"نساء جسر السلام" تسعى للعبور بأبو سنان لبر الأمان (فيديو وصور)

"نساء جسر السلام" مجموعة نسوية هي الأولى التي انبثقت في قرية أبو سنان، وذلك في إطار الجهود المبذولة لإعادة القرية إلى سابق عهدها،

'نساء جسر السلام' مجموعة نسوية هي الأولى التي انبثقت في قرية أبو سنان، وذلك في إطار الجهود المبذولة لإعادة القرية إلى سابق عهدها، في أعقاب التوتر في القرية نتيجة الأحداث التي وقعت مؤخرا، وتسببت بإصابة أربعين شخصا، وإضراب طلاب المدرسة الثانوية الذي ما زال مستمرا منذ ما يقارب الشهرين.

مجموعة 'نساء جسر السلام' والتي تضم نساء من الطوائف الثلاث تؤمن بدور المرأة الفعال لاجتياز الأزمة في أبو سنان وتأثيرها على القرار العام في القرية، باشرت ببرنامجها العملي الذي بلغ خمسة لقاءات كان أبرزها زيارات من المجموعة لعائلات المصابين، ولقاءات مع مسؤولين في عدة مجالات للبحث في كيفية حل الأزمة في أبو سنان.

'عرب 48' حاور مجموعة 'نساء جسر السلام'، وذلك خلال جلسة عقدتها مع رئيس المجلس المحلي في القرية، الشيخ نهاد مشلب، لطرح اقتراحات تؤدي لحل الأزمة في البلدة وخاصة عودة الطلاب للمدرسة، ومتابعة قضائية للتحقيقات التي تجريها الشرطة لاعتقال الجاني الذي ألقى القنبلة في الأحداث الأخيرة.

أميرة قمر موسى: مبادرة نسوية بحتة انبثقت من ألم الأمهات والنساء من مختلف الطوائف لتضميد جراح قريتنا

أميرة قمر موسى، مديرة المركز الجماهيري في القرية والمبادرة الأولى لتشكيل هذه المجموعة، قالت: 'مجموعة 'نساء جسر السلام' هي مبادرة نسوية بحتة انبثقت من ألم الأمهات والنساء من مختلف الطوائف لتضميد جراح قريتنا التي لا تزال تؤلم الجميع في القرية، 'نساء جسر السلام' ترفض الانشقاق الذي شهدته القرية بسبب الأحداث الدامية التي نأسف لأجلها، ورأينا بأن صوت المرأة قويا ويجب أن يكون مسموعا، فلا يعقل أن نأخذ دور المشاهدات والمتابعات للأحداث، وبهذا بدأنا بأنفسنا من خلال تعزيز ثقافة الحوار وسماع آلامنا وأحلامنا التي تجمعنا، ونعمل على تطوير آليات لجعل رأي المرأة مؤثرا على الخطاب العام في القرية لنعيد الحياة إلى مسارها الطبيعي الذي عهدناه، دون تهميش فئة عن فئة أخرى، وهذه مسؤوليتنا جيعا'.

وتابعت: 'رسالة 'نساء جسر السلام' تحمل معها الأمل للعيش كجيران وأبناء بلد وأبناء أمة واحدة، ولأن المشترك بيننا أكثر من الاختلاف فيمكننا أن نقف سوية مرة ثانية وننهض ببلدنا وأهله، آملين أن ينبثق من هذه المجموعة مجلس نسائي استشاري في المجلس المحلي والذي يمكنه أن يؤثر على اتخاذ القرارات في مجالات مختلفة وليس فقط في فترة الأزمة، بل ما بعدها'.

رئيس المجلس: مبادرة نسائية ستشكل تغييرا جوهريا في حل الأزمة في القرية

وقال رئيس المجلس، نهاد مشلب، حول 'نساء جسر السلام': 'يسعدني أن ألتقي مع مجموعة نساء محترمات يعملن لأجل أبو سنان، هذا البلد الحاضن لنا جميعا، ولا نفرق في السلطة المحلية بين أبناء البلد سواء كان على صعيد الميزانيات أو البنية التحتية، وأرحب بالمبادرة النسائية التي ستشكل تغييرا جوهريا في حل الأزمة في القرية، وقد قمت بتأجيل سفري لمدينة إيلات كي أكون معكن لسماع صوتكن واقتراحاتكن لانهاء وجع أهالي أبو سنان، نحن نطالب الشرطة وبشدة بالقبض على الجاني الذي ألقى القنبلة، ونقوم كل يوم بالاتصال لمتابعة الحالة الصحية لمصابي أبو سنان الذين هم من أهلنا، ومن جانب توفير الأمن والأمان لطلابنا فقد قمنا بنصب كاميرات في محيط المدرسة والشارع المؤدي إليها، كذلك قمنا بتركيب بوابة كهربائية ومدخلين، وستتواجد الشرطة في الأسبوع الأول من العودة للمدارس، كذلك أبدت الشرطة استعدادها للبس الثياب المدنية في المدرسة في حالة اشترطنا عليها ذلك'.

واختتم: 'أؤمن بأن المرأة قادرة وبالكلمة الطيبة أن تساهم بتهدئة النفوس في العائلة ونشر لغة الحوار والمحبة والتآخي التي قد تؤثر إيجابا على أبو سنان، ونحن نعمل جاهدين من خلال الشرطة التي لا يمكن أخذ دورها بالتحقيق للكشف عن هوية الجاني الذي ألقى القنبلة، فلا أحد يرضى بأن يستهان بهذا المصاب الذي هو مصابنا'.

إبتهاج خوري: الخطاب الإنساني هو المدخل الأساسي للخروج من الأزمة

وأكدت المربية إبتهاج خوري أن الخطاب الإنساني هو المدخل الأساسي للخروج من الأزمة في أبو سنان، وقالت: 'نظريتي في الحياة أن الإنسان هو المركز وأن الديانات جاءت لتخدم الإنسان وبالنهاية كلنا نؤمن أن الله واحد أحد، لهذا علينا التحدث من خلال حوار إنساني وليس من خلال حوار طائفي لحل أي مشكلة أو صراع، ذلك أن الخطاب الطائفي سيدخلنا إلى دهاليز ومتاهات كبيرة، ونحن نسعى لحل الوضع القائم، لهذا أناشد الآباء والأمهات سائلة إياهم لماذا طلابنا في البيوت؟، يجب أن يرجع الطلاب إلى المدارس وتوفير الأمن والأمان لهم، بل وتوفير الحراسة خاصة في الأسبوع الأول، والمسار الثاني يجب البحث والاستمرار بالتحقيق في الأحداث التي وقعت في أبو سنان، حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث مرة ثانية، وأعتقد بأننا ضمن مجموعة 'نساء جسر السلام' سنواصل نشاطنا حتى بعد عودة الطلاب واجتياز الأزمة، فنحن بحاجة لبرنامج تربوي ولدعم خبراء وأخصائيين تربويين'.

زهاد نصرة: لنعود بأبو سنان قرية متحابة متآخية

وأوضحت زهاد نصرة من 'نساء جسر السلام' بأن 'صوت النساء مهم جدا، ذلك أنه ينبع من القلب ويضم العاطفة ويخرج من الفكر الذي هو العقل، ونحن بحاجة لهذا التوازن بين العاطفة والفكر لنعود بأبو سنان قرية متحابة متآخية، فقد كانت الأحداث أليمة بالنسبة لنا ولطلابنا، ولهذا اجتمعنا نساء من ثلاث طوائف بصوت واحد لننقذ قريتنا، وقد عقدنا خمسة لقاءات متتالية وبضمنها كان لقاء مع المصابين وعائلاتهم، ومع الأستاذ نبيه الشيخ، مدير قسم التربية والتعليم، ومع المفتشة آية خير الدين، ومع رئيس المجلس المحلي في أبو سنان، الشيخ نهاد مشلب، وقد عرضنا عليه في لقاء مثر اقتراحاتنا كنساء للبدء في مسيرة عودة طلابنا للمدارس، وبعد متابعتي لما قام به المجلس المحلي من تجهيز المدرسة ومحيطها من حيث توفير الأمن والأمان بإمكاني كأم الثقة أنه بالإمكان إرسال إبني للمدرسة'.

ريم سمعان: لرفع صوت المحبة الذي تربينا عليه في القرية

 وذكرت المستشارة والمربية ريم سمعان بأن شعور الانتماء لأبو سنان بات أكثر قوة في نفسها الأمر الذي دفعها للانضمام لمجموعة نسائية لتكون شريكة ضمن 'نساء جسر السلام' لإعادة السكينة والمحبة في القرية، وقالت: 'أشعر بأهمية لسماع الصوت النسائي، لأننا نمتلك نساء قياديات رائعات في مجتمعنا اللواتي يتحملن المسؤولية وهن مستعدات لرفع صوت المحبة الذي تربينا عليه في القرية وزرع القيم وارتوائها من فيض إيماننا بمستقبل أفضل لأبنائنا، أؤمن بأن المجتمع لا يمضي دون المرأة والرجل تماما كما الأسرة تحتاج لأب وأم حتى تكون أسرة كاملة متكاملة'.

واختتمت: 'أعترف كمربية ومستشارة تربوية بأن التعامل بشفافية ومصداقية مع الأهل يساهم في بناء ثقة متبادلة، وبأن المؤسسات التربوية كلما تواصلت مع الأهل كلما نجحنا أكثر في المسيرة التربوية، وأعترف بأنه كان هناك فشل في البرامج التربوية التي لم نتواصل مع الأهل بصددها، ولهذا نسعى لتعزيز التواصل بين الأهل والطلاب وبالتالي تعزز العلاقات بين الأهالي'. 

التعليقات