مجد الكروم: شارع يعزل "ذيل المسيل" ويخطف الأرواح

ويشكل الشارع خطرا محدقا على حياة الأهل وخاصة طلاب المدارس والأطفال .

مجد الكروم: شارع يعزل

شارع عكا - صفد الجديد رقم (85) يشق مجد الكروم ويعزل أهالي الحي عن قريتهم

لا يزال أهالي حي 'ذيل المسيل' الجنوبي في مجد الكروم وأهالي القرية عامة ينتظرون تنفيذ وعودات الوزارات والدوائر الرسمية بإقامة جسور وأنفاق تربط الحي بالقرية، فشارع عكا - صفد الجديد رقم (85) يشق مجد الكروم ويعزل أهالي الحي عن قريتهم، ويشكل الشارع خطرا محدقا على حياة الأهل وخاصة طلاب المدارس والأطفال الصغار والمسنين الذي يقطعونه بهدف الوصول إلى مدارسهم ومؤسسات القرية والتواصل مع أقاربهم، ودفعوا جراء تقاعس السلطات الإسرائيلية ثمنا باهظا، عشرات الضحايا والجرحى، وما زالت مجد الكروم تدفع ضريبة الدم خلال عبور الشارع، دون أن تكلف السلطات نفسها عناء رفع الأذى عن المواطنين بإقامة ما وعدت به خلال أكثر من عشرين سنة لا لسبب سوى أنها تتفنن بالعنصرية والتمييز بادعاءات واهية حول التخطيط وغيرها.

مئات المجادلة يقطنون 'ذيل المسيل' الذي يفتقر لجسر أو نفق أو شارة ضوئية، وما زاد الأمر خطورة افتتاح مقبرة 'الشهداء' جنوبي الشارع الجديد منذ أعوام، فسكان الحي الجنوبي وأهل القرية جميعا يخاطرون بأنفسهم عند تشييع فقيد أو زيارة للمقبرة، وكذا يضطر المئات من الرجال والنساء والأطفال إلى عبور الشارع السريع، وكذلك الفلاحين خاصة في موسم التين والزيتون.

أوضاع مقلقة وأخطار محدقة

وقال علي يوسف مناع لـ'عرب 48' إن 'الأوضاع مقلقة وخطيرة للغاية، فعند تشييع أحد جنازة نضطر لعبور شارع عكا – صفد للوصول إلى المقبرة وهذا يشكل خطرا محدقا على المشيعين بسبب عدم وجود جسر أو نفق يصل شمال القرية بجنوبها، وفي غالبية الأحيان لا تحضر الشرطة لتنظيم عبورنا بالجنازة. أضف إلى ذلك أننا نتحدث عن نحو ألف مواطن في حي 'ذيل المسيل' محرومون من الوصول إلى مركز وشمالي قريتهم بأمان بسبب الشارع السريع والذي أوقع عشرات القتلى والجرحى خلال حوادث دهس'.

ويرى مناع أن 'التمييز الصارخ الذي تمارسه الدولة ومؤسساتها ضدنا كعرب والإهمال في إعداد التخطيطات اللازمة يشكلان العقبة الأكبر أمام أهالي مجد الكروم في توفير حل جذري للمشكلة كما لو كان الأمر في أي بلدة يهودية'.    

وعوداتهم لم تنفذ رغم توجهات متكررة

رئيس المجلس المحلي السابق للقرية محمد مناع (أبو العز)، أصيب خلال عودته من مقبرة (الشهداء) في سيارته قبل أكثر من  ثلاثة أشهر وتحديدا بتاريخ 21.9.2014، كان ذلك بعد غروب الشمس، أثناء خروجه إلى شارع 85 جاءت شاحنة عابرة واصطدمت بسيارته، فأصابته بإصابات خطيرة نقل على إثرها للعلاج الذي ما زال مستمرًا.

ووجه مؤخرا رسالة شديدة اللهجة إلى مدير قسم الأمان على الطرق في شركة 'طرقات إسرائيل، يسرائيل جبيلي، معبرا عن استيائه جراء عدم التزام الشركة حتى الآن بالوعد الذي قطعته حول وضع إشارات ضوئية على مدخل مجد الكروم الجنوبي على شارع 85 (عكا – صفد) وتنظيم المفرق بشكل جيد.

وذكر مناع في رسالته التي وصلت نسخة عنها لـ'عرب 48' إن 'الشارع حصد أرواح الكثير في السنوات الماضية وتسبب بإصابة مئات الأشخاص، وكنا قد التقينا بتاريخ 14.08.13 بعد مقتل المرحوم علي أسعد كريم في مكان الحادث واتفقنا على بدء العمل في المفرق ووضع إشارات ضوئية وممرات للمشاة هناك، وأن يكون جاهزا حتى نهاية عام 2013، وكذلك توجهت بتاريخ 01.09.2013 مرة أخرى لشركة طرقات إسرائيل وأبلغتني أن الموضوع قيد الفحص ونبذل جهودا كبيرة من أجل حل المشكلة حتى نهاية عام 2013'.

وأضاف مناع: 'قررت عدم المنافسة في الانتخابات المحلية الأخيرة بعد 50 عاما في وظائف مختلفة لخدمة الجمهور، وقد مر أكثر من عام على وعدكم بحل المشكلة وحتى هذا اليوم لم يتغير أي شيء ولم يحدث أي تقدم في وضعية المفرق، وما زال يشكل خطرا كبيرا على المواطنين'.

واتهم مناع في رسالته الشركة وحملها مسؤولية الضحايا والمصابين بسبب عدم علاجها لمشكلة المفرق كل هذا الوقت، وقال أنه حتى هو بنفسه أصيب بجراح خطيرة في حادث طرق خطير بتاريخ 21.09.2014.

واختتم مناع رسالته قائلا: 'أتوجه إليكم للمرة الأخيرة قبل اتخاذ الإجراءات القضائية بحقك وبحق الشركة التي تعمل بها بسبب الإهمال والوعود الكاذبة منذ سنوات والتي تسببت بمقتل وإصابة العشرات، وأتمنى أن تكون رسالتي هذه تجعلكم تتذكرون أننا مواطنون في هذه الدولة ولسنا مواطنين درجة ثالثة وغير موجودين في قائمة الأفضلية لديكم وأن تباشروا العمل في حل المشكلة وفي اسرع وقت'.

كما وأرفق محمد مناع في رسالته العديد من الصور لحوادث طرق وقعت في المكان وحصدت ضحايا وتسببت بإصابة العشرات.

وقال أبو العز إن 'إصابتي كانت قاتلة، وفقط بلطف من الله تم إنقاذي' ومكث في المستشفى حوالي ثلاثة أشهر بين علاج ونقاهة علاجية، وهو الآن في البيت وما زال يعاني صعوبة في التنقل، ورغم أنه مر على مطالبته الهيئات المختصة شهورا وطالب مرارًا بحل هذه مشكلة المعبر عندما كان رئيسا للمجلس المحلي حتى تشرين الثاني عام 2013، إلا أن السلطات الرسمية لم تستجب بهد لمطالبه ومطالب الأهل بحل المشكلة.

'فقدت ابني دهسا في شارع الموت ولا زلت أبكيه بحسرة وألم'

وقال عبد ماهل مناع لـ'عرب 48' والذي فقد ابنه سمير بتاريخ 23.8.1998 في حادث دهس حين كان يقف ومعه دراجته الهوائية على جانب الشارع ويستعد لعبوره، 'باغته الموت وهو واقف على جانب الشارع، صدمته سيارة وأردته قتيلا، لماذا لا يقومون بإنشاء جسر أو نفق لعبور الناس؟، هل هكذا يتعاملون مع كرميئيل اليهودية؟!، فقدت ابني الذي لن ننساه أبدا بسبب سياسة التمييز العنصرية، لغاية اليوم نبكيه بحسرة وألم، ورغم مرور كل هذه السنوات لم يفعلوا شيئا لحماية الناس خلال عبورهم للشارع'.

 وأضاف: 'فقدنا نحو 12 شخصا في حوادث دهس وسير في هذا الشارع منهم ابني سمير والمرحوم محمد أسعد صغير والمرحوم محمد حسين يوسف مناع، والمرحوم محمد خليل حمود، والمرحوم أحمد خضر قبلاوي، والمرحوم يوسف علي الصمد، والمرحومة آمنة عاطف مناع، والمرحوم محمد حسين صغير، والمرحوم علي أسعد كريم'.

واتهم الوالد الثاكل الدوائر الرسمية بالإهمال وعدم الاكتراث لوقوع مزيد من الضحايا والجرحى في شارع 85 الجديد.

 بيروقراطية تمنع إقامة جسر بينما يحصد الشارع أرواح الناس     

ويقول عدد من أهالي مجد الكروم إن 'البيروقراطية هي التي تمنع إقامة جسر بينما يحصد الشارع أرواح الناس، ولو كان الأمر في أي بلدة يهودية لأوجدوا له الحل الجذري والفوري، أما أهالي مجد الكروم فليموتوا في الشارع'.

 مجلس محلي مجد الكروم: الحل يلوح في الأفق

ومن جهته يرى رئيس المجلس المحلي في مجد الكروم، سليم صليبي، أن الحل يلوح في الأفق، مؤكدا 'يوجد لدينا موافقة على نصب شارات ضوئية، وتوجهنا قبل أربعة أشهر إلى أهالي حي 'ذيل المسيل' وسألناهم عن رأيهم إذا ما كانوا يفضلون شارات ضوئية أم جسرًا خشبيا، ولكنهم فضلوا الشارة الضوئية بسبب وجود مسنين يصعب عليهم صعود الجسر، ودخل المشروع للعام الحالي 2015، إلا أن مشكلة جديدة نشأت بسبب قناة تصريف مياه الأمطار فقد عملوا قناة مياه الأمطار شمالي الشارع بدلا من جنوبه بسبب سكة القطار في تلك المنطقة، وتسببت هذا العام بفيضانات، قدمت بشكوى ضد (ماعتس) ومؤخرا باشروا العمل لحل  المشكلة، وأعتقد أن الشارات الضوئية ستنجز في عام 2016 وهذا يمنع الحوادث المؤسفة وينظم الأمر في الشارع'. 

التعليقات