إصدار جديد لمدى الكرمل: "إسرائيل والتحوّلات في المحيط العربي"

أصدر "برنامج دراسات إسرائيل" في مدى الكرمل-المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، في حيفا،

إصدار جديد لمدى الكرمل:

أصدر 'برنامج دراسات إسرائيل' في مدى الكرمل-المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، في حيفا، ملفا جديدا من 'ملفات مدى الكرمل' (رقم 4) بعنوان 'إسرائيل والتحوّلات في المحيط العربي'، من تحرير إمطانس شحادة ونديم روحانا، يشمل أربع أوراق بحثية تتناول جوانب مختلفة من قراءة إسرائيل للتحولات في العالم العربي.

الورقة الأولى بعنوان 'التبادل التجاريّ بين إسرائيل والدول العربيّة على أثر 'الثورات العربيّة' من إعداد إمطانس شحادة، وتتناول تأثير التحوّلات السياسيّة في العالم العربيّ على حجم العلاقات التجاريّة بين إسرائيل والدول العربيّة، تلك التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسيّة وتلك التي لا تربطها علاقات. تدّعي الورقة أنّ أهداف التجارة بين إسرائيل والدول العربيّة هي سياسيّة أكثر من كونها اقتصاديّة، دون أن يلغي ذلك أهداف الربح الماليّ، وأنّ أيّ تغيُّر سلبيّ في هذه العلاقات لن يؤثّر كثيرًا على الاقتصاد الإسرائيليّ. هذا ما حصل في مرحلة التحوُّلات في الدول العربيّة المحيطة بإسرائيل، إذ نجد تراجعًا في ميزان التجارة بين إسرائيل وعدد من الدول العربيّة، ولا سيّما تلك التي شهدت تحوُّلات سياسيّة. ويعود هذا التراجع، بالأساس، إلى تردّي الحالة الاقتصاديّة وعدم الاستقرار السياسيّ في تلك الدول.

الورقة الثانية بعنوان 'التحوّلات العربية والحائط الحديدي الإسرائيلي' من إعداد يورام ميتال، وتتناول قراءة القيادة الإسرائيلية للتحول في العالم العربي. ويدعي ميتال أن القيادة الإسرائيلية نظرت إلى التغيير التاريخي الحاصل في الدول العربية من المنظور الأمني؛ فاعتبرته تحدّيًا يضعضع استقرار المنطقة ويضطرها إلى مراجعة جاهزيتها العسكرية وإلى تعزيز جبروتها. إلى ذلك، جرت الهزّات التي شهدتها المنطقة في وقت تبوّأ فيه بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة التي قامت على ائتلاف يميني رأى في الأزمتين الخطيرتين اللتين تعصفان بمصر وسورية دليلاً على صواب طريقه الأيديولوجي، ولا سيما رفضه الانسحاب من الضفة الغربية ومن هضبة الجولان. وتخْلص الورقة إلى استنتاج رئيسي مفاده أن السياسة التي ينتهجها نتنياهو والائتلاف اليميني تشكّل نسخة مستحدَثة من مفهوم 'الحائط الحديدي' الذي طرحه زئيف جبوتينسكي قبل نحو تسعين عامًا.

أما الورقة الثالثة فكانت بعنوان 'رؤية إسرائيلية للثورات العربية' من إعداد يسري خيزران. تتابع الورقة مواقف إسرائيل تجاه التحولات في بعض الدول العربية المحيطة، وتدعي أن أساس ردود فعل إسرائيل تجاه الثورات العربية هو مصالحها ومكانتها الأمنية العسكرية، لذلك لم تكترث كثيرًا للتحول في تونس، كونه لم يشكّل تهديدًا مباشرًا وفوريًّا للأمن الإسرائيلي، لكنّها تابعت باهتمام بالغ وبقلق شديد الثورة في مصر، نظرًا إلى ما تحظى به مصر من أهمية سياسية وأمنية واقتصادية لإسرائيل، ولسبب قلقلها من بلوغ البديل الإسلامي الحكم في مصر، لما قد يحمله هذا التحول من إسقاطات على المعادلة الإقليمية القائمة. إلّا أن اندلاع الثورة في سورية خفّف من مستوى القلق الإسرائيلي وبعث آمالًا بانهيار 'محور الشر' الممتد من طهران إلى بيروت، وبدا لهم أن صعود الإسلاميين إلى السلطة في سورية سيعوّض إسرائيل جزئيًّا عن خسارتها بسقوط حليفها المتمثّل بنظام مبارك. بالإضافة، عزّزت الفوضى التي ولّدتها الثورات العربية القناعات الأيديولوجية المتأصلة في الفكر الصِّهيوني بضرورة الانعزال عن المحيط، وزادت الاستعلاء الإسرائيلي وادعاءها بأنها الديمقراطية الوحيدة والمستقرة في الشرق الأوسط.

يتناول أمل جمال، في الورقة الرابعة، 'قراءة في سيولة القاموس السياسيّ لفلسطينيّي 48 في ظلّ الربيع العربيّ'، مميّزات اللغة السياسيّة لدى المجتمع الفلسطينيّ في إسرائيل في ظلّ ثورات الربيع العربيّ. وتُبيّن الورقة غياب قدرة الاستحواذ على مفردات اللغة السياسيّة التي تشكّل طبيعتها المراوغة دلالة واضحة على عدم قدرة اللاعبين السياسيّين على تكريسها وتثبيتها لصالحهم. التصنيفات التي يتناولها المقال هي إرادة الشعب وحدود الانتماء؛ وجدليّة الولاء ونزعة الخيانة وموضوعاتها السياسيّة؛ والمقاومة كفعل استئناف على فعل تصنيف مدلول المقاومة؛ والاحتجاج وقوّة الجماهير التي تفتقر إلى مركز ذي سلطة تراتبيّة على تحويل انعدام التنسيق إلى مصدر القوّة الأساسيّ للاحتجاجات؛ والتمييز النسبيّ ومحدوديّة الفرص السياسيّة كحالة لَجْم ذاتيّ. 

التعليقات