المزرعة: "العنصرية تحرمنا من المساعدات لمواجهة حرب محتملة"

تعاني العشرات من البلدات العربية من عدم جاهزيتها لمواجهة الحالات الطارئة في حال نشوب حرب خاصة تلك التي تقع على الحدود الشمالية للبلاد، فقد تلقى رؤساء المجالس المحلية اليهودية تقديرات موقف من الجبهة الداخلية للجيش

المزرعة:

قرية المزرعة بدون مساعدات لمواجهة حرب محتملة

تعاني العشرات من البلدات العربية من عدم جاهزيتها لمواجهة الحالات الطارئة في حال نشوب حرب خاصة تلك التي تقع على الحدود الشمالية للبلاد، فقد تلقى رؤساء المجالس المحلية اليهودية تقديرات موقف من الجبهة الداخلية للجيش تشمل حجم الأضرار والخسائر البشرية المتوقعة في حال اندلاع حرب على الجبهة الشمالية مع 'حزب الله' اللبناني، ووفقا لهذه التقديرات وهي الأولى من نوعها ولم يتم تحديثها منذ عام 2007، فإن إسرائيل ستتعرض لإطلاق ما بين 1000 و 1500 صاروخ يومياً وعدد القتلى سيتراوح ما بين العشرات إلى المئات. وتهدف هذه التقديرات إلى أن تتجهز جميع المجالس المحلية.

 

وعودات كاذبة مقابل مطالب تجهيز القرية في حالة حرب

وذكر رئيس المجلس المحلي في قرية المزرعة، المحامي فؤاد عوض، والتي تبعد 10.5 كم عن الحدود الشمالية بأنه 'وفقا لقرار الحكومة 667 الذي اتخذ في 04/08/2003، فإن قرية المزرعة لا تتواجد على خط المواجهة، وهذا فإننا لا نحصل على المعونات والمساعدات الأمنية من الدرجة الأولى، رغم أن القرية توازي مدينة نهريا، وبحسب رأيي فإن هذا القرار خاطيء، لا يوجد في قرية المزرعة سوى ملجأ واحد في المدرسة، للأسف جميع مرافق السلطة المحلية ينقصها ملاجيء، من رياض الأطفال، صندوق المرضى العام، بيت المسن والمؤسسات العامة، كما أن غالبية البيوت تعاني من نفس الإشكالية، ذلك أن غالبية البيوت في القرية هي بيوت قديمة، أما البيوت الحديثة فيوجد بها ملاجيء ولكنها بعدد قليل، اقترحنا من السلطة المحلية للوزارات المسؤولة بأن يوفروا ملاجيء عمومية خاصة في هذه الفترة التي نخطط لبناء أبنية جديدة تابعة للمجلس المحلي، طلبنا أن نضيف على البناء ملاجيء عمومية، إلا أن الرد كان مجرد وعودات كاذبة منذ سنوات. يطلب من المواطن أن يدخل إلى الملجأ خلال مدة زمنية أقصاها 35 ثانية، ولن يتمكن المواطن من دخول الملجأ، ولكني قمت بالرد بأنه قد يتواجد المواطنون في حالات الطواريء بشكل دائم في الملاجيء'.

عدم تأهيل الموظفين بكيفية التعامل في حالات الحرب

وأضاف: 'بالإضافة لعدم توفر ملاجيء وغرف آمنة، ينقص السلطة المحلية المعدات الثقيلة والخفيفة في حالة نشوب حرب، مثلا في حالة هدم مباني لا يوجد لدينا معدات للتعامل في مثل هذه الحالة، كما أن كل سلطة محلية تمتلك رزمة معدات خفيفة التي تزودها الجبهة الداخلية للسلطات المحلية ونحن نفتقر لها، أضف على ذلك أن الجبهة الداخلية تطلب من رئيس السلطة المحلية والموظفين أن يكونوا قيمين على الأوضاع في البلدة في حالات الطواريء، ولكن من جانب آخر فهي لا تساهم بتأهيل الموظفين، ذلك أن من يمتلك هذه الخبرة الموظفون الذين يخدمون في الجيش ونحن قرية لا يخدم مواطنوها في صفوف الجيش الإسرائيلي، والجبهة الداخلية لا تأخذ ذلك بالحسبان من ناحية التأهيل في كيفية التعامل في حالات الحرب'.

وختم حديثه قائلا: 'لا أعول على الحكومة اليمينية القادمة بأنها ستفي بوعودات القيام بواجبها في قرية المزرعة وبتجهيزها في حالة نشوب حرب'.

الأمر أكثر خطرا

وقال محمود عوض أبو حمادة إن 'قرية المزرعة كغالبية البلدات العربية إلا أنه بسبب قربها من الحدود يشكل الأمر أكثر خطرا، بالرغم من توجهات المجلس المحلي للوزارات المسؤولة، لكن بسبب التمييز لا يتم تجهيز القرية بما يتطلب لمواجهة حالات الحرب، وهناك قلق واهتمام واسع من المواطنين، فكل شخص يخاف على أهله وناسه وأمر طبيعي أن يكون قلق على مصير أهالي القرية في حال نشوب حرب'.

أما عبد الله عوض فقد أشار إلى أن 'قرية المزرعة لا تحظى باهتمام حكومي لتجهيزها في حالة حرب كما يتم التعامل مع المستوطنة القريبة 'رجبا' ومدينة نهريا، وذلك من منطلق عنصري، وكأن الصواريخ لا تسقط في القرى العربية أو تمر من فوق البلدات العربية وتتوجه للبلدات اليهودية، ما نتلقاه في المزرعة مجرد وعود كاذبة، لقد كنت رئيسا للجنة المعينة في التسعينات وما حصدناه من المطلوب وعود واهية لم تتحقق في الواقع'.

التعليقات