جهل في قضايا النقب بين أوساط الشباب العرب

المؤسف حقا أن قضية مصيرية كهذه لا تأخذ حقها في مجتمعنا عامة وشريحة الشباب والأجيال الصاعدة خاصة، ولمسنا أن جل من قابلناهم لا يعرفون سوى القليل من المعلومات عن القرى العربية مسلوبة الاعتراف ومنها أم الحيران في النقب.

جهل في قضايا النقب بين أوساط الشباب العرب

خطر الهدم والاقتلاع يتهدد قرية عتير - أم الحيران

تجهل غالبية الشباب من فلسطينيي الداخل التهديد المحدق بقرية عتير - أم الحيران مسلوبة الاعتراف في النقب، في أعقاب قرار المحكمة العليا الصادر يوم 2015.05.05 بالمصادقة على أوامر هدم القرية وتهجير أهلها بهدف بناء مستوطنة 'حيران' لليهود المتزمتين التابعين لمجموعات استيطانيّة في الخليل، على أنقاض القرية العربيّة، ويتضح من خلال هذا التقرير بأن ما يعرفه الشباب عن النقب بأنها منطقة صحراوية ليس أكثر!.

'عرب 48' استمزج آراء عدد من الشابات والشباب العرب حول قضية أم الحيران وما تحمل من مخاطر جدية إذ أن تهجير القرية سيشكل فاتحة لقرارات كثيرة تهدد الوجود العربي واحتياط الأراضي وشرعنة سلب الاعتراف بالقرى العربية وتسهيل تهجير الأهل من بلداتهم في النقب.

والمؤسف حقا أن قضية مصيرية كهذه لا تأخذ حقها في مجتمعنا عامة وشريحة الشباب والأجيال الصاعدة خاصة، ولمسنا أن جل من قابلناهم لا يعرفون سوى القليل من المعلومات عن القرى العربية مسلوبة الاعتراف ومنها أم الحيران في النقب.

شباب عرب: لم نسمع عن أم الحيران

وذكر الشاب أحمد عرابي لـ'عرب 48': 'لم أسمع أبدا عن قرية أم الحيران وفقط من خلال هذه المقابلة سمعت عنها، وما أعرفه عن منطقة النقب أنها منطقة صحراوية ليس أكثر، كذلك سمعت سابقا بسبب 'المناوشات' التي وقعت في البلدات العربية عن مخطط 'برافر' ولكن لا أعرف تفاصيله وما هو، فقط علمت بأن مخطط 'برافر' يخص منطقة النقب، كذلك سمعت عن المخطط كثيرا من خلال مواقع الإنترنيت'.

وفي لقاء مع ثلاثة طلاب من المرحلة الثانوية في طمرة رشيد وأيمن أبو الهيجاء وأحمد مراد من طمرة، أجمعوا أنهم لا يعرفون أي شيء عن النقب سوى أنها 'منطقة صحراوية'، فهم لا يتعلمون عن النقب بالمدرسة، و'لا أحد يهتم بالشرح لهم، كذلك لا يوجد اهتمام في نشر مشاكل النقب وقضاياه' على حد قولهم.

وأشار عبد أبو البصل من طمرة بأنه لم يسمع عن قرية أم الحيران أبدا، ولا يعرف ما يحدث في النقب، ذلك أنه 'لا أحد من المسؤولين والمثقفين السياسيين يهتم بتنظيم ندوات سياسية عن النقب وأم الحيران، بالرغم من أن الشباب العرب في البلاد مشغولون في حياتهم الشخصية، فيكفينا مشكلة عدم توفر أراضي لبناء المنازل، ونحن الشباب تشغلنا قضايا كثيرة غير النقب ومنها إيجاد أماكن عمل'.

أما فتح الله مريح فقال إنه 'في الآونة الأخيرة تعرفت على قرية أم الحيران وذلك بسبب التهديد بالهدم للقرية، لكن سابقا لم أكن أعرف أنه توجد قرية اسمها أم الحيران في النقب، ولا أعلم كيف تمكنت السياسات السابقة من إشغال الناس في قضايا أخرى مثل توفير لقمة العيش، حيث أن اهتمامات المواطن العربي الأساسية هي توفير لقمة العيش لعائلته، والعيش بكرامة وتحسين الأوضاع الاقتصادية، وهنا توجد مسؤولية على القيادات والأحزاب بأهمية تنظيم حلقات سياسية لرفع نسبة وعي الشباب، ومسؤولية على رجال الأعمال العرب الذين يعتبرون أنفسهم من الوطنيين بأن يوفروا أماكن عمل للشباب الفلسطيني'.

وقالت الشابة الأكاديمية وفاء ميعاري من قرية البعنة لـ'عرب 48' إنها لم تسمع بشكل واف عن قضية قرية أم الحيران، مسلوبة الاعتراف، في النقب، لكنها ترى أنه 'من واجب لجنة المتابعة والأحزاب والحركات الوطنية الفاعلة على الساحة العربية في البلاد أن تثير قضايا مصيرية كهذه، نحن نتحدث عن أناس وقرية ولهم الحق بالعيش الآمن على أرض وطنهم، ولذلك يجب إبراز هذه القضية الهامة'.

وأضافت: 'من المؤسف والمبكي حقا أن أهلنا في النقب الذين يعانون جراء حرمانهم من مقومات الحياة البسيطة والأساسية تواجههم السلطات بالهدم والاقتلاع والتهجير، هؤلاء بشر ويستحقون النظر إليهم بإنسانية، وعلى الجميع التحرك الفوري والسريع لمنع هدم القرية وتشريد أهلها'. 

وقال الشاب حسين عابد لـ'عرب 48' إن 'القائمة المشتركة مطالبة اليوم أن تطرح وتعالج قضية النقب كقضية مركزية تهم جميع المواطنين العرب في البلاد، هذه القضية إلى جانب قضايانا اليومية يجب أن تكون في رأس سلم الأولويات'.

وأضاف: 'سمعت الشيء البسيط عن أم الحيران، وحقيقة لا أعرف عنها الكثير، أين لجنة المتابعة والأحزاب العربية؟ ولماذا لا يثرون حياة الشباب بالتثقيف حول هذه القضايا المصيرية؟'.

وتابع: 'للأسف فإن قسما كبيرا من الشباب لا يعرف أي شيء عن قضايا الهدم والتشريد ومعاناة أهالي القرى العربية مسلوبة الاعتراف، وهم منشغلون في أمور أخرى غير مجدية'.

وتعتقد الشابة أماني تيتي أن 'المدارس العربية لا تساهم بتثقيف الأجيال الصاعدة حول تاريخ بلداتنا العربية وخاصة المهجرة ومسلوبة الاعتراف منها'.

وقالت لـ'عرب 48' إن 'قرانا العربية مسلوبة الاعتراف لا تحظى بالاهتمام المطلوب، وللأسف لم أسمع عن أم الحيران وقضايا أهلنا في القرى العربية مسلوبة الاعتراف، ومن الضروري أن تقوم المجموعات الشبابية ولجنة المتابعة والأحزاب العربية بتقديم وإثارة هذه القضايا المصيرية'.

ويرى الشاب محمد فرحات من قرية مجد الكروم أن 'قضية أم الحيران مسلوبة الاعتراف، هي قضية كل عربي في البلاد، وأنه على الجماهير العربية التحرك فورا لمنع إستفراد السلطات بأهلنا في النقب'.

وقال لـ'عرب 48' إن 'أبناء الأقلية العربية الفلسطينية في الداخل يجب أن يتحركوا ويتوجهوا إلى النقب للوقوف إلى جانب أهالي قرية أم الحيران وكل الأهل في النقب، وأن يقدموا لهم كل الدعم لمنع هدم واقتلاع وتشؤيد أصحاب الأرض الأصلانيين من أرض وطنهم'.



إسرائيل مستمرة في مخططاتها لتشريد وتهجير الفلسطينيين العرب بالنقب

تستمر المؤسسة الإسرائيلية في مخططاتها لتشريد وتهجير الفلسطينيين العرب في منطقة النقب ومصادرة ما تبقى من أراضيهم التي ورثوها عن الآباء والأجداد.

ويخيم شبح الهدم والترحيل على أهالي قرية عتير - أم الحيران، مسلوبة الاعتراف، منذ 13 عاما في أعقاب مصادقة لجنة التخطيط والبناء في الجنوب على بناء 1800 وحدة سكنية على أنقاض قرية أم الحيران التي ترفض إسرائيل الاعتراف بها، وينسجم المشروع مع مخطط 'برافر' الاقتلاعي القاضي بهدم 30 قرية عربية بالنقب ومصادرة نحو 50 ألف من سكانها ومصادرة نحو 800 ألف دونم بملكية المواطنين العرب.

ويهدف مخطط مستوطنة 'حيران' للمتزمتين اليهود إلى اقتلاع سكان قرية أم الحيران العرب، وبناء مستوطنة على أنقاضها لليهود.

وأصدرت المحكمة الإسرائيليّة العليا يوم الثلاثاء 5.5.2015، قرارًا نهائيًا بهدم وتهجير قرية عتير- أم الحيران، مسلوبة الاعتراف، وذلك بهدف إقامة بلدة يهوديّة ومرعى للمواشي على أنقاض القرية التي يبلغ تعداد سكّانها أكثر من 1700 إنسان. وجاء قرار المحكمة الصادر بأغلبية قاضيين اثنين ضد قاضيةٍ واحدة، بعد 13 عامًا من المداولات القضائيّة من أجل إلغاء أوامر الهدم والإخلاء، مثّلت خلالها المحاميّة سهاد بشارة من مركز عدالة أهالي القرية.

واعترفت المحكمة في قرارها بأنّ الدولة الإسرائيلية لا تخفي نيّتها هدم القرية من أجل إقامة بلدة 'ذات أغلبيّة يهوديّة' بحسب القرار، كما أكّدت المحكمة أنّ أهالي قرية عتير- أم الحيران لم يدخلوا الأرض بشكلٍ غير قانونيّ، إنما نُقلوا إليها في العام 1956 بأمرٍ رسميّ من الدولة، ذلك بعد أن تمّ تهجيرهم من قريتهم الأصليّة في العام 1948. ومع هذا، رأت المحكمة أنّ الدولة سمحت للأهالي باستخدام هذه الأرض، وعليه فإن القانون يمكّنها من أن تستردها وتتصرف بها كما تشاء!.

التعليقات