هدد المعلمون في المرحلة الثانوية بالإضراب وتعطيل الدراسة مع بدء الفصل الدراسي الثاني، وذلك على خلفية تنظيم الرحلات المدرسية والملاءمات في امتحانات البجروت، وأتى ذلك في أعقاب إعلان منظمة المعلمين عن نزاع عمل مع وزارة المعارف.
أيوب: نطالب الوزارة بتوفير طواقم من المختصين لتحضير الطلاب لامتحانات البجروت، وكذلك منح الطالب التسهيلات
وقال ممثل نقابة المعلمين، غازي أيوب لـ 'عرب 48' إن 'المجال مفتوح على كل الاحتمالات حول إمكانية التصعيد، و هناك مفاوضات جارية حول مدى أهلية المعلم لتحضير الطالب لامتحانات البجروت وكذلك قضية موضوع السلامة والأمان خلال الرحلات المدرسية لطلاب المرحلة الثانوية'.
وأضاف 'بما يتعلق في قضية الملاءمات لامتحانات البجروت، نحن نطالب الوزارة بتوفير طواقم من المختصين لتحضير الطلاب لامتحانات البجروت، وكذلك منح الطالب تسهيلات مثل تمديد الوقت قراءة الأسئلة وشرحها، أي المطالبة بتجهيز الطالب للامتحان بإشراف ومتابعة مختصين مؤهلين، كون المعلم غير مؤهل لهذه المهمة وهو مختص في موضوعه ومجاله'.
وطالب أيوب وزارة المعارف بتحمل مسؤولياتها وتمويل هذه الخطة لان تحضير وفحص حاجات الطالب قبل امتحانات البجروت على حسابه الخاص هو أمر مكلف، وبالتالي من يستطيع التحضير للامتحانات هم الطلاب من عائلات الاغنياء، لأن تكلفة ذلك يتجاوز الـ3000شيكل.
ولفت أيوب إلى أن 70% من الطلاب بالعالم يحتاجون إلى هذه المساعدة، وبدون تمويلها تبقى هذه الخدمة مقتصرة على أبناء الأغنياء والنجاح سيكون حكرا على شريحة دون غيرها، وهذا أمر غير عادل، لذلك نحن 'نصر على توفير هذه الفرصة لجميع الطلاب وإلا يقتصر ذلك على شريحة دون أخرى.
وعزا أيوب التأخر في تحريك قضية ملاءمات امتحانات البجروت وتمويلها إلى استقالة وزير التعليم شاي بيرون، أما بخصوص تحمل المعلم مسؤولية السلامة والأمان للطلاب خلال رحلهم قال إن 'هذه المسالة هي جزء هام واساسي من احتجاجنا ونحن نطالب الوزارة بإعفاء المعلم من أي مسؤولية وتحمل كل النتائج التي تترتب عن الإصابة وسلامة الطالب خلال الرحلات'.
سلطاني: الموضوع سياسي بامتياز وينم عن خلافات بالحكومة والطلاب والمعلمين العرب ضحية لهذه الخلافات
من جهته، أستعرض رئيس لجنة أولياء الأمور القطرية للطلاب العرب، المحامي فؤاد سلطاني لـ 'عرب 48' النقاط الخلافية حول إعلان نزاع العمل بين الوزارة ومنظمة المعلمين، وأعتبر أن للخلاف أيضا جوانب وأبعاد سياسية، وقال: 'الرحلات ليس فقط موضوع أمن وأمان وميزانيات، بل يدخل في صلبها هدف الرحلات الذي يريده البعض بالوزارة في تكريس التربية على ' قيم الصهيونية '، وكذلك حول تمويل الرحل ومساراتها، و نحن نعلم أن هناك خلافات بين حتى بين بعض الوزراء وداخل الحكومة السابقة، وبين أقطاب الوزارة نفسها أيضا وتتمحور هذه الخلافات حول صهينة المناهج التعليمية'.
ولفت سلطاني إلى أن الوزير السابق جدعون ساعر حاول خلال ولايته بالسابق أن يتم تنظيم رحلات تحت عنوان 'أرض الآباء والأجداد' في مسارات بمدينة الخليل والقدس والمستوطنات بالضفة الغربية كجزء من 'أرض إسرائيل'، وهنا دخل موضوع الرحلات وتمويلها وتمويل جانب الأمن والأمان وسلامة الطلاب لهذه الرحلات بالأرض المحتلة وكذلك خارج البلاد مثل 'بولندا ويوم الكارثة والبطولة'.
وفي نهاية الأمر يقول سلطاني 'للتعليم العربي ميزاته وخصائصه وميزانياته، ونحن لن نقبل أن ندفع ثمن لقضية نحن لسنا طرفا فيها ونحاول أن تستمر برامج الرحل وتعلم تاريخنا وروايتنا وقيمنا وأن يستفيد طلابنا من ذلك كجزء من العملية التربوية والتثقيفية لأبنائنا.
وخلص سلطاني إلى القول 'هذه الأمور تطرح مجددا ونؤكد كل مرة الحاجة الملحة ليكون لدينا استقلال ذاتي ثقافي ندير شؤوننا التعليمية والتربوية بما تفرضه خصوصيتنا كأقلية قومية'.
حيادري: الأمان في الرحلات المدرسية من مهمة الوزارة وليس المعلم
بدوره، استعرض رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، محمد حيادري بعض الحوادث خلال الرحلات المدرسية، منها غرق أحد الطلاب خلال رحلة مدرسية ومقاضاة أحد المعلمين المرافقين، وقال 'إن إعلان النزاع لمنظمة المعلمين مع الوزارة جاء للمطالبة بإعفاء المعلم من المسؤولية عن سلامة الطلاب خلال الرحلات وتوفير الضمان للمعلم كي لا يقاضى بالمحاكم كما حدث بالسابق وكذلك المطالبة بإحالة هذه المسؤولية للوزارة وتوفير الحراسة وطواقم مرافقة للحفاظ على سلامة الطلاب وتغطية هذه التكاليف'.
لذلك يؤكد حيادري 'تم اعلان نزاع عمل حول هذا الأمر بإعلان المعلمين رفضهم المشاركة بالرحلات المدرسية بسبب خشيتهم التعرض لطائلة القانون في حال إصابة أي طالب خلال الرحلات، فالوزارة هي المسؤولة عن ذلك وعليها إعطاء الأجوبة، لكن يجب أن لا يكون طلابنا هم الضحية مع كل إعلان قضايا خلافية ونزاع عمل لا شان لهم فيه'.
وحول قضية المسؤولية عن تحضير الطلاب لامتحانات البجروت ومدى أهلية المعلم لذلك قال حيادري ' الأمر يحتاج إلى تخصص ومهنية ويجب توفير هذه الطواقم المؤهلة لتحضير الطلاب بتمويل من الوزارة لان طلابنا بغالبيتها من الشرائح الضعيفة ولا تستطيع عائلاتهم تمويل هذه العملية المكلفة مما له أن ينعكس سلبا على تحصيل الطلاب والتعليم، صحيح نحن في معركة عادلة لكن يجب الحرص أن لا يكون طلابنا هم الضحية'.
التعليقات