أعلن منتدى السلطات المحلية العربية الدرزية والشركسية عن إضراب عام ومفتوح يوم الأحد المقبل، يشمل جهاز التربية والتعليم والمصالح التجارية، وذلك بعد المماطلات والتهرب اللذين أصبحا نهجا لدى حكومات إسرائيل المتعاقبة تجاه قرانا وسلطاتنا المحلية.
وتسود البلدات العربية الدرزية في البلاد، هذه الأيام، حالة من الاستياء والغضب العارم جراء التمييز وعدم التزام السلطات الإسرائيلية بمنح ميزانيات التطوير التي أقرت في العام الماضي، وتعاني البلدات العربية الدرزية كسائر البلدات العربية الفلسطينية في الداخل من سياسة الإهمال وشح الميزانيات وانعدام أراضي البناء وأزمة المسطحات إلى جانب أوامر هدم المنازل وفرض الغرامات الباهظة.
وعقد مساء اليوم الجمعة، منتدى القرى الدرزية في مجلس محلي ساجور، اجتماعاً طارئاً، على ما يبدو لبحث خطط واقتراحات جديدة تقدّم بها مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير المالية في أعقاب الإعلان عن الإضراب المفتوح والمظاهرة يوم الأحد المقبل.
وكان العديد من رؤساء المجالس المحلية العربية الدرزية والشركسية قد تظاهروا يوم الأحد الماضي أمام مكتب رئيس الحكومة في مدينة القدس، وذلك بسبب عدم إيفاء وزارة المالية بوعودها بصرف الميزانيات وتحويلها بموجب الخطة الخماسية التي أقرتها الحكومة السابقة.
يوم غضب وإعلان الإضراب المفتوح
وفي أعقاب انسحاب وفد رؤساء المجالس المحلية العربية الدرزية من جلسة بالكنيست أول أمس الأربعاء مع وزير الداخلية احتجاجا على الاستخفاف، حسب ما وصفه رئيس منتدى السلطات المحلية العربية الدرزية والشركسية ورئيس مجلس ساجور المحلي، جبر حمود، قرر أعضاء المنتدى بعد انسحابهم الاحتجاجي عقد اجتماع طارئ لهم مساء أمس في أبو سنان، حيث تقرر إعلان الإضراب الشامل والمفتوح في كافة القرى العربية الدرزية يشمل المؤسسات التعليمية والمجالس المحلية.
وقال حمود لـ'عرب 48' إنه 'تم اتخاذ جميع الإجراءات والتجهيزات اللوجستية وتنظيم سفر منظم من مركبات وحافلات للتوجه بأوسع عملية احتجاج أمام الكنيست في مدينة القدس وأطلق عليه يوم الغضب الدرزي ولا صمت بعد اليوم'.
وكانت المجالس العربية الدرزية والشركسية قد اتخذت الأسبوع الماضي قرار تصعيد النضال والقيام بمزيد من الخطوات الاحتجاجية وإعلان الإضراب العام والشامل يوم الأحد المقبل حتى تستجيب الحكومة لمطالبهم والمصادقة على ميزانية الخطة الخماسية دون أي تعديلات من وزارتي الداخلية والمالية.
واتهم الرؤساء مختلف الوزارات الحكومية بالمماطلة والمراوغة والتهرب من تنفيذ بنود الخطة رصد وتحويل الميزانيات.
وسبق هذه المظاهرة بالقدس، إطلاق سلسلة مظاهرات لرؤساء السلطات المحلية العربية الدرزية والشركسية، مؤخرا على مفترقات الطرق كرميئيل، الكابري، يكنعام، كداريم وتسلمون، احتجاجا على عدم تنفيذ الحكومة لوعدها، بصرف مبلغ 180 مليون شيكل للسلطات المحلية العربية الدرزية والشركسية.
دغش: 'مستمرون حتى النهاية'
واستعرض رئيس مجلس المغار المحلي، زياد دغش، مسلسل الغبن التاريخي، وقال: 'يسعون لتفتيت وحدة المنتدى الدرزي، لكن نحن موحدون وماضون جميعا على خوض هذه المعركة حتى النهاية. ونحن نقوم بإجراء كل الاستعدادات لتنظيم يوم الإضراب والمظاهرة، واليوم هناك اجتماع لكل سلطة محلية لتنظيم السفر إلى القدس يوم الأحد المقبل وتجنيد أكبر عدد ممكن من المتظاهرين. وأؤكد أننا سنواصل بالإضراب المفتوح ولن نتراجع فهناك احتقان في الشارع لدرجة خطيرة وهذا قابل للانفجار، ونحن نعاني من أزمة عميقة في كل مناحي الحياة وبات واضحا للجميع أن الوعودات الكاذبة لم تعد تنطلي على أحد'.
وأضاف: 'إننا ماضون حتى النهاية في معركتنا وفي حال استعصت الأمور فكل الاحتمالات واردة بما فيها إعلان العصيان'.
حبيش: 'بلغ السيل الزبى والانفجار وارد'
وقال رئيس مجلس يركا المحلي، وهيب حبيش، إن 'الأزمة التي يعانيها الشباب بسبب السياسة العنصرية وهي لا تقتصر على طائفة دون أخرى، بل هي سياسة منهجية على كل من هو غير يهودي. نحن تعلمنا من التجربة أن الميزانيات والحقوق لا تعطى بالسهولة وبعد هذه التجربة الأخيرة في تنصل الحكومة من التزاماتها والاتفاقيات التي تمت بيننا لم يتبق أمامنا إلا المواجهة، لذلك سنعلن يوم الغضب ولا تراجع عن مطالبنا قيد أنملة'.
وأضاف: 'القضية ليست فقط قضية ميزانيات بل هي أزمة شاملة عميقة وخطيرة لأنها تدب اليأس والإحباط في نفوس شبابنا وهذا ستكون نتائجه وخيمة، فالشباب يعاني من البطالة وعدم توفر فرص العمل والتوظيف مع انعدام مسطحات البناء والمناطق الصناعية وأوامر الهدم وعدم وجود القسائم للأزواج الشابة'.
وأكد بالقول إن 'موقفي دائما كان بأن الحقوق يجب ألا تكون مربوطة بالواجبات، ونأمل أن لا يدفعونا أكثر نحو الزاوية لأن الأمر باعتقادي خطير جدا بسبب انسداد الطرق أمام الشباب الذي تكشف له الأمر ولم تعد تنطلي عليه الوعودات والتضليل'.
معدي: 'نحن مع النضال والمطلوب إلغاء التجنيد الجائر'
وأكد رئيس 'لجنة التواصل عرب 48' علي معدي، في حديثه لـ'عرب 48' موقفه الداعم للنضال المشروع لإزالة الغبن عن كاهلنا نحن المواطنين العرب في البلاد.
وقال: 'أكدنا مرارا وتكرارا أننا مع هذا النضال المشروع قلبا وقالبا لأن مطالبنا عادلة لرفع الإجحاف والغبن التاريخي الذي مارسته المؤسسة الإسرائيلية على مدار قرابة السبعة عقود بشكل ممنهج وظالم'.
وأضاف: 'أرغب بأن أوضح بخصوص ما يسمى بيوم الجندي الذي يصادف يوم الأحد المقبل أننا لا نعترف به وموقفنا الثابت هو ليس إلغاء يوم الجندي فحسب، بل نطالب الرؤساء بإلغاء قانون التجنيد الجائر، ونحن جاهزون لكل نداء للمجالس في هذا النضال المشروع والعادل لرفع الغبن والظلم عنا'.
يذكر أن مركز السلطات المحلية، بالتعاون مع منتدى السلطات المحلية العربية الدرزية والشركسية ووزارة المالية، قاموا بإعداد خطة خماسية لتطوير المجتمع الدرزي والشركسي.
وقد أقرت الحكومة قبل الانتخابات تحويل 180 مليون شيكل حتى منتصف شهر شباط الماضي، وتقرر إقرار خطة خماسية بمبلغ 2.3 مليار شيكل للمجتمع الدرزي والشركسي، بيد أنه حتى الآن لم يتم دفع مبلغ 180 مليون شيكل المتفق عليها.
وسمعت تحفظات في وزارة المالية من الخطة الخماسية، ويصر مركز السلطات المحلية ومنتدى السلطات المحلية الدرزية والشركسية على تنفيذ قرار الحكومة كما هو.
وشدد منتدى السلطات المحلية العربية الدرزية العربية والشركسية على رفض سياسة الحكومة بالمراوغة مع السلطات العربية الدرزية، وعدم الإيفاء بالوعود برصد الميزانيات المستحقة.
التعليقات