أبو سنان تنفض الألم وتنظر للمستقبل بعين الأمل

يحاول أبناء قرية أبو سنان إعادة القرية لمجدها السابق، بعد أن شهدت أحداثا دامية تسببت بإصابة العشرات من شباب القرية، وإضراب طلاب المدرسة الثانوية

أبو سنان تنفض الألم وتنظر للمستقبل بعين الأمل

يحاول أبناء قرية أبو سنان إعادة القرية لمجدها السابق، بعد أن شهدت أحداثا دامية تسببت بإصابة العشرات من شباب القرية، وإضراب طلاب المدرسة الثانوية ما يقارب الشهرين، وبجهود حثيثة سعت إليها اللجنة الشعبية الإسلامية التي فُوضت من قبل عائلات المصابين وغالبية الأهل بالتعاون مع رئيس المجلس المحلي، الشيخ نهاد مشلب، لطرح حل يمنح الحق للمصابين ومعاقبة الجاني الذي ألقى القنبلة وتسبب بإصابتهم، وتوفير الأمن لطلاب المدرسة الثانوية.

وبفضل تلك الجهود المباركة التي تكللت بإتفاق لعودة الطلاب للمدارس أولا ومتابعة التحقيقات حتى القبض على الجاني وعدم التنازل عن حقوق عشرات المصابين بالقرية، سادت أجواء من التفاؤل والأمل في القرية.

'عرب 48' التقى بعدد من الأهالي والطلبة الذين أكدوا أن ما حدث هو غيمة سوداء ومرت من سماء أبو سنان. 

وقالت علا إبريق من أبو سنان: 'كنت طالبة لسنوات عديدة في أبو سنان ودائما كان أبناء البلد موحدون، في الفترة الأخيرة شهدت القرية ظروفا صعبة، ولكنها كانت بمثابة غيمة سوداء ومرت من سمائنا، أتمنى من كبار الشأن في القرية أن نسعى سوية معهم لمواجهة العنصرية، لقد تأثرت كثيرا بعودة الطلاب وبكيت عندما رأيت طلاب المدارس بمسيرة مهيبة يعودون إلى مقاعد الدراسة، الأمر الذي عزز لدي الثقة أنه بإمكاننا أن نعيد أبو سنان لسابق عهدها، وأدرك جيدا بأنه ستستمر التحقيقات لإيجاد الدلائل حول الشخص الذي زرع الفتنة في القرية وتسبب بكل الأحداث الصعبة التي مرت على القرية، وسيتمكن المجلس المحلي واللجنة الشعبية من الإصرار على معاقبة الفاعل لكل ما جرى لتعود بلدنا آمنة للأجيال القادمة'

وأشارت الطالبة زينة إبريق إلى أن'العودة إلى المدرسة بدلت الأحزان فرحة على وجوه الطلاب، وقد كنا التزمنا بالإضراب الذي أعلنت عنه اللجنة الشعبية، وأنا سعيدة جدا ذلك أن المعلمين يقومون بتعويض المادة التي خسرناها بسبب الإضراب، وكطالبة في الصف السابع لدي أصدقاء من كافة الطوائف في القرية'.

أهل وأخوة في أبو سنان

ومن جهته أكد رايق ابريق بأن عودة الطلاب كانت أفضل خطوة أقدمت عليها اللجنة الشعبية، وقال إن 'أبو سنان مبنية على المحبة ولم تكن أبدا بلدة عنصرية أو طائفية، نحن نعيش منذ سنوات مع بعضنا البعض حياتنا مشتركة بأفراحنا وآلامنا، وعندما نقع في مشكلة نفكر في كيفية حلها، وتغيب الطلاب عن المدرسة هو خسارة تعليمية لهم، بصراحة لحظات عودة الطلاب للمدرسة كانت الأجمل في تاريخ القرية بسبب وحدة الصف، وكعضو في لجنة الأوفياء التي تهتم بتغطية النواقص في الثانوية أبو سنان تواجدت في المدرسة وشعرت بالتأثير الإيجابي لوحدة الأهل على الجو التعليمي لطلابنا'.

وذكر موسى إبريق: 'نحمد الله على عودة الطلاب للمدارس، فنحن نبقى أهل وأخوة في أبو سنان لا يمكن أن نستغني عن بعضنا البعض، وجميعنا يجب أن يؤدي دوره في إعادة أبو سنان لمجدها قبل وقوع ما لا تحمد عقباه'.

إصرار على اعتقال ومعاقبة الشخص الذي ألقى القنبلة

وقال إسكندر خطيب، وهو مصاب من أحداث أبو سنان:'لقد تسببت أحداث أبو سنان بإصابتي في الأمعاء والرقبة واليد وكيس البول، وحتى الآن لا زال الوجع يرافقني وأواصل العلاج في المستشفى، لكني برغم الألم أريد الخير لطلاب وأهالي أبو سنان، سعيد لعودة الطلاب للمدارس، ولكني أثق باللجنة الشعبية الإسلامية التي قدمت كل الدعم لنا بأنها لن تتخلى عن حقوقنا كمصابين، وستطالب بحقوقنا جميعا، كذلك لن تسكت حتى تلقي القبض على الجاني الذي ألقى القنبلة وتسبب بعاهات جسدية لعشرات الشباب في أبو سنان'.

وأشار الطالب شادي إبريق إلى أنه 'شاء أم أبى الطلاب فعليهم العودة للمدارس، حتى لا يخسروا سنة تعليمية، هناك نوع من الارتياح لخروج الشرطة من القرية وعدم تدخلها بيننا، ولكن يجب عدم التنازل عن حق الشبيبة التي أصيبت بسبب الأحداث الأخيرة، ومن مسؤولية المسؤولين في القرية تحصيل حقوقهم جميعا'.

خطوة مباركة بعودة الطلاب ولكن يجب التوجه للمصابين

وقال نجوان إبريق إن 'عودة الطلاب للمدارس أثرت بشكل إيجابي على البلدة، ولكن قضية أبو سنان لا تتعلق بإضراب الطلاب، القضية الأساسية أكبر من مجرد إضراب الطلاب، يوجد عدد من الشباب الذين لا يزالون يتلقون علاجا بسبب الإصابات، وهناك من يعاني من عاهات جسدية بسبب الإصابة، هؤلاء الأربعين شخصا لا زالوا ينتظرون حقهم في معاقبة الجناة، والقلوب لن تصفى بمجرد عودة الطلاب، بل بمجرد القاء القبض على المجرم الذي لا يمثل إلا نفسه، نحن نؤمن بأن اللجنة الشعبية التي نثق بها أقدمت على خطوة مباركة بعودة الطلاب ولكن يجب التوجه للمصابين والتحدث معهم حتى ندرك كيفية حل المشكلة من جذورها'.

التعليقات