الخيام السود: حكاية العشائر العربية في الساحل الفلسطيني (2)/ د.محمد عقل

(المعلومات الواردة في التقرير استنادا إلى كتاب "الخيام السود: من اليركون حتى الكرمل" الصادر عام 1932)

الخيام السود: حكاية العشائر العربية في الساحل الفلسطيني (2)/ د.محمد عقل

احتفال في أم خالد (نتانيا اليوم) عام 1918

هذه المقالة هي تتمة للجزء الأول...

(المعلومات الواردة في المقالة استنادا إلى كتاب "الخيام السود: من اليركون حتى الكرمل" الصادر عام 1932)


10. عرب العواصي: هؤلاء يعيشون بين مستعمرتي هرتسيليا ورعنانا. خيامهم منصوبة في مركز واحد. أصل هذه العشيرة من ستة إخوه لعائلة العواصي وهم: حاج ابراهيم العواصي، عطية العواصي، مسلم العواصي، سليمان العواصي، موسى العواصي، أبو دية العواصي.

عاشوا في هذه المنطقة منذ عشرات السنين. جاؤوا إلى الشارون من جنوب البلاد وهم ينتمون إلى قبيلة الترابين التي تعيش في النقب إلى الغرب من بئر السبع. يبلغ عددهم 50 نسمة وعدد خيامهم 30 خيمة. ينصاعون لسلطة الشيخ شاكر أبو كشك. وهم قريبون من عرب القرعان وعرب الشوابكة وعرب أبو قناشة. يعتمدون في الأساس على الفلاحة. يزرعون الحنطة والشعير والبطيخ، والتين والعنب. لديهم أبقار محلية، جمال وخيول للركوب. يبيعون التبن والقسل للمستعمرات العبرية في الشارون، وثلاثون في المائة من شعيرهم وقمحهم يبيعونه للمستوطنات في الشارون وتل أبيب، كما يبيعون البطيخ في تل أبيب. لا يتدخلون في أمور السياسة، يعيشون بهدوء، نشيطيون، ويبذلون جهودًا فائقة في فلاحة الأراضي، ويحاولون التعلم من اليهود في هذا المجال. مستوطنات الشارون مثل رعنانا وهرتسيليا وعيرشالوم تزودهم بالمياه للشرب مقابل ثمن يدفعونه. قسم من أراضيهم رمال، والقسم الاخر تربته حمراء.

هم في صراع شديد مع عرب أبو حوج القاطنين في الشارون. سبب العداء ثأر قديم، وهو مستمر في تسميم العلاقة بين القبيلتين منذ 13 سنة، ولم يتداعوا إلى الصلح بعد. رجال أبو حوج هم الذين تسببوا في هذا العداء عندما قتلوا رجلاً من عرب العواصي.

أربعة أخوة من العواصي اشتروا 400 دونم من أراضي الوقف التي يديرها الشيخ شاكر أبو كشك بالقرب من حدود مستعمرتي هرتسيليا وعيرشالوم. على هذه الأرض بنوا بيوتًا من الطوب والإسمنت وأكواخ من الصفيح (صرفان) التي يستعملونها كمخازن للتبن. أما خيامهم فباعوها إلى رجال العشيرة، وعلى حدود أرضهم زرعوا العنب والتين.

شيخ القبيلة هو حاج ابراهيم العواصي: حازم، غير أنه لطيف ومحبوب لدى الناس بسبب تدينه وورعه. قبل سنتين قام بالحج إلى مكة وزار قبر الرسول(صلى الله عليه وسلم). رافقته أمه الختيارة، لذا حظي بعد عودته بلقب حاج، وحظيت أمه بلقب الحجة. طويل القامة، وهو أنموذج للبدوي، له لحية وشارب، يعاني من قصر النظر في عينه اليمنى. اشتهر في المنطقة بكرمه وحسن ضيافته. اشترى لنفسه أرضًا وقليلاً من الأغنام والجمال. له ولدان، عمر الأول ست سنوات، والثاني سبع سنوات، وست بنات. في فترة الاضطرابات عام 1929 جاء إلى هرتسيليا وطمأن سكانها.

11. عرب الشوابكة: يسكنون بجوار هرتسيليا.(بلغ عددهم في إحصاء سنة 1922م 158 نسمة).

12. عرب أبو قناشة: أصلهم من جنوب البلاد. لا توجد لهم أراضي ملك ما عدا رؤساء العائلات فقط. في العشيرة ثلاث عائلات. يعتمدون في معيشتهم في الأساس على الزراعة وتربية الأبقار التي يبلغ عددها 100 رأس. لديهم جمال وثلاث من إناث الخيل. يبلغ عددهم 30 نسمة وخيامهم 10. يحبون النزاعات، جشعون، يسلبون. ينصاعون لأوامر الشيخ شاكر أبو كشك. منذ سنوات وهم يتصارعون مع عرب القرعان وعرب أبو جنديل. لهم قرابة مع سكان قرية سيدنا علي(الحرم).

شيخ العشيرة هو سلامة سلمان ابن أبو قناشة. عمره 80 سنة. قصير القامة. ذو لحية بيضاء. كبير العينين. له ثلاثة أبناء كبار. أحدهم يعيش معه، والآخران بعيدًا عنه. واحد من هؤلاء الإخوة هو أحمد أبو قناشة الذي يعمل سمسارًا للأراضي. الابن البكر متزوج وله أربعة أبناء. أخلاقه تشبه أخلاق أبيه.

سلامة سلمان أبو قناشة اشترى 300 دونم بمبلغ قدره سبعون جنيهًا من أبناء قرية الطيرة. الشراء كان في فترة الحرب العالمية الأولى. أما قيمتها اليوم فيريد على 3500 جنيهًا. هذه الأراضي تقع بين مستعمرة رعنانا ومستعمرة هرتسيليا، ولدى صاحبها كوشان طابو. الأرض خصبة وهي داخل حدود المستعمرتين المذكورتين أعلاه.

13. عرب المهر: يعيشون في قرية سيدنا علي.

14.عرب أبو جنديل أو باسمهم الجديد عرب أبو حجاج: أصلهم من جنوب البلاد. قبل سنتين كانت خيامهم مضروبة في أرض مستعمرة هرتسيليا، ولكن عندما انفجرت الخلافات والنزاعات الدموية بين سكان المستعمرة المذكورة وأبناء هذه القبيلة وانغمس الطرفان في قضايا في المحاكم نجحت المستعمرة في إبعادهم مسيرة نصف ساعة منها، فانتقلوا إلى أراضي حرم سيدنا علي، ولكن بعد أن اشترت شركة تطوير الاستيطان الصهيونية الأرض التي تقوم عليها خيامهم من صاحبها علي العمري (بلغت مساحة الأرض المشتراة ثلث أراضي الحرم) أُبعد أصحاب الخيام منها بصورة قانونية. الآن انتقلوا إلى أرض يملكها أخو علي المذكور نظير أجرة سنوية.

يعتمدون في معيشتهم على نقل رمل الزفزف من شاطئ البحر إلى المستعمرات اليهودية في الشارون.

عندما تركوا أراضي الحرم، حصلوا على تعويضات من البائع علي العمري ومن شركة تطوير الاستيطان اليهودي بحضور مندوب عن حكومة الانتداب. بلغ حجم التعويضات نحو 3000 جنيه فلسطيني. من هذا المبلغ خصمت ديونهم. وبالباقي اشتروا أغنامًا وجمالاً، بعضهم ينوون شراء أراض في القرى العربية ليعيشوا هناك.

بسطاء. طريقة معيشتهم بدوية. يميلون نحو العدوانية، يعتدون على حقول المستعمرات اليهودية. يبتعد عنهم العرب كي لا يتهموا بأعمالهم.

في كل سنة يزورونهم بدو من جنوب فلسطين، ويحتمون بهم أربعة أو خمسة أشهر في موسم الحصاد والبطيخ ويبدو أن هؤلاء من أقاربهم. ولكن بسبب كثرة الشكاوى في المنطقة من اعتداءاتهم تُضطر الشرطة إلى إبعاد الضيوف، فيعودون إلى موطنهم في الجنوب.

يبلغ عددهم 50 نسمة، وعدد خيامهم 15 خيمة.

قبل فترة وجيزة كان شيخ العشيرة يونس أبو جنديل. قبل وفاته كان قد غرس في أرضه بيارة وبنى لنفسه مباني. خلفه المختار عبد الهادي. منذ تعيين الشيخ الجديد رأت العشيرة تغيير اسمها إلى عرب أبو حجاج إكرامًا للشيخ الذي زار مكة وقبر النبي(صلى الله عليه وسلم) وحظي بلقب حاج.

حاج عبد الهادي شيخ العشيرة: كان سابقًا من ناحية رسمية مختارًا للعشيرة. هو إنموذج للعربي الأصيل، أسمراني، ذو لحية سوداء، وعينين سوداوين. قوي البنية. عمره 50 سنة. لديه أرض ملك مساحتها 350 دونمًا تقع بالقرب من بيارة ليتوفنسكي بالقرب من الساحل. غرس 30 دونمًا بالحمضيات. لديه من الأغنام البيضاء نحو 100 رأس، ومن الخيل أربع، و50 بقرة وجمال.

15. عرب القرعان: الأرض التي تقوم عليها أكواخ عرب القرعان ومعظم أراضي المنطقة الممتدة على آلاف الدونمات هي ملك لعائلة بيدرس (بيدوس؟). هذه الأراضي خاوية (غير مستغلة) ما عدا تلك القسائم التي استغلتها العشيرة المذكورة التي تملك الكثير من الممتلكات. كل سنة تزرع العائلة بيارات جديدة، شيئًا فشيئًا أخذت تبرز بيوت، وقصور حديثة، وصار أبناء هذه العائلة يسافرون في ثلاث سيارات فارهة وفخمة. إنهم يجرفون الرمل ويغرسون البرتقال. هم ليسوا عشيرة مستقلة وإنما هم خليط من قبائل متفرقة. الأموال التي في أيديهم جمعوها من أجرة نقل الزفزف والبطيخ وبعضها من بيع السمك.

في 28 حزيران 1931 قتل أفراد من هذه العشيرة يوحنان شطاهل وسليا زوهر ومثلوا بجثتيهما. وجد القتيلان في طريق النزهة الموصل إلى مستعمرات الشارون. كان عدد المعتدين خمسة من البدو. عُثر على عظامهما وتم القبض على القتلة فقط صباح يوم الجمعة 13 نوفمبر 1931. عُثر على الجثتين في الرمال على مسافة 7-8 كم شمال تل أبيب. لم تعثر الشرطة على شيء، ولكن بفضل جهود ابراهام درويان، وهو فلاح في كفار سابا، تم الأمر بعد أن رشا عربيًا ب100 جنيه فلسطيني، وهذا بدوره كشف عن أسماء القتلة ومكان الجثتين.

المتهمون الذين اعترفوا بالقتل هم عرب، نحيفو الجسم، ومنظرهم مزري وكئيب جدًا. الأول منهم هو رشيد بن موسى بن سليمان، وهو أكبرهم حجمًا، عمره 26 سنة. الثاني هو سعيد بن شطوي ابن سلمان من عرب القرعان، عمره 19-20 سنة، الثالث هو ابن سالم أبو سلمان، عمره 18 سنة، الرابع أحمد بن عوض أبو هديب، عمره 18 سنة، الخامس هو مصطفى بن الشيخ ربيع، وهو من عرب الملوح الذين تقع مضاربهم بالقرب من سيدنا علي(الحرم)، وعمره 21-22 سنة.(حذفنا جميع الأوصاف والنعوت الزائدة).

16. عرب أبو حوج: يعيشون بين مستعمرة غان-حاييم وكفر سابا. شيخهم هو سليم أبو الحوج.

17. عرب ملوح: مضاربهم في خيام من شعر الماعز في مناطق متفرقة من سهل الشارون:

-قسم منهم يقطنون بالقرب من مستعمرة عيرشالوم وهرتسيليا ومن ناحية القرية العربية إجليفل وشاطئ البحر.

-قسم منهم يقطنون بالقرب من بيارة ليتوفنسكي شمال شاطئ البحر.

-قسم منهم يقطنون بين هرتسيليا والقرية العربية خربة عزون.

كل قسم مؤلف من 20 عائلة.(أي 60 عائلة).

يربون قطعانًا من الأغنام والأبقار. لديهم جمال، حمير وأفراس. مساحة الأراضي التي يفلحونها مقلصة. لكل واحد منهم فدان واحد(الفدان يساوي 120-200 دونم)، ليس لديهم أراضي ملك. يستأجرون أراضي ويعيشون في ضائقة. لا يفوتون فرصة إلا واستغلوها في السلب والنهب. كما قلنا أتهم اثنان منهما بقتل شطاهل وزوهر، وهما: أحمد أبو هديب، ومصطفى ابن الشيخ ربيع ابن شيخ العشيرة(يبدو أنه لم يضبط الأسماء ففيها تناقض).

يعودون باصلهم إلى جنوب البلاد، وهم ينتمون إلى عرب السواركة الذين يقطنون بين غزة وبئر السبع، وهم أقارب لعرب السواركة الذين يقطنون في سهل الشارون. ينصاعون لأوامر الشيخ شاكر أبو كشك. يعمل أبناؤهم أجيرين لدى الفلاحين في الشارون. وهم فرسان ولكن تنقصهم الشجاعة! علاقتهم طيبة مع جيرانهم. الشيخ ربيع هو شيخ القبيلة، ختيار، عمره 65 سنة، تزوج امرأتين وله أربعة أولاد. يعتاش على فلاحة أرض استأجرها من أراضي القرية العربية مسكة وعلى ثمارها. بسبب فقره لا يوجد له تأثير على أفراد العشيرة.

18. عرب اللوح: يعيش عرب اللوح في بيوت من شعر الماعز بالقرب من بيارة ليتوفنسكي، إلى الشرق من شاطئ البحر. البيوت مجمعة معًا. يستأجرون أراضي ويعملون بالفلاحة. عددهم ليس أكثر من خمس عائلات. ينصاعون لأوامر الشيخ شاكر أبو كشك. تعود أصولهم إلى عشيرة من البدو القاطنين في جنوب البلاد. لهم علاقات جيدة وحسنة مع جيرانهم من سكان المنطقة.

حسين اللوح هو شيخ القبيلة. عمره 40 سنة. تزوج امرأة واحدة انجبت له ابنين وبنتًا واحدة. ذو لحية سوداء وقصيرة، ملثم، وله شاربان طويلان. سليم الجسم. حالته المالية جيدة. لديه 100 دونم ملك بجوار شاطئ البحر بجوار بيارة ليتوفنسكي، في بعضها غرس تينًا وعنبًا ومشمشًا. لديه بقرات، جملان، فرس ومهر صغير(فلو). في داخل العشيرة تأثيره قوي جدًا.

19. عرب الحويطات: يعيشون في جنوب شرق مستعمرة نتانيا. شيخ العشيرة : نصر الله أبو جراد.

20. عرب الزبيدات: يعودون باصلهم إلى قبيلة طيء المشهورة في تاريخ العرب، وهم يعتزون بسلسلة نسبهم التي تمتد على مئات السنين. جد الزبيدات القديم يدعى شبيب وابن عمه هو زبيد-رشيد ومن الأخير تفرع فرع الزبيدات. ثلاثة أرباع الزبيدات يعيشون في فلسطين في الأماكن التالية:

-بالقرب من مستعمرة يسود هامعلاه في الجليل الأعلى.

-بالقرب من الشيخ إبريك في مرج بني عامر.

-إلى الجنوب من منطقة وادي الحوارث(في السهل الساحلي).

عرب الزبيدات القاطنين جنوب وادي الحوارث: هم حامولة واحدة. عدد خيامهم 8. لا توجد لهم أراض خاصتهم. يعتاشون على الزراعة وعلى العمل في بيارة ابراهيم عبد الرحمن من طولكرم التي نصبتخيامهم بجوارها. لواحد منهم اسمه كريّم الزبيدي قطيع من الأغنام 30 رأس. علي الخالد هو زعيم هذه الفئة البدوية. اسم والده خالد الزبيدي، عمر علي الآن 60 سنة. تزوج من امرأة واحدة وما زال يعيش معها حتى الان. له ابن عمره 22 سنة، وخيمة واحدة وكذلك أبقار.

21. عرب البلاونة: يعيشون إلى الجنوب من حدود وادي الحوارث. عدد خيامهم 30. حسب الإحصاء الذي أجرته الحكومة سنة 1922 بلغ عدد رجالهم 18 رجلاً وثمان نساء. جاؤوا إلى هذه المنطقة من ديرة بير السبع قبل خمسين أو ستين سنة. لا تزال لهم أراضي في منطقة بئر السبع. يعتاشون على زراعة أراض مستأجرة. لديهم جمال، قطعان من الغنم وأبقار.

شيخهم هو محمد تحيمه. عائلة تحيمه كثيرة الأملاك. للشيخ ولدان. وهو إنموذج للبدوي الأصيل، بطبعه هادئ، شجاع ونشيط. أبناء هذه العشيرة لا يختلطون بالعشائر الأخرى، ولهجتهم صافية وفصيحة. قسم منهم يعيش في منطقة بئر السبع. لما تركوا أراضيهم من سهل وادي الحوارث حصلوا على تعويضات من الكيرن-كييمت.

22. عرب النفيعات: هم فرع من عشيرة بني عوجبة التي تنتمي لإحدى قبائل جنوب البلاد. هم حامولة واحدة. لهم 15 خيمة بمن فيهم عبيدهم (ثلاث عائلات لعبيد محررين) وهم يرافقونهم كأبناء العشيرة. سابقًا سكنوا في جنوب أم خالد، بعد ذلك جاؤوا واستوطنوا بالقرب من مستعمرة الخضيرة(حديرا). الملاريا كانت السبب في تنقلهم من مكان لآخر. في تقرير البعثة البريطانية لاستكشاف فلسطين المنشور سنة 1882م ورد ما يلي: "إلى الجنوب من قرية أم خالد يقطن عرب النفيعات. أنهم يتنقلون بين المستنقعات والغابات". من هنا نستنتج أنه في تلك الفترة كانوا يعيشون في مكان ثابت حول هذه القرية وحول أراضي مستعمرة نتانيا. وهم الآن يعيشون في خيام إلى الغرب من مستعمرة الخضيرة على مسيرة نصف ساعة منها. العشيرة مؤلفة من ثلاث حمائل هي:

-نمر الحسن: أبوه حسن السعيد من رجالات العشيرة المهمين. صديق مخلص لمستعمرة الخضيرة. في حوادث سنة 1921م اقترح تقديم الرجال والسلاح لصد كل من يبغي الإساءة للمستعمرة. ورغم أن المستعمرة رفضت قبول مساعدته إلا أنها احتفظت بمعروف هذا الجار ولم تنس شهامته.

-علي عبد الله، عمره 45 سنة.

هاتان الحمولتان هما من عائلة واحدة. وهم من سمى الخضيرة بهذا الاسم، والمستوطنون الذين أسسوا الخضيرة يذكرون أن هذه العشيرة استقرت في هذه المنطقة قبل أن تبنى تلك المستعمرة.

-على أبو تمام، عمره 50 سنة. أصل هذه الحمولة من قرية كبّارة. جاءت قبل عشرات السنين. وهي تابعة لعرب الغوارنة ولكنها انصهرت في بوتقة عرب النفيعات.

عدد كبير من العبيد انصهر في هذه القبيلة وانضوى تحت رايتها.

حسب الإحصاء الرسمي الذي أجرته الحكومة عام 1922 كان في عرب النفيعات: 175 رجلاً، 161 امرأة ما مجموعه 333 نسمة(الصحيح 336). لديهم 12 فرسًا، أربع عجلات(واحدة زوجية، وثلاث أخرى صغيرة)، أبقار، أغنام، أغنام بيضاء وكذلك جمال.

قبل أن ينشب بينهم وبين مستعمرة الخضيرة خلاف حول قضية الأراضي كانوا هادئين ولطيفين. لصالحهم من الواجب الإشارة إلى أنهم لا يسرقون بتاتًا. وهم مسالمون وعمال جيدون ومجتهدون.

اعتادوا احترام شيخهم الحاج سعيد وتوقيره، ولكن بعد أن توفي صار كل واحد يفعل ما يحلو له، ولا يوجد لديهم انضباط أو سلطة تفرض عليهم، وخفت سلطة الزعيم الواحد في العشيرة إلى حد كبير.

الخلاف المتشعب بخصوص الأراضي مع مستعمرة الخضيرة(حديرا) أجبرهم على تركيز شؤونهم في يد عدد قليل منهم، لذا اختاروا من بينهم لجنة مؤلفة من خمسة أشخاص التي تدير جميع شؤون العشيرة الخارجية.

وضعهم المالي كان قبل النزاع المذكور على ما يرام، ولكن الآن تدهور كثيرًا.

23. عرب سمارة: هم عدد قليل من العائلات. يقطنون على أراض اشتراها اليهود من القرية العربية زيتا الواقعة جنوب شرق مستعمرة الخضيرة(حديرا). الأرض سهلية وملائمة للرعي وتسمى (بيقة عبد الفتاح الفاعورية على مسيرة ثلاث دقائق من المستعمرة. بيعت الأرض بعد الاحتلال البريطاني للسيدة فيلز. إحدى العائلات تعتاش على تأجير أراض للزراعة.

لديهم قطعان وبعضهم يعمل عند مزارعي الخضيرة. ربوا أبقارًا سنوات عدة، لكنهم خرجوا من قريتهم ونصبوا خيامهم المصنوعة من شعر الماعز، وبعد ذلك بنوا لأنفسهم مبان من حجارة وطين، وهم يعيشون فيها حتى يومنا هذا. في القرية ما زالت لهم قسائم أرض.

يبلغ عددهم 100 نسمة. هادئون. على مر الأجيال عاشوا في المكان. سموا بهذا الاسم نسبة لشيخهم: سمارة الزيتاوي. يعيشون في أخشاش وفي خيام. عدد خيامهم 20.

زعيم الحامولة الكبيرة هو فتح فاعورية، عمره 60 سنة.

هذه العشيرة هي خليط من بدو وفلاحين وعابرو سبيل طوحت بهم المقادير. لكن معظمهم فلاحون جاؤوا من القرية المذكورة زيتا. يسمى مكان سكناهم خور الواسعة أي المترامي الأطراف.

24. عرب الفقرا: يعيشون شمال غرب مستعمرة الخضيرة(حديرا). وهما حمولتان: الحميد والحلو. معظمهم يعيشون في خيام على أراضي مستعمرة حفصيبه.

شيخهم هو: محمد الحلو، عمره 65 سنة. له تأثير كبير جدًا في القبيلة. لأبناء العشيرة أراضٍ، أبقار، أغنام وجمال. يعتاشون على تربية الأغنام وتأجير أراض، وهم منغمسون بالسرقات. بعضهم يعمل لدى مزراعي الخضيرة.

حسب الإحصاء الرسمي الذي أجرته الحكومة عام 1922 بلغ عددهم 113 نسمة منهم 60 رجلاً، 53 أمرأة. ولهم 20 خيمة، ولكن هناك خيام أخرى لبدو ليسوا من العشيرة يعيشون تحت كنفها.

ينتمي عرب الفقرا إلى قبيلة بني نعيم القاطنين في حوران، وهم يعيشون في المكان على مرّ العصور.

25. عرب ضميرة(الضمايرة): يعيشون إلى الشمال من الخضيرة، على مسيرة ثلاثة أرباع الساعة من هذه المستعمرة في الخيام متمركزين على تل. مساحة أراضيهم قليلة. معظم أراضيهم بيعت للشركة الصهيونية بيكا. جاء إلى المنطقة ثلاثة أخوة هم: الحاج محمود، الحاج صالح، الحاج ابراهيم من قرية ضمرة الواقعة في قضاء القدس، واستوطنوا بين قيسارية وعرب الفقرا. أصلهم فلاحون وعلى اسم قريتهم التي جاؤوا منها سميت العشيرة كلها عرب ضميرة. في الماضي القريب وقف على رأس العشيرة رجلان امتازا بالدهاء والوقاحة، واقتصر عملهما بالسرقة، وهما: جبر الضميري ومحمد الخطيب من عائلة الحاج صالح. منذ موتهما يقف على رأس العشيرة أحمد الجبر (ابن جبر) ومحمود العيسى. الأول عمره 30 سنة، والثاني عمره 45 سنة. وهما اللذان تسببا في الخلافات والصدامات مع مستعمرة الخضيرة. وكان لهم نصيب في الهجوم على المستعمرة في سنة 1921م.

بعضهم يعمل عند اليهود، وبعضهم يعملون جمالين، وبعضهم يعمل في الزراعة، وفي نقل الزبل لبيارات اليهود..إلخ.

حسب الإحصاء الرسمي الذي أجرته الحكومة عام 1922م بلغ عددهم 227 نسمة منهم 114 رجلاً و113 امرأة من حامولة واحدة. يقيمون في المكان أجيالاً في خيام مصنوعة من شعر الماعز، وبعضهم يعيش في بيوت(منذ سنة 1930 وما بعد). عدد خيامهم 80 خيمة.

26. عبيد: يعيشون في محيط الخضيرة. هم عائلة واحدة مؤلفة من: عبيد الحديدة وعبيد المبارك.

27. عرب زويدي: حسن أبو هاشول، عندما عاش بين عرب أبو كشك، اشترى عبدًا اسمه زيد، فلما تورط حسن في قضية دم هرب مع عبده إلى محيط الخضيرة. هذا العبد هو جد عشيرة زويدي، وقد تحرروا قبل 40 سنة. هم حاموة واحدة. عشر عائلات. يبلغ عددهم نحو 40 نسمة. عدد خيامهم 10. بعضهم يعتاش على العمل عند اليهود، والقسم الآخر على زراعة الأرض وأشجار الفاكهة.

شيخهم هو الجمعة، عمره 60 عامًا. يعمل في الحراسة لدي المزارعين اليهود ولدى شركة بيكا.

28. عرب التركمان: عن التركمان في فلسطين قاطبة انظر كتابي "التركمان في فلسطين" الصادر في تل أبيب عام 1931. يعيشون في مكانين: قسم منهم بالقرب من كركور وبارديس حنا (رْبَيّة)، والقسم الآخر بين بنيامينا وقيسارية. أصلهم من مرج بني عامر، ودخلوا إلى السهل الساحلي عن طريق وادي عاره قبل قدوم اليهود بخمسين سنة. التركمان الذين يعيشون في رمال قيسارية يسمونهم باسم "عرب برّة قيسارية". شيخ عرب برة قيسارية هو ذيب الخليل، عمره 60 سنة. أما شيخ عرب التركمان القاطنين بالقرب من كركور فهو حسن منصور، وهو محترم عند عشيرته ومحبوب عند قسم كبير من التركمان القاطنين في مرج بني عامر.

التركمان، عادةً، قبيلة معتدلة وهادئة. لديهم علاقات ودية مع اليهود الذين يعيشون في المنطقة. لا توجد لديهم أراض خاصتهم، ويعتاشون على نقل الرمل(الزفزف) من البحر إلى المستعمرات اليهودية، وعلى زراعة أراض مستأجرة، وعلى تربية المواشي. ملابسهم كالبدو ويسكنون في الخيام. العنصر التركماني تلاشى وهم يتكلمون بالعربية فقط. يتزاوجون مع بعضهم البعض وأحيانًا مع مجاوريهم. طباعهم حسنة وأجسامهم سليمة. عدد خيامهم 60 خيمة. يبلغ عددهم 180 نسمة، معظمهم من النساء.

29. عرب الغوارنة: أصلهم من الجليل. سابقًا سكنوا بخيامهم على أرض الكبّارة. من ناحية جسمانية العشيرة تعاني من الأمراض. أخلاقهم سيئة ومستواهم متدن، كسالى ومهملون، بشرتهم سوداء....، الآن هم يعيشون على أرض كبّارة في بيوت بنوها لأنفسهم من أموال التعويضات التي استلموها من شركة بيكا الصهيونية.

حسب الإحصاء الرسمي الذي أجرته الحكومة سنة 1922م بلغ عددهم 106 نسمات منهم 56 ذكرًا و50 أنثى.

30. عرب الحمدون: أصلهم من بدو الحمدون القاطنين في الجليل الأسفل. يقطنون في خيام بين زخرون يعكوف(زمارين) وبات شلومو(أم الجِمَال). على مسيرة ربع ساعة من زخرون يعكوف. لديهم خمسة أفراس. هناك شراكة في الخيل بين الشيخ ورجال من زخرون يعكوف كعادة العرب في قديم الزمان. شيخهم هو يدرس الحمدون، ختيار عمره 70 سنة، ابنه مصطفى الحمدون عمره 30 سنة. عرب الحمدون سكنوا في محيط زخرون يعكوف منذ أكثر من أربعين سنة.

حسب الإحصاء الرسمي الذي أجرته الحكومة سنة 1922 بلغ عددهم 22 نسمة منهم 14 رجلاً، وثمان نساء.

التعليقات