دراسة: المشاركة في التصويت والامتناع عنه، ولم يصوّت المواطن العربيّ

أن المشاركة السياسية عن طريق المجتمع المدنيّ، والاحتجاج المباشر (المظاهرات) بالإضافة إلى النضال الجماهيري، ترفع من احتمالات التصويت والمشاركة السياسية البرلمانية لدى العرب بعكس المتوقع والرأي القائل إن الاحتجاج المباشر والانخراط في المجتمع المدني يشكّل بديلاً للعمل البرلماني

دراسة: المشاركة في التصويت والامتناع عنه، ولم يصوّت المواطن العربيّ

تبيّن من دراسة أجراها مركز “مدى الكرمل”، تحت عنوان “كيف نفهم مشاركة العرب في انتخابات الكنيست” قبل يوم انتخابات العام ٢٠١٣ بأسبوع ولم تنشر حتى اليوم، بأن المشاركة السياسية عن طريق المجتمع المدنيّ، والاحتجاج المباشر (المظاهرات) بالإضافة إلى النضال الجماهيري، ترفع من احتمالات التصويت والمشاركة السياسية البرلمانية لدى العرب بعكس المتوقع والرأي القائل إن الاحتجاج المباشر والانخراط في المجتمع المدني يشكّل بديلاً للعمل البرلماني، بالإضافة إلى أن المواصفات الفردية للناخب لا تؤثر على قراره بالمشاركة في العملية الانتخابية، بل إن تقييم عمل الأحزاب العربية هي العامل المؤثر على المشاركة السياسية.

وهذه الدراسة، التي أعدها د.امطانس شحادة، وستنشر في بداية العام القادم في كتاب 'الانتخابات في إسرائيل 2013'، تحرير ميخائيل شامير، وتحاول تقديم تحليل إمبريقي لأنماط التصويت لدى الناخب العربي عن طريق تحليل استطلاع رأي عام شمل عيّنة تمثيلية مكوّنة من ٥١٧ مستطلعاً.

وأشار شحادة في مقابلة مع موقع 'عرب 48' إلى أهمية هذه الدراسة وقال إن 'العديد من الأكاديميين العرب قدّموا تفسيرات للمشاركة السياسية والبرلمانية والبرلمانية الانتخابية للفلسطينيين في إسرائيل من جوانب عديدة، ولكنها تبقى بمعظمها مقاربات تأويلية تعتمد البحث الكيفي، دون أن تقدّم أبحاثاً إمبريقية تعتمد البحث الكمّي على مستوى تصرّف الأفراد، وهذا ما يميّز هذه الدراسة عن غيرها من الدراسات، وتحاول الإجابة عن مسألتين مركزيّتين تتعلقان بأنماط المشاركة الانتخابية: مسألة المشاركة والامتناع عن التصويت، وفهم توزيع تصويت الناخبين بين القوائم العربية المختلطة'.

المشاركة والامتناع عن التصويت:

ويتبيّن من الدراسة، أن أهم أسباب مشاركة الناخب العربي في العملية الانتخابية الإسرائيلية، تعود لتقييم الناخب العربي لمدى مساهمة الأحزاب العربية الممثلة في الكنيست في تحقيق المصالح الجماعية، وهي تنقسم إلى اثنين، المصالح القومية، والقضايا المحلية اليومية.

وفي حديث مع د.امطانس شحادة، عقّب على هذه النتيجة بالقول إن “ما تبين من الدراسة، أن ما يؤثر على مشاركة العرب في العملية الانتخابية هو مدى تحقيق الأحزاب للمصالح الجمعية وليس الفردية، وبتحليلي يعود ذلك للوعي عند الناخب العربي بأن حل المشاكل الجماعية سيؤدي لحل المشاكل الشخصية والفردية، وبأن الناخب يعي بأنه جزء من الهم الجمعيّ القومي السياسي والمحلي”.

الموقف تجاه العمل البرلماني وتقييم أداء الأحزاب هو المؤثّر الأساسي على المشاركة

وبالإضافة إلى ذلك أظهرت نتائج الدراسة بأن مواصفات الفرد، من حيث السن ومستويات الدراسة والجنس والدين ليس لها تأثير على مشاركة الفرد أو مقاطعته للعمية الانتخابية. ولكنها خلصت إلى أن هنالك فروقًا ذات دلالات إحصائية بين المشاركين وغير المشاركين في مجال المواقف تجاه العمل البرلماني وفي تقييم أداء الأحزاب العربي في الكنيست.

ومن بين المواقف تجاه العمل البرلماني، والتي من شأنها أن تؤثر على قرار المواطن العربي في تقييم أداء الأحزاب: عملية سن القوانين، الدفاع عن قضايا الأرض والمسكن، حل المشاكل الاقتصادية لدى المجتمع العربي، إحباط سياسات عنصرية تجاه الفلسطينيين، المساهمة في إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والكشف عن عنصرية الدولة تجاه المواطنين العرب.

وجود بدائل للمشاركة السياسية كالمجتمع المدني والاحتجاج المباشر والشعبي يزيد من احتمال مشاركة الفرد

وتبيّن نتائج الدراسة بأن العلاقة بين تقييم الأداء والمشاركة هي علاقة طردية واضحة، وبأن ارتفاع تقييم عمل الأحزاب العربية وأدائها يزيد من احتمالات المشاركة في الانتخابات.

ويتبيّن من نتائج الدراسة، وبالإضافة إلى تقييم أداء وعمل الأحزاب العربية في الكنيست، بأن وجود بدائل للمشاركة السياسية كالمجتمع المدني والاحتجاج المباشر والشعبي يزيد من احتمال مشاركة الفرد في العملية الانتخابية للكنيست، وبأن العلاقة بين المشاركة في العمل الأهلي والاحتجاجي والمشاركة في العملية الانتخابية هي علاقة طردية أيضاً”.

وعقّب شحادة على هذه النتيجة، وقال إن “مشاركة الفرد في العمل السياسي النشاط السياسي العام من خلال المظاهرات والانخراط في مؤسسات المجتمع المدنيّ، يزيد من احتمال مشاركته في التصويت، وهذا برأيي الوضع الطبيعي، فإن المشاركة السياسية البديلة تشكّل مكمّل للعمل البرلماني وليس بديلاً عنه”.

وتخلص الدراسة في هذا السؤال عن المشاركة وعدم المشاركة في العملية الانتخابية، إلى الاستنتاج بأن الفروق الأساسية بين المشاركين وغير المشاركين في التصويت هي في تقييم عمل الأحزاب العربية في الكنيست، وفي إمكانية تحقيق انجازات على الصعيد القومي واليوميّ المعيشيّ بالإضافة إلى انخراط الفرد في العمل الأهلي المكمّل للعمل البرلماني.

العام

التصويت لإحزاب غير عربية (%)

التصويت لأحزاب عربية (%)

1992

53.3

47.7

1996

33.6

67.3

1999

29.4

70.6

2003

29.4

70.6

2006

28.0

72.0

2009

17.9

82.1

2013

23.0

77.0

 

لمن نصوّت:

وعن القسم الثاني من الدراسة، وهو سؤال كيف يختار الناخب العربي من بين الأحزاب العربية قال د.شحادة، إن “الأحزاب العربية لا تعد أحزاب سلطة، وبقاء الأحزاب العربية في المعارضة على طول الخط يجعل من اعتبارات التصويت لدى الناخب العربي مختلفة عن غيره، ففحصنا خمسة عوامل، وهي: مواصفات الفرد، تقييم البرامج السياسية للأحزاب ومدى مساهمتها في تحقيق مصالح العرب، تقييم القيادات الحزبية، مدى مساهمة الحزب في حل المشاكل القومية، وتقييم القيادات الحزبية والمرشحين”.

وبيّنت النتائج، وجود بعض الفروق في مواصفات الفرد بين ناخبي الأحزاب العربية الثلاثة، وفقاً للسن والديانة ومكان المعيشة، ولا تدل النتائج على فروق من ناحية مستوى التعليم والجنس.

لا يوجد تأثير لاهتمام الحزب بالقضايا اليومية المعيشية ولا باهتمام القائمة بالقضايا القوميّة على قرار الناخب لمن يصوّت.

 وتشير الدراسة إلى أن التأثير المركزي على المصوّت هو تقييم عمل الأحزاب العربية، ولا سيما تقييم المستطلع لقيادات الحزب ومرشحيه وللبرنامج السياسي للحزب، وفي المقابل بيّنت الدراسة أنه لا يوجد تأثير لاهتمام الحزب بالقضايا اليومية المعيشية ولا باهتمام القائمة بالقضايا القوميّة على قرار الناخب لمن يصوّت.

وتشير نتائج الاستطلاع بأن هنالك علاقة طردية ما بين الجيل والتصويت للجبهة والحزب الشيوعي الإسرائيلي، أي أنه مع ارتفاع الجيل تزيد نسبة احتمال تصويت المستطلَع للجبهة والحزب الشيوعي، بالإضافة إلى أن ارتفاع الدخل يؤثّر سلباً على احتمال التصويت للجبهة والحزب الشيوعي الإسرائيلي.

وعقّب شحادة على هذه النتيجة، وقال إن “تأثير الجيل على التصويت للجبهة والحزب الشيوعي يعود لكون الحزب الشيوعي الإسرائيلي الأقدم على الساحة السياسية، وبأن الأجيال المتقدّمة في السن ما زال لديها انتمائها للحزب، كون الحزب الشيوعي كان الوحيد على الساحة”.

وأضاف: “أما موضوع الدخل فيعود لكون المصوّتين للحزب الشيوعي يفضّلون أن يتم وضهم في خانة الطبقة الوسطى، ولهذا كان رد أغلبية المستطلعين المصوّتين للجبهة بأن دخلهم متوسط وتحت المتوّسط”.

وتشير نتائج الاستطلاع، بأن العلاقة ما بين ارتفاع دخل المستطلَع والتصويت للقائمة الموحدة، وبعكس علاقة الدخل مع التصويت للجبهة والحزب الشيوعي الإسرائيلي، هي علاقة طردية، فارتفاع الدخل يزيد من احتمال تصويت المستطلَع للقائمة الموحدة.

أمّا عن احتمالية التصويت للتجمّع الوطني الديمقراطي، فتبيّن أن مواصفات الفرد لا تؤثر على التصويت للتجمّع بالمطلق. وفي المقابل، تبيّن أن اعتبارات المستطلَعين المصوّتين للتجمّع هي سياسية، فلبرنامج الحزب السياسي وتقييم القيادات التأثير الأكبر على المستطلَعين المصوّتين للتجمّع.

وتشير الدراسة إلى أن العلاقة ما بين مستوى التعليم، والتصويت للقائمة الموحدة هي علاقة عكسية، فارتفاع مستوى التعليم لدى الفرد يقلل من احتمال تصويته للقائمة الموحدّة.

ويتضّح من الاستطلاع هنالك تأثير كبير لتقييم أداء الحزب في حل القضية الفلسطينية لدى مصوّتي القائمة الموحدة.

جدوّل يبيّن نسبة التصويت لكل من الأحزاب الثلاثة، في آخر خمس انتخابات كنيست:

واختتم د.شحادة حديثه، وقال إن 'المواطن العربي يعي جيداً خصوصيته السياسية، ويملك وعياً جيداً لظروفه، وبحسب الجدول في الدراسة نرى أن 85% تقريباً من المواطنين العرب يصوّتون لأحزاب عربية'.

ويتضّح من الجدول المرفق بأن الوعي عند المواطن العربي بالتصويت لأحزاب عربية في ارتفاع حاد من 47% عام 1992 لـ74% عام 2013.

وفي المقابل نرى انخفاضاً حاداً أيضاً بالتصويت لأحزاب غير عربية، من 53% في العام 1993 لـ 23% في العام 2013.

 

 

الدراسة من اعداد مدى الكرمل وستنشر في بداية العام القادم في كتاب :

The election in Israel 2013

Edited: Micahal shamer

إصدار

Transaction publishers usa

 

التعليقات