صرخة ضد العنف في البعنة: "دمنا مش رخيص"

تعيش قرية البعنة ظروفا عصيبة في أعقاب انتشار آفة العنف وجرائم القتل التي أودت بحياة ثلاثة من أبنائها في الشهور الأخيرة.

صرخة ضد العنف في البعنة:

صرخة ضد العنف في البعنة

تعيش قرية البعنة ظروفا عصيبة في أعقاب انتشار آفة العنف وجرائم القتل التي أودت بحياة ثلاثة من أبنائها في الشهور الأخيرة.

وشهد المجتمع العربي في الداخل خلال الشهور الأخيرة إحدى أكثر الفترات دموية وعنفًا وجريمة، فبين التفكك في النسيج الاجتماعي وانتشار الجريمة المنظمة، ووسط تقاعس الشرطة وعدم أدائها واجباتها كما يجب عليها، وانعدام الأطر التربوية والتثقيفية في البلدات العربية، قتل وأصيب عشرات آخرون في عدة بلدات عربية، جميعهم رميًا بالرصاص بأسلحة غير مرخصة.

مشروع لكبح جماح العنف المتفشي في مجتمعنا

خرج طلاب ومعلمو مدرسة البعنة الثانوية الشاملة في مسيرة ضد آفة العنف صارخين 'دمنا مش رخيص' وساروا يحملون اللافتات التي خطوا عليها شعارات مناوئة للعنف والجريمة وأخرى تدعو للتسامح والمحبة، وسط وقوف عدد من الأهالي على شرفات منازلهم شاكرين الطلاب والمعلمين على خطوتهم الهادفة هذه، ووصلت المسيرة الطلابية إلى قاعة المركز الجماهيري وعرضت مسرحية 'وحيد بين أربعة حيطان' التي تتحدث عن قاتل أودع غياهب السجن في أعقاب تنفيذ جريمته.

تحدث مدير المدرسة الثانوية الشاملة، الأستاذ محمد خليل، مؤكدا على أهمية تذويت قيم التسامح والمحبة بين أبناء البلد الواحد والشعب الواحد.

وشارك في الفعالية مدير المرحلة الإعدادية، الأستاذ أحمد بدران وطاقم المعلمين والمعلمات ونائب رئيس المجلس المحلي، محمد بكري.

العنف يقتلنا.. من المسؤول؟

وتحدث مدير المركز الجماهيري، محمد خليل، أمام الطلاب بكلمة داعيا إياهم إلى نسج ثوب الأخوة والمحبة والتسامح ونبذ الخلافات والمشاكل والشجارات، وبث الأمل في نفوس الناس نحو غد أفضل يحمل في طياته الأمن والأمان والسلم والسلام بين أبناء القرية.

وقال مركز الالتزام الذاتي والتداخل الاجتماعي في المدرسة الثانوية، الأستاذ محمد حسن بكري لـ'عرب 48' إنه 'ضمن مشروع كبح العنف في مدارس قرية البعنة والذي سيستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري بالتنسيق مع مركزي التربية الاجتماعية وطاقم الأخصائيين النفسيين في البلدة، قمنا بترتيب البرنامج في المدرسة الثانوية بالتعاون مع مركزة التربية اللامنهجية المعلمة شيرين يوسف والمستشارة راوية خليل'.

وأضاف أن 'مسيرة رفع الشعارات والتي تنادي بالتسامح وكبح جماح العنف جابت شوارع القرية إنطلاقا من المدرسة الثانوية وحتى المركز الجماهيري، لنحث الأهل على رفض العنف ونبذه. نحن نعمل كل ما بوسعنا لنقلل ونعالج ظاهرة العنف المستشرية في قريتنا. وضعنا برنامجا حتى نهاية السنة يشمل محاضرات وفعاليات داخل الصفوف وأعمالا فنية ومسيرات بالتعاون مع جمعية 'وجود' لمعالجة هذه الظاهرة على أمل تخفيف حدة العنف، آملين من الله عز وجل أن يحل الأمن والأمان في قريتنا الحبيبة لننعم ببيئة يحلو العيش فيها'.

الأمن والتسامح بدلا من البغضاء والعنف

وقال مدير المدرسة، المربي الدكتور محمد خليل، إن 'المسيرة جاءت لتقول لا للعنف، نحن كمدرسة نهتم أولا بالتربية والاحترام والمحافظة على الآخر، ولذلك خرجنا بالمسيرة على حساب بعض الحصص الدراسية'.

وأضاف: 'نعمل على تذويت المحبة والأخوة والتسامح، نحن نريد التسامح والمحبة في بلدنا، ومن المهم جدا أن تشارك هذه الشريحة الوسعة من المجتمع في إحلال الأمن والتسامح بدلا من البغضاء والعنف'.

التعليقات