اعتقال شاب في كفر كنا في أعقاب استشهاد الشاب خير حمدان
شهد العام 2014 بالمجمل تصاعدا في العنف، وخاصة جرائم القتل البشعة، في البلدات العربية، كما واجه العرب في الداخل الفلسطيني تصاعد العنصرية في مختلف تجلياتها وعلى أصعدة شتى.
وشهد العام تطوّرات حادة وأحداثا تسارعت بوتيرة كبيرة خاصة منذ منتصف العام، فمنذ عملية قتل المستوطنين الثلاثة في الخليل، وإعدام الفتى المقدسيّ محمد أبو خضير، وإعدام الشاب خير حمدان على يد قوّات من الشرطة، وحتى نهاية العام لم تنعم المنطقة بأي هدوء يذكر بل كانت الأحداث تتسارع وبكثافة كبيرة.
قتل خلال العام 2014، 10 نساء على خلفية ما يُسمّى بـ'شرف العائلة'.
واعتقلت إسرائيل منذ منتصف هذا العام قرابة الـ 3000 عربي من القدس والداخل الفلسطيني، بينهم قرابة 1400 معتقل من الداخل.
وخلال موجة الغضب التي اندلعت في أعقاب إعدام الفتى المقدسيّ محمد أبو خضير، اعتقلت إسرائيل قرابة الـ630 معتقلاً في الداخل، بينهم 189 دون جيل 18 عاما.
وإضافة إلى تصاعد حدة العنف في البلدات العربية والذي أزهق أرواح العشرات من الضحايا، فإن معطيات 'أور ياروك'، لقي 106 أشخاص عرب في البلاد مصرعهم في حوادث الطرق خلال العام 2014.
وهدمت إسرائيل أكثر من 1000 منزل في النقب خلال العام نفسه.
كانون الثاني: بداية تنذر بالتهويد والتهجير
استهل العام المنقضي 2014 بإعادة طرح فكرة التبادل السكاني وتبادل المناطق، حيث لم تتخلّ إسرائيل عن فكرة التخلّص من منطقة المثلث، وذلك إثر إعلان رئيس 'يسرائيل بيتينو' أفيغدور ليبرمان عن خطة تبادل الأراضي، الذي يقضي بنقل أهالي المثلث وأراضيهم للدولة الفلسطيني.
وفي الشهر الذاته دعت لجنة المتابعة للمشاركة في مسيرة في مدينة عكا ضد الطرد والتهويد، وضد المصادقة على بناء مدرسة دينية يهودية في حي الشيخ جرّاح في القدس المحتلة، كما نظمت تظاهرة في مدينة أم الفحم احتجاجاً على هدم منزل.
وفي كانون الثاني توجه متّهمو شفاعمرو إلى سجن مجيدّو بعد صراع قانوني استمر لسنين عديدة، بعد أن وجهت لهم السلطات الاسرائيلية تهمة قتل الإرهابي نتان زادة، الذي نفّذ مجزرة شفاعمرو.
وشهد هذا الشهر الأول من العام 2014 أيضاً بداية الحراك الشبابي ضد مخطّطات التجنيد بكافة أشكاله، وانطلاقة للحراك ضد التجنيد الإجباري للعرب الدروز، ودعوة من مؤسسات المجتمع المدني لعقد اجتماع واسع للتصدّي لقوانين التجنيد وكاهن التجنيد جبرائيل ندّاف.
شباط: فاجعة عكا في انهيار مبنى
شهدت مدينة عكا في مطلع شباط (فبراير) فاجعة كبيرة، حيث انهارت بناية تتألف من 3 طوايق، ما أسفر عن وفاة خمسة من سكانها العرب.
وفي شباط أطلق سراح الأسير راوي سلطاني من مدينة الطيرة، وذلك بعد أن أمضى أكثر من 4 سنوات في السجون الإسرائيلية بتهم أمنية.
آذار: ذكرى يوم الأرض وحسم انتخابات بلدية الناصرة
شهد هذا الشهر وفاة منشد الثورة الفلسطينية، إبراهيم محمد صالح (أبو عرب).
وحسمت نتائج الانتخابات المحلية في الناصرة في الشهر ذاته، بعد مداولات في أروقة المحاكم، وأشهر من التوتر في شوارع الناصرة، بفوز قائمة 'ناصرتي' برئاسة علي سلّام، وسقوط الجبهة الديمقراطية بعد وجودها في رئاسة البلدية مدة 38 عاماً.
وشهدت البلاد مظاهرات عديدة وإضرابا عاما ونشاطات في كافة المناطق، بالإضافة إلى نشاط مركزي في النقب ضد جرائم الهدم في ذكرى يوم الأرض.
وسنت الحكومة الإسرائيلية في آذار (مارس) قانون رفع نسبة الحسم لـ3.25%.
نيسان: الاستعدادات للمؤتمر العام الأول ضد كافة أشكال التجنيد
بدأت في نيسان الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر العام ضد كافة أشكال التجنيد والخدمة العسكرية.
أيّار: شهداء في ذكرى النكبة والجامعات الإسرائيلية تقمع الطلاب العرب
في فعاليات إحياء ذكرى النكبة قابلت الجامعات الإسرائيلية لاقت النشاطات التي نظّمها الطلاب العرب بالقمع والاعتقالات وتقديم الطلّاب للجان الطاعة، فقدّمت جامعة حيفا 5 من طلابها للجان طاعة، وقدّمت الجامعة العبرية في القدس 12 طالبا للجان الطاعة.
وفي أيار (مايو) أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، عن نيته تشريع قانون 'دولة الشعب اليهودي'.
كما شهد الشهر تصعيدا في الفعاليات الاحتجاجية ضد مخطط التجنيد بكافة أشكاله.
ودخل إضراب الأسرى الفلسطينيين في هذا الشهر مرحلة حرجة بعد 30 يوما من الإضراب عن الطعام.
حزيران: أحداث ترسم معالم الأشهر القادمة
في حزيران (يونيو) أقدمت سلطات الهدم الإسرائيلية عل هدم قرية العراقيب في النقب للمرة الـ70. كما أقدمت على هدم منزل في حي 'مقبل' في منطقة الكسارات شرق مدينة شفاعمرو، وذلك في إطار مخطط لهدم الحي كله رغم أنه قائم منذ ما قبل قيام الدولة.
واقتحمت قوة من موظفي ما يسمى بـ'دائرة أراضي إسرائيل' معسكرا لأهالي قرية كفر برعم المهجرة، وأحدثت خرابا وصادرت الممتلكات التي كانت في المكان.
وفي هذا الشهر أيضا عقد في سخنين المؤتمر الأول ضد كافة أشكال التجنيد والخدمة العسكرية، واختتم المؤتمر بتوقيع ميثاق وطني ضد التجنيد.
تجدر الإشارة إلى أنه في حزيران تم خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل، وبدأت قوات الاحتلال باقتحام البلدات الفلسطينية.
تموز: الشارع الفلسطيني يشتعل وبداية العدوان على غزة
في أعقاب مقتل المستوطنين الثلاثة، وإعدام المستوطنين للفتى المقدسي محمد أبو خضير حرقا، امتدت المواجهات إلى الداخل الفلسطّيني، حيث وقعت اشتباكات شبه يومية في المثلث والناصرة والمنطقة وبعض قرى الجليل. اعتقل خلال المواجهات نحو 630 شابا، ثلثهم من القاصرين.
وفي نهاية الشهر ذاته شنت إسرائيل حربها العدوانية على قطاع غزة، والتي استمرت 51 يوما.
وفي مدينة حيفا نظم نشطاء الحراك الشبابي مظاهرة في مدينة حيفا تحت عنوان 'يوم التصدي'، اعتقل فيها 31 متظاهرا، وأصيب العشرات.
آب: استمرار الحرب على غزة وتحريض ممنهج على العرب ووفاة الشاعر سميح القاسم
استمرت الحرب العدوانية على قطاع غزة، والتي ارتكبت فيها مجازر جماعية ضد المدنيين وهدمت عشرات آلاف المنازل.
وشهد الشهر حملة تحريضية على العرب في البلاد ومقاطعة اقتصادية على المحال التجارية العربية رافقتها العديد من الحملات لإسناد التجّار العرب، وحملات لإخلاء المحال التجارية من البضائع الإسرائيلية في الضفة الغربية.
كما شهد هذا الشهر تصاعداً واضحاً في العنصرية تجاه العرب، على كافة الأصعدة الرسميّة والشعبية، فأصبح الطرد من العمل بسبب منشورات على صفحات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى عصابات جباية الثمن الصهيونية باشرت في هذه الفترة بشن هجمات على الأماكن المقدّسة للعرب.
وسجّل في هذا الشهر العديد من الاعتداءات على العرب من قبل اليهود المتطرّفين، حيث تعرض مواطنون عرب لاعتداء عنصري في 'نتسييريت عيليت'، وتشكّلت لجان حماية لبعض القرى في المثلث لحماية المواطنين من جماعات تدفيع الثمن الصهيونية.
ولم يخل هذا الشهر من جرائم قتل بشعة، حيث قتل مدير مدرسة الطيبة، يوسف شاهين حاج يحيى. كما قتل الشقيقان أحمد وحماد وتد من قرية جت رميا بالرصاص من قبل مجهول.
وفي آب توفي الشاعر الكبير سميح القاسم.
أيلول: تصاعد حملة المقاطعة الدولية لإسرائيل
تبنت لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني مطالب المقاومة الفلسطينية، ووقع عليها جميع أعضاء اللجنة، باستثناء الجبهة الديمقراطية، وذلك بعد أن توقفت الحرب وفشلت إسرأئيل في نزع سلاح المقاومة، وتصاعدت الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل إثر جرائم الحرب التي ارتكبتها في قطاع غزة.
وعقدت لجنة المتابعة في الداخل مهرجان النصر، احتفالا بانتصار غزة، في قرية كابول في الجليل الغربي.
تشرين الأول: الأنظار تتجه نحو القدس والأقصى
بعد حرب غزة، باشرت إسرائيل حربا ممنهجة على القدس افتتحتها بشراء بيوت في سلوان من خلال سماسرة بيوت عرب، وخطة لتقسيم الأقصى وتضييق على المقدسيين كان الرد عليه بمحاولة اغتيال الصهيوني المتطرّف يهودا غليك.
وشهد الشهر اشتبكات يومية مع قوات الاحتلال، واقتحامات متكررة من قبل المستوطنين للمسجد الأقصى.
تشرين الثاني: شهر العمليات الفردية وإعدام خير حمدان في كفركنا
شهد هذا الشهر ارتفاع في العمليات الفردية في القدس، وبضمنها عمليات الدهس، وذلك إطار الرد على سياسات إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني والأماكن المقدسة.
وشهد هذا الشهر اشتباكات عنيفة في قرية كفركنا، بعد أن قام أفراد الوحدة الخاصة بإعدام الشاب خير حمدان بداية هذا الشهر ممّا أدى الى مواجهات عنيفة مع قوات الشرطة الإسرائيلية استمرت لأسبوعين وأكثر حوصرت القرية خلالهم واعتقل وأصيب عشرات الشبّان.
واعتقل في أحداث كفركنا 46 شابا من القرية، وتم تقديم قرابة الـ 26 لائحة اتهام.
وشهدت بلدات أخرى مظاهرات وفعاليات احتجاجية ومواجهات مع قوات الشرطة في أعقاب الكشف عن شريط مصور يظهر عملية الاغتيال.
وبالإضافة إلى عملية دهس حصلت في القدس، نفذّها الشهيد ابراهيم العكاري، فقد نفّذ الشهيدان غسّان وعدي أبو جمل عملية الكنيس قتل خلالها خمسة مستوطنين.
إلى ذلك، شهدت قرية أبو سنان، في نهاية الشهر، شجارا طائفيا مؤسفا أصيب خلال العشرات، تسبب بإغلاق المدارس.
كانون الأول: شهر التقلّبات السياسية
شهد الشهر الأخير من هذا العام تقلّبات حادة في المشهد الإسرائيلي إثر الأحداث التي حصلت في الأشهر الأخيرة الماضية، ممّا أدّى إلى حل الكنيست الحالي، وإقرار انتخابات برلمانية آذار (مارس) القادم.
وتتوجه أنظار الشارع العربي إلى قائمة عربية مشتركة في أعقاب رفع نسبة الحسم، ولا تزال تتواصل الاتصالات بهذا الصدد بين مختلف ممثليل الأحزاب.
التعليقات