قلنسوة: قلق على مستقبل زراعة التوت

المزارع في قلنسوة يضطر لجلب عمال تايلانديين ليعملوا في أرضه. في السابق كان جميع أفراد العائلة يشاركون بأعمال الزراعة، ولكن اليوم ومع التطور الاجتماعي تلاشى هذا الأمر.

قلنسوة: قلق على مستقبل زراعة التوت

قلق على مستقبل زراعة التوت في قلنسوة

أعرب المزارع أحمد ياسين من مدينة قلنسوة عن قلقه على مستقبل زراعة فاكهة التوت في المدينة، وذلك على ضوء الحالة المتردية التي يعيشها المزارعون في هذا المجال على مدى سنوات طويلة.
 

وقال ياسين في حديثه لـ'عرب 48' إنه 'علينا أن ندرك أن كل شيء في الحياة يقاس بشكل نسبي، ولذلك فإنني أقيم هذا الموسم بأنه جيد نسبة لمواسم سابقة، لكن وعلى الرغم من هذا فإن كميات التوت في الوقت الحاضر تسجل انخفاضا ملحوظا'.

وعن سبب ذلك قال إن 'السبب الرئيسي هو حالة الطقس التي لا تساعد على إنتاج الكثير من المحصولات، الصعوبة الثانية والرئيسية التي يعاني منها الفلاح بزراعة التوت حسب رأيي هي قضية التسويق'.

' الشركات الإسرائيلية تفضل توت الكيبوتسات على توت قلنسوة'

وأضاف: 'كنا في السابق نعتمد على تصدير التوت للخارج، ولكن بعد أن قاطعت روسيا المنتوجات الإسرائيلية فإن تسويقنا ينحصر فقط على الصعيد المحلي الذي نواجه فيه صعوبة كبيرة بسبب اعتماد الشركات الإسرائيلية على توت الكيبوتسات وتهميشها توت قلنسوة'.

'نناشد دول الخليج استيراد التوت من الداخل الفلسطيني لإنعاش السوق'

ومضى ياسين يقول: 'سبق وأن أرسلنا رسالة لدول الخليج عبر 'عرب 48'، لكي يتعاملوا معنا ويستوردوا التوت منا، ولكن لم يستجيبوا لنا، وها نحن اليوم نجدد هذه المطالب لكي ينقذونا من الوضع المتردي، ونذكر بأن توت فلسطين هو أفضل توت من حيث الجودة والطعم ويفوق التوت الذي يزرع في بلدان أخرى، لخصوبة الأرض هنا'.

'المزارع اليهودي ينتج أضعاف ما ينتجه المزارع العربي'

وتابع قائلا إن 'الصعوبات الأخرى تنحصر أيضا في وزارة الزراعة، والتي تمنعنا من إنشاء مخازن زراعية بمساحة تفوق 40 مترا شرط أن تكون مساحة الأرض دونمان على الأقل، وأريد أن أشير إلى أمر مهم وهو أن المزارع العربي لا يمتلك مساحة أراضي كبيرة لزراعة التوت كما هو الحال لدى المزارع اليهودي، حيث أن الأراضي في البلدات العربية محدودة بسبب المصادرة أو تقسيم الأراضي على العائلة طبقا لأحكام تقسيم الإرث'.

وأكد قائلا إن 'أكثر مزراع عربي يمتلك مساحة حوالي 10 دونمات، بينما المزارع اليهودي يمتلك 100 دونم، لذلك فإن المزارع من الوسط اليهودي ينتج كمية توت أكبر بكثير، وبالتالي فإن توت قلنسوة تراجع بشكل رهيب، بعد أن كنا نصدر حوالي   30 % من التوت في البلاد'.

'أخشى أن يتلاشى التوت من قلنسوة بعد أن تلاشى الورد'

واستطرد قائلا: 'في الماضي كنا أيضا نعتمد على زراعة الورود، ولكن كل هذه العوامل أدت إلى اختفاء زراعة الورود في قلنسوة، وأصبحت الآن حكرا على الكيبوتسات المجاورة، وبحال استمر وضع التوت بالتدهور في قلنسوة فإن هناك خطرا لاختفائه أيضا لصالح الكيبوتسات، ولذلك يجب الوقوف جميعا للمحافظة على هذا الأمر بكل ثمن'.

'مصاريف الفلاح تكثر بسبب جلب عمال من تايلاند'

وختم قائلا إن 'هنالك أمر آخر أود التطرق إليه وهو أن المزارع في قلنسوة يضطر إلى جلب عمال تايلانديين ليعملوا في أرضه وهذا يزيد من مصاريفه على التوت في كل موسم، في السابق كان جميع أفراد العائلة يشاركون بأعمال الزراعة، ولكن اليوم ومع التطور الاجتماعي تلاشى هذا الأمر، لأن الجيل الجديد غير مستعد للعمل بالزراعة وأغلبه يتوجه لمجالات الصناعة أو التعليم الأكاديمي'.

التعليقات