الإعلان عن ضابطة الشرطة الدرزية الأولى، فاتن نصر الدين، من دالية الكرمل، العديد من التعليقات والاستنكار من جانب العديد من الفئات والشخصيات التي تناهض التجنيد ومشاريع الأسرلة واستهداف المجتمع العربي الدرزي في الداخل

أثار خبر الإعلان عن ضابطة الشرطة الدرزية الأولى، فاتن نصر الدين، من دالية الكرمل، العديد من التعليقات والاستنكار من جانب العديد من الفئات والشخصيات التي تناهض التجنيد ومشاريع الأسرلة واستهداف المجتمع العربي الدرزي في الداخل، وانتشرت العديد من الآراء التي تعبّر عن موقف رافض لهذه الخطوة التي تحاول الشرطة الترويج لها عبر وسائل الإعلام وكأن هذا فخر للطائفة الدرزية.

ونشر العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، تعليقات ومشاركات مزجت بين الاستنكار والتعبير عن أن فاتن لا تمثّل إلّا نفسها، وبين انتقادات للمجتمع الذكوري الذي يرعى امرأة داخل سلك الشرطة، ويخوض حرباً ضد المرأة بشكل عام، وضد امرأة تخوض نشاطا ضد الاحتلال ومن أجل القضايا الوطنية.

وفي أعقاب الاستنكار الحاصل جراء إعلان الشرطة، ومحاولاتها الترويج لالتحاق النساء العربيات الدرزيات بالخدمة في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، توجه “عرب ٤٨” لعدد من الشباب ليعبّروا عن آرائهم حيال ذلك.

وقالت الناشطة السياسية والممثلة، فداء زيدان، لـ”عرب ٤٨”، إن “فاتن نصر الدين، لا تمثّل نساء الطائفة الدرزية، وهي تمثّل شخصها فقط. وهذه الحالة تشكل امتداداً لنوع من الأسرلة المتفشية داخل الطائفة الدرزية. أنا فلسطينية عربية ولا أقبل أي تعريف غير ذلك”.

وأضافت: “هنالك تضارب في المفاهيم، وكل ما يتعلق بالدولة والأمن الإسرائيلي يصبح شرعيا ومسموحا به، حتى لو كان يتعارض مع مواقف هذا المجتمع المغلق. فهذا المجتمع ينظر إلى المرأة الوطنية بعين العيب وخارج المقبول، أمّا الخدمة في الشرطة فتلقى ترحيباً وشرعية”.

وتابعت زيدان: “تحاول الشرطة وأجهزة الدولة المختلفة الترويج لترقية نصر الدين كشيء جيد وممتاز، والهدف الأساسي من هذا هو استهداف النساء في الطائفة الدرزية، والهدف الآخر هو وضع سلك الأمن الإسرائيلي كمنفذ من الذكورية داخل المجتمع”.

واختتمت زيدان حديثها، وقالت إن “استهداف المرأة داخل المجتمع الدرزي هو أمر غاية في الخطورة، فالمرأة هي من تربي الأجيال وترسم لهم خطى المستقبل عبر التربية والقدوة، واستهدافها هو استهداف للأجيال القادمة ككل”.

أمّا الناشط سامر عساقلة، فقال لـ”عرب ٤٨”، إن “الصدى الإعلامي الحاصل في هذه الأيام، هو لكونها امرأة، لكن الأمور يجب أن تكون عكس ذلك وأن يكون هذا الصدى الإعلامي لكونها تتجند للخدمة في الشرطة”.

وتابع: “كونها امرأة هو أمر خارج النقاش. النقاش والرفض هو من دوافع قومية فلسطينية رافضة للخدمة بكافة أشكالها. أنا ضد الخطاب الذي يرفض أن تتجند فاتن نصر الدين لأنها امرأة، وأنا ضد التجنيد لأن الدروز هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وهمومه”.

أمّا الناشطة ميسان حمدان، فقالت لـ”عرب ٤٨”، إن “المجتمع تعامل مع الموضوع من الجانب الذكوري أكثر منه من الجانب الوطني، وهذا مرفوض بالنسبة لي. نحن ضد التجنيد بشكل عام وضد خدمة الاحتلال، وليس لأنها أنثى”.

وتابعت أن “الهجمة التي تتلقاها ناشطة سياسية وطنية في المجتمع الدرزي، كونه مجتمع مغلق، أشرس من أي هجمة أخرى، وأشرس من أي نشاط نسوي يواجه امرأة تعمل وتتجند لتطبيق سياسات الدولة. فالنبذ والتشهير والاعتداءات التي تتعرض لها شابة تنشط في العمل الوطني، يدل على أن هذا المجتمع ينفتح فقط إذا كان نشاط المرأة يصب في مصلحة الدولة وسياساتها”.

أمّا الناشطة أوان علي، فقالت لـ”عرب ٤٨”، إن “التجنيد الإجباري قد فرض على الدروز في العام ١٩٥٦، ومن ثم إقامة محاكم خاصة بهم عام ١٩٦٣ وحتى إلغاء الاعتراف بعيد الفطر كأحد أعيادهم في العام ١٩٦٩، وثم الاعتراف بزيارة النبي شعيب كعيد رسمي”.

وتابعت: “ما أحاول قوله أن خطة أسرلة كاملة وضعت لفصل الدروز عن محيطهم العربي والفلسطيني في الداخل والخارج. أنا ضد وجود أي أنثى في سلك الشرطة من منطلقات وطنية، وليست ذكورية. وبالمقابل أنا مع انخراط المرأة الفلسطينية في المقاومة، وبالتالي لا يمكن فصلها عن قضيتها”.

واختتمت حديثها بالقول: “قد لا أضع اللوم على من لم يتعرف على تاريخه الحقيقي الذي مُسح منذ ٦٠ عاماً. وعلينا أن نذكّر الشهيد أحمد طافش من بلدة بيت جن، الذي قاد تنظيم الكف الأخضر وهو من أوائل التنظيمات الفلسطينية التي مارست الكفاح المسلح في تشرين أول من العام ١٩٢٩، ومن المعارك الهامة التي شارك بها الدروز كانت الهوشة والكساير ومعركة حطّين".
 

التعليقات