الحوادث البيتية في الشتاء ناقوس خطر يهدد أطفالنا

تدق أرقام ومعطيات مقلقة وخطيرة للغاية ناقوس الخطر وتعكس مخاوف حقيقية

الحوادث البيتية في الشتاء ناقوس خطر يهدد أطفالنا

تدق أرقام ومعطيات مقلقة وخطيرة للغاية ناقوس الخطر وتعكس مخاوف حقيقية تستوجب الوقوف عندها مليا، أطفال تزهق أرواحهم البريئة في الطرقات وتحت عجلات السيارات وفي حوادث بيتية تترك آثارها في نفوس الأطفال مدى الحياة، وتسبب لبعضهم عاهات مستديمة.
 

جمعية 'بطيرم' التي تُعنى بسلامة الأطفال سجلت معطيات صعبة وخطيرة ففي فترة الشتاء 12.2013-2.2014 لقي حوالي 30 طفلا حتفهم نتيجة إصابتهم بإصابات غير متعمدة، 15 طفل منهم كانوا من المجتمع العربي (50%) وعشرة من الوسط اليهودي (34%) في البلاد.

وتشير المعطيات أيضا إلى أن غالبية الإصابات أي حوالي 16 طفلا (53%) كانت في البيوت وساحات البيوت والتي من المفروض أن تكون المكان الآمن لهم، 8 أطفال أصيبوا في حوادث طرق (27%)، و4 أطفال في أماكن عامة (13%) كما وأن غالبية حالات الوفاة كانت لأطفال بجيل 0-4 سنوات (53%).

الأهل يتحملون مسؤولية سلامة أطفالهم

المدير الإداري لمركز الزهراوي الطبي في طمرة، المسعف بسام عرابي من حيفا، أشار في حديثه لـ'عرب 48' إلى أن 'المعطيات التي وردت من 'بطيرم' بشأن الحوادث البيتية وإصابات الأطفال تثير القلق، ومن يتحمل المسؤولية الأولى هم الأهل الذين يجب أن يتعلموا دورات اسعاف أولي بسيطة، لمعرفة كيفية التعامل مع الأطفال في حالة تعرضهم لحوادث بيتية وإصابتهم، للأسف الأهل يشترون الأثاث الجميل لبيتهم دون الاهتمام بالخطر الذي يحدق بأبنائهم بسبب هذا الأثاث، ومع دخول فصل الشتاء بدأنا نرى إصابات الأطفال بسبب الحروق، وأصعب حالة وصلت إلينا في المركز الطبي كانت سقوط طفل في موقد النار'.

وتابع: 'للأسف يصل الأطفال وهم مصابون ودون أن يتلقوا إسعافا أوليا، بل الأسوء من ذلك يتجاهل الأهل أحيانا إصابة إبنهم الأمر الذي يضاعف من الضرر عند الطفل، فقد يصل ثاني يوم بتلوث الجرح أو يكون قد تعرض لالتهاب، للأسف لا زال الأهل لا يدركون أهمية تعلم الإسعاف الأولي، أحيانا يكون بالإمكان إنقاذ الطفل من خطر محدق به، حيث يتعرض أحيانا الطفل لتوقف عمل القلب، ويعتقد الأهل أن ما يحدث للطفل هو حالة إغماء ويبدأون بإتباع أساليب علاجية بدائية من وضع مياه على وجهه وغير ذلك ولا يدركون أن كل دقيقة مهمة في حياة هذا الطفل الذي هو بحاجة لعملية إنعاش للقلب. المسؤول الأول والأخير عن سلامة الطفل هم الأهل، عليهم أن يتعلموا الإسعاف الأولي ولو لعدد ساعات قليلة'.

 يشار الى أن عرابي عمل في المجتمعين العربي واليهوي، وللمقارنة بين الحوادث البيتية في المجتمعين، قال: 'هنالك فرق كبير بين الوعي لدى الأهل في المجتمعين اليهودي والعربي، والفرق بنسبة عالية، فالأهل في المجتمع اليهودي يدركون أكثر كيفية التصرف عند تعرض طفلهم للإصابة، من حيث عدم نقل إبنهم من مكان الحادث في حالة سقوطه من ارتفاع بل استدعاء سيارة إسعاف لتقوم بدورها بنقل الطفل بالشكل الصحيح الذي قد ينقذه من حالة شلل، ولكن وللأسف يصل الطفل في المجتمع العربي وغالبية الأهل لا تعرف حتى أهمية إغلاق نزيف دماء'.

تزايد إصابات الأطفال بسبب الحروق 

أما المسعف شاكر إدريس من مركز 'آدم ميدكس' في طمرة فتحدث عن المبادرات التي بدأت المراكز الطبية الترويج لها للحد من الإصابات البيتية، وقال: 'تعكس المعطيات التي أصدرتها مؤسسة 'بطيرم' حقيقة ما نراه في المراكز الطبية، وهناك بعض الحالات التي لا تصل للمستشفى، وهذا يعني أن نسبة الاطفال الذين يتعرضون لإصابات بيتية أكبر من النسب التي وردت في تقرير 'بطيرم'، حيث يصل الأهل للمركز الطبي يحملون طفلهم وهم في حالة بلبلة وتوتر، ولا يدركون كيفية التصرف، وتقريبا يصل إلينا أطفال مصابون بشكل يومي، وتكثر في هذه الفترة في فصل الشتاء إصابات الأطفال بسبب الحروق إن كان من مكوى أو تدفئة أو مياه ساخنة، لهذا رأينا من الواجب كمركز طبي البدء في حلة توعية من خلال منشورات وإعلانات توعوية، بالإضافة للإعلان عن دورات لجميع الشرائح والمؤسسات وبعدد ساعات مختلفة، لا نريد من الأهل أن يتعلموا طب، ولكن أن يتعلموا إسعاف أولي ولو لساعات قليلة'.

هذا، وتوصي مؤسسة 'بطيرم' لأمان الأطفال بالحفاظ على الأطفال حتى داخل البيوت، لأن المكان الذي يفترض أنه المكان الآمن لهم يصبح مصيدة لموت كثير من الأطفال خلال فترة الشتاء. لذا من المهم مثلا تدفئة البيت بوسائل تدفئة آمنة كالتدفئة المركزية أو الرادياتور، عدم استعمال وسائل تدفئة تحتوي على نار مشتعلة وذلك لمنع الإصابات والحروق، كما ومن المهم مراقبة الأطفال والرضع المتواجدين في البيت وإبعادهم عن المدفأة.

أما بخصوص تدفئة المنزل للأطفال الرضع فيوصى بإتباع الخطوات التالية:  الاهتمام بوجود تدفئة معتدلة الحرارة في غرفة الرضيع على أن لا تكون مرتفعة مع الاهتمام بقواعد الأمان لمنع الاشتعال، درجة حرارة غرفة يتواجد بها الطفل يجب أن تكون بمعدل الـ 22 درجة مئوية والاهتمام بوجود جهاز يرطب جو الغرفة تجنبا لحدوث الجفاف للطفل، كما من المحبذ تهوئة الغرفة بين الحين والآخر. من المفضل تغطية الطفل بحرام دافئ وخفيف، أما في الليل فلا تكتفوا بذلك وإنما عليكم تدفئة الطفل بعدة طبقات خفيفة من الثياب للحفاظ على درجة حرارته وتدفئته.

التعليقات