مدى الكرمل يعلن عن إطلاق مشروع خاص بطلّاب الدكتوراة

يعلن "مدى الكرمل-المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية"، عن إطلاق مشروع أكاديميّ خاص بطلاب الدكتوراه يستمر لثلاثة سنوات بدعم من "مؤسسة الجليل" في بريطانيا.

مدى الكرمل يعلن عن إطلاق مشروع خاص بطلّاب الدكتوراة

يعلن 'مدى الكرمل-المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية'، عن إطلاق مشروع أكاديميّ خاص بطلاب الدكتوراه يستمر لثلاثة سنوات بدعم من 'مؤسسة الجليل' في بريطانيا.

ويهدف مدى الكرمل، كمركز فلسطيني إلى تطوير البحث النقدي حول المجتمع الفلسطيني وكذلك الإسرائيلي، وبشكل خاص حول فهم السياسات الموجهة نحو فلسطين والفلسطينيين من خلال مشاريعه المتعددة. يقوم مدى الكرمل بوضع القضايا المتعلقة بالفلسطينيين داخل إسرائيل على الأجندات، الفلسطينية والعربية والإسرائيلية وكذلك العالمية، وذلك من خلال النشر الواسع، وتنظيم لقاءات أكاديمية، واستضافة مؤتمرات دولية، يطرح مدى من خلالها وجهة نظر فلسطينية حول الأقلية الفلسطينية، والحقوق الجماعية، والديمقراطية، والتاريخ الفلسطيني والمواطنة، وكذلك مواضيع متعددة أخرى.

ويلتزم المركز بتحفيز وتدريب جيل جديد من الباحثين في العلوم الاجتماعية العرب، ليستطيعوا توسيع وتعزيز المساهمة الأكاديمية العربية في حقول التاريخ والعلوم السياسية والاجتماعية والاقتصاد وكذلك في دراسات الجنوسة، من خلال توفير إطار أكاديمي قاطع للحدود الجغرافية والسياسية، ومساهِم في بلورة أبحاث جديدة وفكر نقديّ، وبخاصة في غياب جامعة عربية في الداخل الفلسطيني.  

ويرى المركز أن المجتمع الفلسطيني في الداخل يعاني من نقص في البنى التحتية التي من شأنها تنشئة قيادات وعلماء مستقلين ويمتازون بالجرأة والأصالة الفكرية نتيجة للتمييز المُمَنْهَج الذي يتعرض له الطلاب الفلسطينيون خلال مسارهم الدراسيّ، وكذلك نتيجة لهيمنة مؤسسات الدولة على التربية في إسرائيل. فعدد الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية في العام 2011-2012 كان 27700 طالب، منهم 470 طالبًا فقط في الدراسات العليا؛ أي ما يشكّل 4.4 % من طلاب الدراسات العليا في الجامعات الإسرائيلية. ويتعلم هؤلاء الطلاب في تخصصات أكاديمية مختلفة منها العلوم الاجتماعية والإنسانية، والطبية وكذلك العلوم الدقيقة في جامعات مختلفة، مما يصعب لقاءهم كمجموعة في بيئة أكاديمية خاصة بهم. فضلاً عن ذلك، فإن عددهم القليل يجعلهم أحيانًا عرضة للتهميش. بالإضافة لشح في الموارد الضرورية بغية القيام بأبحاث ذات جودة عالية، وتطوير قدرات بحثية نوعية، وهو ما يطمح إليه مدى الكرمل. وعلى ضوء هذه الأوضاع، يقيم مدى الكرمل خلال السنوات الثلاث القادمة أربعة برامج تهدف لملء الاحتياجات المذكورة أعلاه.

البرنامج الأول: مشروع مِنَح لطلاب الدكتوراه الفلسطينيين:

يسعى مدى لإعطاء منح تعليمية لخمسة طلاب فلسطينيين كل سنة، وذلك بناء على معايير تنافسية متعلقة بالكفاءة والحاجة المادّيّة. وتسهم المنحة في تغطية تكاليف التعليم وجزء من نفقات المعيشة للطالب/ة لسنة واحدة. وفي المقابل، سوف ينخرط هؤلاء الطلاب في مدى كمشاركين فعّالين في تنظيم نشاطات أكاديمية مختلفة.

المنح الدراسية المقدَّمة من قبل المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية (مثل جامعة تل ابيب وحيفا) غير متوفرة للطلاب العرب في كثير من الأحيان، بالإضافة إلى أن الخدمة العسكرية تشكّل معيارًا مساويًا للوضع الماديّ وللإنجاز الأكاديمي. والكثير من المنح الإسرائيلية تعطى من قبل المنظمة الصهيونية التي تدعم الطلاب اليهود فقط مما يزيد من أهمية المنح الي يمنحها المركز خلال هذا البرنامج.

وتمنح المنح المقدَّمة من قبل جمعيات عربية (كمدى الكرمل) قيمة رمزية وأخلاقية لدى الطالب العربي، الذي يتعلم في مؤسسات أكاديمية إسرائيلية، فضلاً عن القيمة المادية.

 البرنامج الثاني: سمنار طلاب الدكتوراه:  

ينظم المركز ورشة أكاديمية شهرية تهدف إلى تمكين طلاب الدكتوراه الفلسطينيين من عرض أبحاثهم، والاستماع إلى تقييم لعملهم البحثي ولطريقة عرضهم من قبل زملائهم ومدير الورشة، وكذلك من قبل أكاديميين آخرين ذوي شأن. ويسعى امركز من خلال هذه الورشة كذلك إلى الجمع بين طلاب وباحثين ذوي اهتمامات بحثية متشابهة. تستضيف بعض اللقاءات متحدثين ضيوفًا يتناولون مواضيع ذات أهمية للمجموعة، بينما ستخصص لقاءات أخرى من أجل القراءة النقدية ونقاشات لنصوص مؤسِّسة في العلوم الاجتماعية والإنسانية. وتدار الورشة بطريقة تمكّنُ المشاركين من تحديد مسارها -وهو ما يجعلهم جزءًا فاعلًا في الورشة لا مجرد متلقّين.

البرنامج الثالث: ورشة دراسية حول الكولونيالية الاستيطانية والصهيونية:

 ينظّم المركز خلال البرنامج الثالث ورشة بحثية حول 'الصهيونية والكولونيالية الاستيطانية'، مُعَدّة لطلاب الدراسات العليا والخريجين الذين حصلوا على اللقب الجامعيّ الثالث في السنوات الثلاث الأخيرة. وتشمل الورشة سلسلة من المحاضرات حول الكولونيالية والصهيونية والمجتمع الإسرائيلي وتاريخ فلسطين الحديث، يقدمها محاضرون محلّيّون وعالميّون في هذه الاختصاصات. وتتطلب المشاركة في الورشة قراءة مكثفة لمصادر باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والعبرية، وسيُطلب إلى المتقدِّمين إعداد أوراق بحثيّة قابلة للنشر حول أحد الجوانب التي تهمهم في دراسة الصهيونية وإسرائيل. وفي المقابل تُعْرض الأوراق بعد نقاشها خلال الورشة في مؤتمر أكاديمي مفتوح للجمهور. وتستمر الورشة سنة ونصف السنة، وتُعقد مرّة كل ثلاثة شهور لمدة يومين أو ثلاثة في مدينة داخل البلاد أو خارجها، كي يتسنى الاجتماع بمحاضرين عرب وفلسطينيين لا يستطيعون القدوم إلى الداخل الفلسطيني. وتهدف إلى تدريب جيل جديد من الباحثين والباحثات في دراسة إسرائيل والصهيونية، ويديرها المدير العامّ لمدى الكرمل. 

البرنامج الرابع: مؤتمر طلبة الدكتوراه:

 يخطط امركز لعقد مؤتمر سنويّ لطلاب اللقب الجامعيّ الثالث، وسوف يُعقد في صيف كلّ عام بدءًا بالعام 2015. وسيفسح المؤتمر المجال لطلبة دكتوراه فلسطينيين وخريجين أنهوا اللقب الثالث في السنوات الأخيرة للمشاركة وعرض أبحاثهم الأكاديمية في اللغة العربية في بيئة أكاديمية داعمة. ويهدف إلى تشجيع الحوار الأكاديمي بين الطلبة، وإلى المشارَكة في التجارب البحثية المختلفة.

ونظّم المركز مؤتمرًا شبيهًا بهذا في آب عام 2011، وقد لقي نجاحًا كبيرًا، إذ كان الأول من نوعه الذي يستضيف جيلًا جديدًا من الباحثين والباحثات الفلسطينيين، ويمكنّهم من التواصل في ما بينهم وبلغتهم. وقد قدّم في حينه ستة عشر طالبًا فلسطينيًّا في الدراسات العليا (من المقيمين في فلسطين وخارجها) أبحاثهم خلال المؤتمر من تخصصات أكاديمية مختلفة كالعلوم الاجتماعية والإنسانية وكذلك القانون والتاريخ. وكان بعضهم  طلبةً في جامعات إسرائيلية، بينما قدِم آخرون من جامعات في الولايات المتحدة وإنجلترا وألمانيا وسويسرا، وكان جزء كبير من المشاركين من النساء الباحثات.

ويرى المركز أن تنظيم مؤتمر كهذا على نحوٍ سنوي هو خطوة هامة في تأسيس مجموعة فكرية، يشكل الباحثون الفلسطينيون الجدد جزءًا مركزيًّا بها. 

التعليقات