حياكة الصوف بين أصالة الماضي وعراقة الحاضر

​مهنة حياكة الصوف التي تمتد جذورها لقرون وتوارثتها الأجيال النسائية، وعلى الرغم من تنوع الموضة النسائية والاستيراد من مختلف الدول، لا تزال هواية نسائية تقاوم رياح العصرنة في ليالي الشتاء،

حياكة الصوف بين أصالة الماضي وعراقة الحاضر

مهنة حياكة الصوف التي تمتد جذورها لقرون وتوارثتها الأجيال النسائية، وعلى الرغم من تنوع الموضة النسائية والاستيراد من مختلف الدول، لا تزال هواية نسائية تقاوم رياح العصرنة في ليالي الشتاء، وخاصة في فترة عيد الميلاد المجيد التي شهدت العديد من المنتوجات الخاصة بهذا النوع من النسيج ضمن أسواق الميلاد، فلا تكاد تدخل سوقا حتى تجد العديد من البسطات التي تبيع من خلالها النساء منتوجات من صنيعهن، في حين أن غالبيتهن يعملن في مجالات أخرى ضمن ألقابهن الأكاديمية، إلا أنهن فضلن استغلال مهارة حياكة الصوف كعمل إضافي لزيادة الدخل المادي للعائلة.

'عرب 48' إلتقى بأخصائية الأسنان، رنا شلهوفي ومربية في مدرسة الصم، نائلة حاج من الناصرة، خلال بيعهن لمنتوجات الحياكة في سوق الميلاد في كفر ياسيف. وقالت نائلة حاج: 'حياكة الصوف هي فن وتعتمد على الذوق أولا، لقد اكتسبت المعرفة في هذا المجال من أمي التي كانت تخيط الصوف مع نساء الحارة، وفي هذا الوقت اكتسبت المعرفة أكثر من خلال الإنترنت، كذلك رافقني دعم كبير من طاقم المدرسة التي أعمل بها وعائلتي الذين قاموا بتزويد العديد من الصور والشرح حول حياكة الصوف'.

وأضافت: 'حياكة الصوف تحتاج لدقة، فأنا اقوم برسم هندسي للقطعة التي أريد أن أخيطها ومن ثم أبدأ بخياطتها، ولكنني اعمل بحب لهذا ينتابني شعور رائع عند الإنتهاء من العمل، وأشجع كل امرأة لديها القدرات والموهبة أن تطور ذاتها ولا تنتظر من يدعمها، لتنتج ولو بشكل بسيط، وهذا فخر لنا أن نرى المرأة في جميع أروقة العمل الذي يحتاج لإبداع، وخاصة في ظل المصاريف الكثيرة وغلاء المعيشة، ونرفض أن تكون قدرات المرأة خامدة دون اهتمام'.

وتفكر نائلة حاج بتأسيس جمعية تضم نساء يجدن حياكة الصوف، لعدة أهداف، منها إعادة إحياة هذا الموروث، كذلك دخل إضافي للنساء، ومن ثم دعم للمرأة التي لا يمكنها العمل خارج البيت أن تعمل في بيتها، وخلال المواسم والأعياد يتم عرض المنتوجات الخاصة بالنساء من خلال معارض متنقلة في البلاد.

أما أخصائية الأسنان، رنا شلهوفي والتي تعلمت قبل أكثر من ثلاثين عاما حياكة الصوف من حصة الأشغال اليدوية في المدرسة الابتدائية، قالت: 'جميل جدا أن تكون المرأة عنصر فعال ومنتج في المجتمع، ولا أعتقد بأن الرجل قادر على هذا العمل، لأنه يحتاج لصبر ووقت طويل وحس فني، كذلك يدعم هذا المجال من العمل المرأة اقتصاديا، ومن خلال سوق الميلاد الذي شاركت به قمت بعرض منتوجات لعائلات معينة التي لا يمكنها أن تسوق وتبيع، إلا أنها تمتلك الخبرة والمهارة في الحياكة، للوقوف إلى جانبهن ودعمهن، والحمد لله تمكننا من بيع جميع منتوجاتهم'.

واختتمت رنا حديثها: 'لقد اكتفيت هذا الموسم من حياكة الصوف، فهناك تعب جسماني والمرأة العاملة والأم تحتاج لمن يساعدها في واجباتها الحياتية الأخرى، بالرغم من تربية أبنائي على الإرادة والمثابرة والعمل، إلا انني سأعمل في مجال الحياكة فقط في مناسبات محددة'.

أما السكرتيرة أمل بصل من كفر ياسيف فقد أشارت إلى أن 'العديد من النساء توجهن اليها لتعلم دورة الحياكة وستبدأ تعليم حياكة الصوف في القرية، بالإضافة لتخطيطها لتأسيس جمعية نسائية خاصة في حياكة الصوف'، أمل والتي تعلمت حياكة الصوف من عمتها ومن الجارات والجدات منذ صغرها تقول، سابقا كانت كل فتاة تجيد حياكة الصوف، ولكن في هذا الوقت هناك طلب واستهلاك لهذا المنتوج، وقمت بتطوير ذاتي في هذا المجال، جميل جدا عندما تقوم بحياكة وشاح أو قبعة لأحد أفرد الأسرة فتكون للهدية قيمة مميزة، عدا على أن المرأة قادرة ن تنتج وهي في بيتها وليس شرطا الخروج من البيت لتعمل'. وتفكر أمل بصل بحياكة قطعة خاصة تضم صورة قريتها المهجرة إقرث، فهي تقول بأن الحياة إبداع، قد تبدع في منتوجات ليس فقط كثياب بل كأعمال فنية أخرى'.

 

التعليقات