غطاس يكشف لـ"عرب 48" تفاصيل لحظة اختطاف أسطول الحرية

قبطان السفينة السويدية رفض الخضوع لأوامر الجيش الإسرائيلي، وطُلب مني التحدث عبر مكبر الصوت، ونقل رسالة الناشطين في أسطول الحرية وهي الوصول إلى غزة لكسر الحصار وإدخال المواد الطبية لأهلها.

غطاس يكشف لـ

النائب غطاس والرئيس التونسي السابق على متن أسطول الحرية

'مشاركتنا في أسطول الحرية لكسر الحصار الظالم الذي تفرضه إسرائيل على مليون و800 ألف فلسطيني في قطاع غزة، هي مشاركة إنسانية وأخلاقية وسياسية من الدرجة الأولى. هؤلاء المحاصرون في غزة أبناء شعبنا الفلسطيني، الإشكالية ليست في باسل غطاس أو أي فلسطيني أو أي إنسان آخر يناضل ضد الحصار، المشكلة في سياسات إسرائيل التي تمنع أي نضال عالمي لكسر الحصار'.

بهذه الكلمات افتتح النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، د. باسل غطاس، حديثه لـ'عرب 48' حول الضجة الإعلامية والتحريض الأرعن عليه من قبل اليمين الصهيوني المتطرف.

وكشف غطاس تفاصيل عملية اقتحام السفينة 'ماريان' التي تواجد على متنها برفقة الرئيس التونسي الاسبق المنصف المرزوقي، وقال لـ'عرب 48' إن 'نحو 70 جنديا إسرائيليا اقتحموا المركب بعد قرابة الساعة من محاولة إقناعنا بالتراجع والتوجه إلى ميناء أسدود، إلا أن الناشطين رفضوا عروض البحرية الإسرائيلية بتغيير مسار السفينة إلى أسدود لأنه لم يكن ممكنا أن نخون رسالة الأسطول وهي الوصول إلى قطاع غزة وكسر الحصار الظالم عن شعبنا هناك'.

وقال إنه شعر بخطر حقيقي على حياته عندما اقتحم جنود الاحتلال السفينة واعتدوا على المتواجدين على متنها من متضامنين، وصرخ ضابط إسرائيلي بالقول 'غطاس أنت تعرض حياة جنودنا للخطر!'، وأردف غطاس: 'عند هذه اللحظة الخطيرة من احتدام النقاش والاعتداء علينا ومحاولة صده أدركت أنه علي التصرف بحكمة وروية'.

وأوضح أن 'ما جرى هو قرصنة في عرض البحر وعملية اختطاف غير قانونية. ومع كل ما حدث فإن الجميل في الأمر خلال مرافقة المتضامنين الأوربيين وغيرهم تلمس أنهم مستعدون لتقديم كل شيء من أجل ما يؤمنون به، وقد عزموا الأمر على تقديم السفينة 'ماريان' هدية لأهالي غزة وصياديها، إضافة إلى المواد الطبية التي كانت على متنها'.

وأكد أن ضغوطات إسرائيلية وأوروبية مورست في سبيل منع انطلاق أسطول الحرية، قائلا إنه 'كان واضحا لنا في ظل هذه الضغوطات أن فشل الأسطول أو نجاحه منوط بنجاحنا في الوصول إلى سفينة 'ماريان' في عرض البحر، وأنه إذا انطلق الأسطول من دون وجودي أنا والرئيس التونسي السابق المرزوقي عليه فلن يكون له الوقع الدولي نفسه لدى الرأي العام العالمي'.

وأشار إلى رفض الجميع في المركب الاستجابة لتغيير مسارنا 'ماريان' وقال إن 'قبطان السفينة السويدية رفض الخضوع لأوامر الجيش الإسرائيلي، وطُلب مني التحدث عبر مكبر الصوت، ونقل رسالة الناشطين في أسطول الحرية وهي الوصول إلى غزة لكسر الحصار وإدخال المواد الطبية لأهلها، لكن بعد أن رفض الناشطون توجه جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتراجع قامت قوات كبيرة من البحرية الإسرائيلية باقتحام المركب قرابة الساعة الواحدة ليلا، وبالمقابل فقد قام قبطان السفينة السويدي بإيقاف محرك السفينة باعتبار أن السفينة هي سويدية وقد استغرقت ساعات طويلة حتى تمكنت قوات الاحتلال من إعادة تشغيلها وجرها إلى ميناء أسدود، ونجحنا بإفشال محاولتهم وكأننا وافقنا بمحض إرادتنا على تغيير مسار الأسطول، لذلك قاموا باقتحام السفينة والقيام عمليا باختطافنا منتهكين الأعراف الدولية'.

وأكد غطاس أنه 'كان هناك احتمال غرق السفينة بعد العدد الهائل من جنود الاحتلال الذين صعدوا على متنها، وعند وصول السفينة إلى ميناء أسدود تم الإعلان عنها منطقة عسكرية مغلقة، وجرى تفتيشي جسديا ومصادرة الهواتف النقالة التي أحملها ومن ضمنها الهاتف الشخصي، ولم يسمحوا لنا بالتحرك حتى في دائرة الجمارك، ورفضت الخروج من أسدود دون التأكد من سلامة الرئيس التونسي السابق المرزوقي، وتأكدت من أنه عاد إلى تونس'.

وأوضح أن 'ما يدفعنا إلى المشاركة في نشاطات تضامنية كأسطول الحرية والمخاطرة بحياتنا هو الهم الفلسطيني العام دون التنازل أو إهمال القضايا اليومية والحياتية للمواطنين العرب في البلاد. نرفض أن يحدد لنا اليمين الإسرائيلي والإعلام العبري  قواعد عملنا البرلماني ونصر على العمل وفق بوصلتنا الوطنية ووفق القواعد التي تحركنا وبرنامجنا الانتخابي'.

وأشاد غطاس بمشاركة الرئيس التونسي السابق المرزوقي، مؤكدا أنه إنسان ومناضل ومدافع كبير عن حرية الإنسان ومناضلا عنيدا بالدفاع عن حق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال.

وقال إنه 'كان إضافة نوعية للناشطين على متن السفينة، كما أنني دهشت من التزام الناشطين السويديين بالقضية الفلسطينية ومحاربة الحصار المفروض على قطاع غزة، ولقد اعتدى الجنود الإسرائيليون بشكل وحشي على الناشطين السويديين مستخدمين المسدسات الكهربائية الصاعقة، وأصيب  الناشط السويدي تشارلي أندرسون، بحروق في أنحاء مختلفة من جسده بفعل الصعقات الكهربائية من الجنود'.

ودعا غطاس النواب العرب ودعاة حرية وحقوق الإنسان إلى مساندة قضية الشعب الفلسطيني والمساهمة والمشاركة في أسطول الحرية المقبل لكسر الحصار الظالم المفروض على غزة.

يذكر أن وتيرة التحريض على النائب د. غطاس، بسبب مشاركته في أسطول الحرية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سنوات بدأت ترتفع مطالبة بإبعاده عن منصبه وسحب الحصانة منه وتقديمه للقضاء، غير أنه أكد أنه عازم على مواصلة عمله الإنساني في مناصرة قضية الشعب الفلسطيني عامة وكسر الحصار عن غزة خاصة، إلى جانب متابعة القضايا اليومية للعرب في الداخل.

ووجه غطاس تحية عبر 'عرب 48' إلى أبناء الشعب الفلسطيني في غزة قائلا إن 'أسطول الحرية حقق هدفه الأصلي بزيادة الوعي المحلي والدولي للأزمة الإنسانية في غزة الناجمة عن الحصار الإسرائيلي، ولن تثنينا الضغوطات والممارسات والاعتداءات الإسرائيلية عن مواصلة نضالنا لكسر الحصار عن غزة حتى ينعم شعبنا بالعيش الكريم كغيره من الشعوب'.

 

التعليقات