بيت القديسة مريم بواردي مزار يفوح منه عبق القداسة

منذ عشرات السنين يصف أهالي اعبلين مريم بواردي بالقديسة، لكنه حظيت على القداسة رسميا يوم أمس في مراسم أجريت في الفاتيكان. منزلها يفوح منه عبق القداسة، وهو منذ سنوات مزارا يأتيه الزائرون لإضاءة الشموع لروحها.

بيت القديسة مريم بواردي مزار يفوح منه عبق القداسة

منذ عشرات السنين يصف أهالي اعبلين  مريم بواردي بالقديسة، لكنها حظيت على القداسة رسميا يوم أمس في مراسم أجريت في الفاتيكان. منزلها يفوح منه عبق القداسة، وهو منذ سنوات طويلة مزارا يأتيه الزائرون لإضاءة الشموع لروحها.

ولدت القديسة مريم بواردي عام 1846 لعائلة كاثوليكية. فقد والدها إثنا عشرة ابناء قبل أن يحجا لبيت لحم سائلين الله أن تولد لهما ابنة فولدت مريم، عـــ48ـــــرب زار بيت القديسة مريم بواردي، بيتها الذي يعكس حياتها المتقشفة وشخصيتها المتواضعة، ولكن الإيمان كان قويا فمن هذه البساطة والتواضع خرجت القداسة.

منذ وقت قصير يخطط جيران بيتها في عبلين وسكان قريتها للقيام بأعمال ترميم لبيتها الذي تحول إلى مزار مقدس يأتي إليه الصغار والكبار، ويحج اليه القسيسون.

 

التواضع يميز بيت القديسة مريم

 وقال مهندس الترميم أسعد داوود من عبلين والذي يسكن بمحاذاة بيت القديسة وهو واحد من بين مجموعة أشخاص بادروا لإعادة ترميم بيت القديسة:' يعتبر بيتُ مريم بيتا تقليديا كجميع بيوت الفلاحين القديمة منذ حوالي 160 عاما، بُني البيت من الحجارة القديمة وأخشاب الزيتون والقناطير، وهو عبارة عن غرفة واحدة، وقد احتفظ أهالي عبلين بالحجارة القديمة الخاصة بالبيت، ومنذ ثمانية سنوات بدأنا بعملية كشف للآثار بعد الحصول على تصريح من دائرة الآثار حتى نتمكن من ترميم البيت، وقد اعتمدنا على صورة قديمة للبيت منذ سنوات العشرينات'.

 يعيد البيت الزائرين إلى الواقع القديم له، وقد أصبح البيت مزارا يأتي إليه من جميع الطوائف في البلاد، ما يراه الزائر هو قريب من الواقع قبل 150 سنة'.

رحلة البواردي عبر الدول المختلفة

أما عن مريم البواردي، قال المهندس أسعد داوود إنه' منذ عشرات السنين وأهالي قرية عبلين يصفونها بالقديسة. وكانت مريم قد وصلت إلى عبلين بعد أن اتهم والدها بالقتل وهو من سكان حرفيش وسُجن في عكا وبعد أن خرج من السجن سكن في عبلين، وقد فقد والداها اثنا عشر طفلا إلى أن توجها إلى بيت لحم سائلين الله أن يهبهم ابنة ناذرين أن يسميانها مريم، فولدت مريم، وبعد ثلاث سنوات فقدت والديها فتكفل بها عمها الذي سافر لمصر وهي في العاشرة من العمر. أراد عمها تزويجها إلا أنها رفضت لأنها قررت أن تكون راهبة، وبسبب هذا الرفض قرر شخص ما  إلحاق الأذية بها فألقى بها في مغارة، فعالجتها سيدة حتى شفيت، وقالت مريم البواردي إن من عالجتها كانت مريم العذراء'.

البواردي تبني الأديرة

وأضاف: 'بعد أن نجت من الموت توجهت إلى دير كرمليت في فرنسا وهناك اكتشفوا قوة شخصيتها رغم أنها كانت في العشرينات من العمر فأرسلوها إلى الهند وتحديدا لمدينة مغنالور لإقامة دير هناك، من ثم إنتقلت للأراضي المقدسة وقررت بناء دير راهبات في بيت لحم بعد أن حصلت على موافقة البطرك في القدس للبدء بعملية البناء، ولأنها الوحيدة التي كانت تجيد اللغة العربية فقد كانت تساعد في البناء وعُرفت بتواضعها، وبعد إتمام عملية البناء في بيت لحم توجهت إلى الناصرة واشترت أرضا وقرر بناء دير كرمليت ثم عادت لبيت لحم وتوفيت بعد أربعة أيام إثر سقوطها خلال تقديمها مساعدة لعمال بناء الدير بعد أن كُسرت يدها وأصيبت بالتهاب'.

عجائب مريم البواردي

وتابع:' مريم توفيت وهي في الــ 32 من عمرها إلا أنها كتبت مئات المقولات، وبعد موتها بفترة قصيرة تم اعتبارها شخصية فريدة، وكانت مريم زارت عبلين قبل وفاتها بعام.

بدأ البعض بزيارة بيت مريم البواردي لإضاءة الشموع ثم أصبح الأمر تقليدا لدى أهالي عبلين، وتحول البيت إلى مكان مقدس'.

أما عن إعلان قداسة مريم في الفاتيكان فقد طالت عشرات السنين وذلك بعد إنقاذها لطفلة كانت مقعدة والتي تمكنت من المشي بعد أن فقد الأطباء الأمل من شفائها وذلك في العام 1929.

في العام 1983 تم الإعلان عن مريم طوباوية، ومن ثم قامت بأعجوبة أخرى لطفل ولد مع تشوه في القلب من إيطاليا والذي تم إنقاذه، وقد تواجد الطفل في حفل الإعلان عن مريم قديسة '.

 وأشار إلى أنه منذ الحروب الصليبية على فلسطين لم يتم الإعلان عن قداسة في فلسطين منذ حوالي 1000 سنة، وتقديس فلسطينيتين هو أمر هام بالنسبة للمسيحين ولكل السكان العرب في فلسطين. وتعتبر جميع الطوائف في إعبلين مريم قديسة'.

التعليقات