معتمرون يتحدثون عن المعاناة

يتذمر العديد من المعتمرين في الفترة الأخيرة من سوء الظروف التي يعانون منها أثناء سفرهم إلى الحجاز لأداء مناسك العمرة، وكذلك أثناء مكوثهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث أنهم وعندما يعودون يبدأون بالحديث عن المشقة والتعب الذي لازمهم بتلك الديار

معتمرون يتحدثون عن المعاناة

يتذمر العديد من المعتمرين في الفترة الأخيرة من سوء الظروف التي يعانون منها أثناء سفرهم إلى الحجاز لأداء مناسك العمرة، وكذلك أثناء مكوثهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث أنهم وعندما يعودون يبدأون بالحديث عن المشقة والتعب الذي لازمهم بتلك الديار.

يقول المعتمر حكمت شيخ يوسف إن المعاناة بدأت عند الخروج من البلاد إلى الأردن. ويضيف: 'للأسف الشديد تركونا في معبر الشونة الذي يتفقر إلى أبسط الأمور مثل الحمامات. ثم بدأت عملية التفتيش الفحص.. ونحن لسنا ضد التفتيش، فالأردن دولة شقيقة ونحن نحترم سيادتها وأمنها، ولكن يجب أن يتم تحسين وضع معبر الشونة'.

وتابع متسائلا عن عملية التنسيق بين الأردن ولجان الحج في الداخل، وذلك لأن جوازات السفر الأردنية لم تكن جاهزة لكي يتسلموها لدى وصولهم معبر الشونة. وعن ذلك يقول إنه مع انتهاء التفتيش الأمني بدأت عملية انتظار أخرى، وبدلا من الخروج من الأردن يوم السبت في الساعة 14:20 خرجوا في الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم التالي.

ويضيف المعتمر شيخ يوسف: 'كنت أسمع عن تذمر المعتمرين، لذلك حين قررت الذهاب لأداء مناسك العمرة أخّرت تنفيذ الفكرة حتى يكون لدي متسع من الوقت لادخار المال الكافي لأخذ مكان ملائم، لكن حتى اختياري لفندق ذي درجة عالية لم يسعفني، لأنه حين وصلنا للمدينة المنورة لم يكن يعرف سائق الحافلة مكان الفندق، وذهبنا لثلاثة فنادق أخرى، ولكنها رفضت استقبالنا لأننا لم نحجز لديها، واستغرق الأمر منا وقتا طويلا حتى وصلنا للفندق المنشود، وكان لذلك تبعات على صحتي لأنني أعاني من أمراض، واحتجت لعلاج طبي، ووعدوني باستدعاء سيارة إسعاف ولكنها لم تصل'.

ومضى يقول:' نحن لا غنى لدينا عن تلك الديار، فهي مقدسة حسب ديننا، ونحن نريد الذهاب لهناك للتعبد، لكن وللأسف الشديد هناك ظروف قاسية، أنا ضد المقاطعة، لكنني أدعو اللجان والسلطات الأردنية أن تحسن من ظروف الحجاج'.

من جانبه عقب مصطفى عازم مدير لجنة التنسيق للحج والعمرة لمسلمي الـ48 قائلا: 'في الحقيقة هذا الموسم شهدنا ارتفاعا ملحوظا بعدد المعتمرين، الذي وصل إلى 16500 معتمر ومعتمرة، ومما زاد الطين بلة أن أغلب 90% من المعتمرين يخرجون بفترة واحدة تقريبا بسبب عطلة المدارس، وهذه الأعداد بدون شك هي أعداد هائلة وتشكل ضغطا على الجميع، خصوصا في المعابر، وهي خارجة عن إرادتنا، لأن هناك دولة ذات سيادة، ونحن كلجنة تنسيق لا نستطيع التدخل أو فرض سياسة معينة على دولة، وعلى المعتمرين تفهم هذا الأمر، بالرغم من أننا نحاول دائما التدخل لما فيه مصلحة حجاجنا'.

وأضاف: 'أما بالنسبة للفنادق فهناك أمور تحدث في أي رحلة طبيعية، وقد تحدث بلبلة لدى سائقي الحافلات، مع أننا لا نملك سلطة عليهم، فكل هذه الأمور هي من صلاحيات شركة أردنية تفوز بعطاء وزارة الأوقاف الأردنية لمعالجة أمور الحج والعمرة لدى عرب الداخل، لكن على معتمرينا أن يتحلوا بالصبر أيضا وعدم التدقيق على صغائر الأمور'.

أما بالنسبة لمشكلة الجوازات  فيقول 'اننا نقدم قائمة بأسماء المعتمرين إلى وزارة الأوقاف الأردنية قبل سفر المعتمرين إلى الشونة بشهر، أي أن لديها متسعا من الوقت لتقوم بفحص الأسماء واستصدار جوازات السفر الأردنية للمعتمرين'.

وأضاف 'على الجميع أن يتذكر إلى جانب الأمور السلبية، يجدر عدم تجاهل الأمور الإيجابية في الرحلة، وهي تسيير مئات المعتمرين جوا، بدون أي عوائق تذكر. وأنا أقول لك أمورا تتعلق بعملنا ولا يعلم بها الحجاج إصلا، فقد وصلتنا إنذارات من 3 طائرات كان من المقرر أن تنقل المعتمرين من جدة إلى عمان، بأنها ستتأخر في وصولها لمطار جدة، وهذا كان من الممكن ان يعيق معتمرينا ويؤخرهم، لكننا وعلى الفور ألغينا هذه الرحلات، وعلى الفور اتصلنا بالشركة الأردنية المسؤولة عنا، وطالبنا بإيجاد حل لهذه المشكلة، وبالفعل استجابوا لنا وحجزوا ثلاث طائرات بديلة والتي وصلت بالوقت وتم كل شيء على ما يرام، كل هذا بدقائق معدودة، وهذا تطلب منا جهدا كبيرا'.

وأكد قائلا: 'أما بالنسبة للبر، فجميع الحافلات التي نقلت المعتمرين كانت من موديل 2008 وما فوق، ومن بين 386 حافلة تعطلت4 حافلات فقط، وهي نسبة ضئيلة جدا، وأوجدنا الحل بسرعة زمنية قياسية. نحن نعترف بوجود معاناة لدى المعتمرين، ونحن نتوجه لعدة جهات لحلها، بما فيهم النواب العرب من القائمة المشتركة، بصفتهم قيادة الجماهير العربية، للتدخل بهذا الموضوع، والتوجه للسلطات المختصة بالمملكة الأردنية الهاشمية لحل هذا الإشكال، مثل زيادة الأيدي العاملة في معبر الشونة، أو بناء منطقة ملائمة هناك وما شابه، سنقوم باستخلاص العبر من هذا الموسم، وأخذ جميع الأمور بالحسبان للموسم القادم في شهر رمضان المبارك، حيث أننا رفضنا اعتماد شركة الأردنية للطيران لأنها كانت تسبب لنا الكثير من التأخير بسبب عدم التزامها بالمواعيد والأعداد، وطالبنا أن تكون رحلاتنا القادمة عبر الملكية للطيران'.

من جانبه قال عمران الكركي مدير شركة 'جفرا' للسياحة، وهي الشركة التي تُعنى بشؤون معتمري عرب الداخل بعد فوزهم بعطاء وزارة الأوقاف الأردنية: 'بالنسبة للتأخيرات التي تكون على المعابر هذا أمر سيادي وروتيني يخص المملكة الأردنية، ومنطقة الشرق الأوسط في هذه الفترة تمر بأوضاع خطيرة، ومن حق المملكة أن تشدد إجراءاتها الأمنية، خصوصا مع العدد الكبير الذي وصل إلى المعابر في هذه الرحلات، والتي سببت إرباكات بسيطة على الحدود'.

واستطرد الكركي: 'بالنسبة للظروف في الشونة، فمعبر الشونة كما يعلم الجميع هو ليس نقطة حدود للرحلات، بل هو حاجز، وهو بالأصل يخدم الأهل في الضفة الغربية، لأن المعبر الحدودي للرحلات لأهلنا في الداخل هو معبر الشيخ حسين (بيسان)، ولذلك فإننا نرى في الشيخ حسين قاعات للقدوم والمغادرة وظروفا أفضل من تلك التي في معبرة الشونة، لكن أيضا يجب تحسين الظروف في الشونة'.

واختتم الكركي حديثه بالقول: 'نحن دائما نكون على أهبة الاستعداد للتسهيل على المعتمرين، وهناك تنسيق وثيق بيننا وبين لجنة التنسيق في عرب الداخل، كان لنا في السابق عدة رحلات ناجحة عندما فزنا بعطاء الشتاء، أعتقد أنه تقع على المتعهد الاردني الذي يفوز بعطاء معين بوزارة الأوقاف مسؤولية كبيرة، ويجب عليه القيام بهذه المسؤولية كاملة'.

التعليقات