الغابسية: قف أمامك منطقة عسكرية مغلقة!

إسماعيل: "يستطيعون قمع فعالية هنا وأخرى هناك تحت هذه الذريعة أو تلك، لكن لن يتمكنوا من قمع وعينا وذاكرتنا التي باتت راسخة، ولن يتمكنوا بعد من إخفاء الحقائق التي يخشونها".

الغابسية: قف أمامك منطقة عسكرية مغلقة!

سنعود يوما إلى الغابسية

بعد أن اضطر القائمون على المعسكر الثالث 'لن أبقى لاجئا' في قرية الغابسية المهجرة والذي كان من المقرر افتتاحه اليوم الخميس إلى تأجيله لموعد آخر وإعلامهم أن 'قرية الغابسية المهجرة هي منطقة عسكرية مغلقة، عقب الناشط مهند أبو غوش لـ'عرب 48' إن 'الشرطة قامت بالاتصال بثلاثة نشيطين من المجموعة المنظمة وطالبتهم في البداية بتقديم طلب ترخيص لإقامة المعسكر وأنه لا عوائق أمام الحصول على تصريح، إلا أن الشرطة عاودت الاتصال مرة أخرى وأخبرتنا أن الغابسية منطقة عسكرية مغلقة يحظر إقامة أي نوع من النشاط فيها'.

وأضاف أبو غوش أنه 'بعد ذلك قمنا بالتشاور فيما بيننا، ونحن لا زلنا نبحث عن شكل نشاط آخر إلى حين اتخاذ قرار في كيفية إقامة المعسكر'.

أبو غوش: 'القرار بيد الجيش الإسرائيلي'

وحول أسباب ودوافع هذا المنع، خصوصا أنه لم يحصل بالمعسكرين السابقين خلال العامين الماضيين، قال إنه 'كانت هناك محاولات غير مباشرة في السابق، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها منع إقامة المعسكر بشكل مباشر بذريعة أن القرار بيد الجيش الإسرائيلي'.

ولفت أبو غوش إلى أن 'الأسباب تعود باعتقادي لتزايد الوعي لدى أبناء الشبيبة والنشاط المتزايد حول حق العودة والمسيرات الحاشدة التي تشهدها مؤخرا البلدات المهجرة، ودور الأجيال الجديدة فيها التي يحاولوا قمعها، وهذا ما تخشاه المؤسسة الإسرائيلية لأنها تستمد مبرر وجودها على أرضنا من غياب شعبنا الذي اقتلع وهجر، وهي تريدنا أن ننهمك بقضايانا المطلبية فقط لأنهم يسعون إلى القضاء على الذاكرة ومحوها'.

إسماعيل: 'لن يتمكنوا من قمع وعينا وذاكرتنا التي باتت راسخة'

أما الناشط راني إسماعيل فقال لـ'عرب 48' إنهم 'يستطيعون قمع فعالية هنا وأخرى هناك تحت هذه الذريعة أو تلك، لكن لن يتمكنوا من قمع وعينا وذاكرتنا التي باتت راسخة، ولن يتمكنوا بعد من إخفاء الحقائق التي يخشونها'.

وأضاف: 'سنجد النشاطات البديلة، وسنواصل العمل على ترسيخ الذاكرة والرواية التاريخية بين الأجيال الصاعدة، فهناك قفزة واضحة بالاهتمام الذي تحظى به مسألة العودة والقرى المهجرة، وهم يريدون منعها وقمعها مع تزايد الحراك الشبابي ونوعية النشاطات مثل التصدي لمخطط برافر، وتنظيم مسيرة العودة وتزايد مشاركة الشباب بالفعاليات الوطنية، ومن جهتنا سنواصل هذا النشاط بالطرق التي نراها مناسبة ميدانيا وإعلاميا وثقافيا، وسنبحث عن بدائل لتتواصل النشاطات المختلفة حول قضية العودة والقرى المهجرة'.

وكان المركز العربي للحقوق والتنمية وبالاشتراك مع مجموعة 'شباب من أجل العودة' ومجموعات شبابية أخرى دعا للسنة الثالثة على التوالي، إلى المشاركة في معسكر 'لن أبقى لاجئا' الثالث في قرية الغابسية المهجرة، وذلك اليوم الخميس وحتى يوم السبت المقبل، غير أنه أرجئ إلى أجل غير مسمى إثر قرار منع إقامته.

حصري: 'لم يسمحوا لنا بإقامة المعسكر'

وقالت إحدى منظمات المعسكر، أروى حصري، لـ'عرب 48' إنه 'جرى تأجيل المعسكر بعد الاتصال بالقائمين على المعسكر وإخبارهم بأن المنطقة منطقة عسكرية مغلقة ولا يسمح بإقامة المعسكر'.

وأشارت إلى أنه 'كان من المفروض أن يشمل المعسكر أعمالا تطوعية وترميمات ونشاطات توعوية وتثقيفية حول حق العودة والقرى المهجرة، أعمال ترميم في مقبرة ومسجد القرية، ندوات وورشات حول حق العودة والقرى المهجرة، عرض أفلام هادفة، أمسيات فنية ملتزمة، ورشات تصوير وتوثيق، لكن أرجئت بسبب قرار منع إقامة المعسكر'.

'التهديد بالمساءلة تحت طائلة القانون العسكري'

واستنكر المركز العربي للحقوق والتنمية قيام المخابرات الإسرائيلية بإصدار أمر منع إقامة معسكر 'لن أبقى لاجئا'، والذي كان من المفروض البدء بأعماله اليوم الخميس، في قرية الغابسية المهجرة، وجرى تأجيله لموعد آخر سيعلن عنه لاحقا بسبب إعلام القائمين على المعسكر أن 'قرية الغابسية المهجرة هي منطقة عسكرية مغلقة ولا يمكن تنفيذ أي نشاط في القرية'.

وجاء في بيان من المركز وصل إلى 'عرب 48'  أن 'ضابط أمن المنطقة اتصل بمنظمي المعسكر، ليلة أمس، وقبل بضع ساعات من إطلاق النشاط، معلنا المنطقة منطقة عسكرية مغلقة، مانعا، بذلك الناشطين من التواجد في المكان، ومحذرا إياهم من المساءلة تحت طائلة القانون العسكري'.

وأضاف: 'نرى في التهديد المخابراتي تذكيرا للواقعين في وهم المواطنة بأن الفلسطينيين أينما كانوا على هذه الأرض هم تحت حكم احتلال عسكري مباشر. وإننا في المركز العربي للحقوق والتنمية، نؤكد على حقنا التام في إحياء فعالياتنا على أرضنا المحتلّة'.

التعليقات