سخنين: أغنياء وسماسرة يسيطرون على قسائم البناء

أثارت قضية ملف مناقصات قسائم البناء مؤخرا في مدينة سخنين جدلا واسعا حول آلية توزيع قسائم البناء في ظل أزمة سكن خانقة يعاني منها أهالي المدينة جراء الحصار الخانق من كافة الجهات.

سخنين: أغنياء وسماسرة يسيطرون على قسائم البناء

أزمة سكن في سخنين.. من المسؤول؟!

أثارت قضية ملف مناقصات قسائم البناء مؤخرا في مدينة سخنين جدلا واسعا حول آلية توزيع قسائم البناء في ظل أزمة سكن خانقة يعاني منها أهالي المدينة جراء الحصار الخانق من كافة الجهات.

وتسود حالة من الغضب والاستياء العارم بعد الكشف أن مقاولين وسماسرة وضعوا أيديهم على القسائم من خلال آلية مناقصة مجحفة بحق الضعفاء، وحولوها إلى عملية استثمار فاحش على حساب المحتاجين من الشرائح الضعيفة، ووصل ثمن قسيمة بمساحة 400 م إلى 600 ألف شيقل ما سهل على الأغنياء وميسوري الحال ومنع المحتاجين الضعفاء من الحصول على قسيمة بناء.

وفي أعقاب ذلك استنفرت اللجنة الشعبية والجهات المسؤولة بالمدينة للتباحث ومناقشة الأمر والسعي إلى خلق آليات جديدة للمناقصات.

خلايلة: 'التسويق بالشكل الحالي إقصاء للضعفاء'

واستعرض المحامي والناشط إياد خلايلة الخلل في آلية المناقصة على قسائم البناء والمخاطر والأبعاد التي قد تلازمها، قائلا: 'منذ العام1991  لم تسوق في سخنين قسائم بناء رغم الأزمة الخانقة والمعروفة بالمدينة، وانطلق مشروع القسائم منذ عشرين عاما من حيث التخطيط الذي أقر قبل ثلاث سنوات، ولاقى أصداء إيجابية وزخما بين الأهالي حيث خصص مساحة 100 دونم كمرحلة أولى للتنفيذ من أصل 300 دونم مخططة للمشروع وذلك بإشراف وزارة الإسكان ورئيس الحكومة مباشرة وأقر البناء العامودي عن طريق مقاولين يقضي بالحصول على القسائم بأسعار مخفضة على أن تباع كوحدات سكن للمحتاجين والمستحقين من وزارة الإسكان مع تخفيضات خاصة يحصلون عليها من الوزارة نفسها'.

وأضاف أنه 'نشرت المناقصة قبل سنتين وكلف المشروع مليوني شيقل إلا أن التسويق فشل، وفي أعقاب ذلك طالبت البلدية بتعديلات على المناقصة ليتم أيضا تسويق القسائم المعدة للبناء الأفقي والذي أعلن عنه وجددت المناقصة وهذا يضمن المنافسة ضمن مجموعات يتم الاتفاق فيما بينها'.

انتقادات لاذعة للمقاولين والسماسرة

وحول إقرار آلية التسويق المعدلة، قال خلايلة إن 'الأمر فتح المجال للتلاعب ليدخل مقاول أو سمسار ويسيطر على كامل المساحة المعدة لعدد من وحدات السكن من قسائم صغيرة، مساحة الواحدة منها 300 م، على أن يقوم المقاول بتجهيز البنى التحتية وإقامة وحدات سكن لبيعها للمواطنين، وعلى سبيل المثال فإن أحد المقاولين حصل على 2500 م بأسعار لا تتعدى الـ 200 ألف شيقل، وكذلك فإن مقاولين من خارج سخنين يبيعون قسائم أرض كما هي دون أي إضافات بعشرين ضعف عن السعر الذي دفعوه. وللأسف هناك مستثمر يهودي من حيفا فاز بالمناقصة وخطط لإقامة 75 وحدة سكن عن طريق مقاول عربي من القدس'.

 وتابع خلايلة: 'الوضع تفجر في أعقاب تسويق القسائم بطريقة تناقض شروط المناقصة والاستغلال الفاحش لضائقة الناس السكنية، ناهيك عن أن طريقة التسويق تسبب خلافات اجتماعية قد تضر نسيجنا وعلاقتنا الاجتماعية، لأنه حسب المخطط الأساسي كان على المقاول الفائز بالمناقصة أن يجهز البنى التحتية والسكن بشكل يضمن الخاص والعام من محيط الأحياء السكنية الجديدة إلا أن التسويق بالشكل الحالي قد يدفع البعض للسيطرة على الحيز العام المحيط بالقسائم، وبالتالي فإن المشروع  الذي جاء لحل الضائقة السكنية تسبب للأسف بتفاقمها'.

وحذر قائلا: 'أتوجه إلى الأهالي أن لا يلقوا بأموالهم إلى النار وعليهم الانتظار إلى حين إيجاد الحلول المنصفة للجميع'.

حيادري: 'أثرنا القضية والبلدية طالبت الأهالي بالامتناع عن شراء القسائم'

وقال رئيس اللجنة الشعبية، محمد حيادري، لـ'عرب 48' إن 'اللجنة الشعبية تواكب القضية وأثارتها وطالبت بتوضيح الأمر ومعرفة دور البلدية. وعقد رئيس البلدية، مازن غنايم، اجتماعا مع مندوبي وزارة الإسكان للاستفسار والتداول بالأمر، وعلمنا أنه طالب الأهالي الامتناع عن شراء هذه القسائم إلى حين الانتهاء من المداولات وتوفير حل لهذه المشكلة الكبيرة'.

وأكد حيادري أن 'سعر الدونم بدأ بمبلغ 120 ألف شيقل ووصل اليوم إلى مبلغ مليون ونصف المليون شيقل. لا يعقل وليس من الإنصاف أن تتحول قسائم الأرض التي عملنا بأن تكون للأزواج الشابة من أبنائنا لغيرهم، ولا نقبل بأن يتحول حل أزمة السكن الخانقة إلى تجارة لعدد من الجشعين الذين يمارسون أبشع أنواع الاستغلال للضائقة السكنية'.

وخلص حيادري إلى القول: 'نحن ننتظر البلدية والرئيس مازن غنايم للاطلاع على الجلسة المرتقبة مع وزارة الإسكان لإيجاد الحلول الطلوبة والمناسبة، وكلجنة شعبية لن نتهاون بمثل هذه القضايا المصيرية'.

غنايم: 'وزارة الإسكان تتحمل المسؤولية وسنكشف عن الحقائق'

وقال رئيس البلدية، مازن غنايم، لـ'عرب 48' إن 'بلدية سخنين تمتلك مستندات ووثائق سنكشف عنها لاحقا، وسنعقد اجتماعا في مكتب وزارة الإسكان وندعو كل المقاولين الذين فازوا بالمناقصة إلى جلسة خاصة إذ لا يعقل أن يصبح مشروع السكن للمحتاجين محط أطماع سماسرة، ونحن سنعمل على توفير حل جذري ليتمكن كل محتاج للسكن أن يمتلك قسيمة أرض بسعر معقول. لا يعقل أن يبلغ ثمن الدونم الواحد مبلغ مليون ونصف المليون شيقل'.

التعليقات