الرامة: مواطنون أقاموا عرائش ومطاعم وخطر الهدم يتهددها

تواجه ما باتت تعرف بـ"مطاعم الجبال" في أعالي قرية الرامة الجليلية مصاعب استصدار التراخيص وفرض الغرامات الباهظة التي تثقل على أصحابها مما يعيق تطور المنطقة سياحيا ومعيشيا.

الرامة: مواطنون أقاموا عرائش ومطاعم وخطر الهدم يتهددها

عرائش ومطاعم وسط الطبيعة الخلابة في جبال الرامة

تواجه ما باتت تعرف بـ'مطاعم الجبال' في أعالي قرية الرامة الجليلية مصاعب استصدار التراخيص وفرض الغرامات الباهظة التي تثقل على أصحابها مما يعيق تطور المنطقة سياحيا ومعيشيا.

وتنتشر على سفوح جبل حيدر الشاهق في أعالي الرامة عبر الطريق إلى قرية بيت جن ظاهرة العرش الخشبية المصممة بنمط قروي وتصميم خاص في منطقة رائعة الجمال، وترتادها أعداد كبيرة من المتنزهين من كافة أنحاء البلاد للخلود والسكينة في أجواء طبيعية وتناول وجبات خاصة من تشكيلات الأطعمة القروية والعصرية والتقليدية.

'عرب 48' رصد المشهد في المنطقة وتحدث إلى عدد من أصحاب المطاعم فيها.

عثمان: 'استثمرت أرضي في مبادرة خاصة فتعرضت للملاحقة'

سميح عثمان من قرية الرامة وهو صاحب مطعم 'العريشة' في أعالي القرية، أقام العريشة على قطعة أرض خاصة في حضن جبل 'حيدر' وسط كروم الزيتون والأشجار الحرجية وسط منظر ساحر يطل على قرى الشاغور والمنطقة، ويتبع في عمله نظاما خاصا حيث يفترش العريشة بالفراش القروي التقليدي، وعلى الزائر أن يخلع الحذاء قبل دخوله المكان، إلى جانب الأجواء الخاصة في فصل الشتاء ليتلقى الزبون خدمات خاصة من خليط تراثي عصري متفرد من حيث نوعية المأكولات والشراب والخدمة.

واستعرض عثمان لـ'عرب 48' المصاعب ومعيقات تطوير المنطقة، وقال 'أخوض معركة البقاء كما غيري منذ العام 2007 وعندما راودتني الفكرة لمشروع خاص كنت أعلم أن العربي في هذه البلاد تحدد له الدولة سقف للتقدم والتطور، وأن الكثير من القوانين الإسرائيلية فصلت على مقاسه لحصاره، وأن السياسة العنصرية واحدة وتقصينا من أي عملية تقدم وتطوير قرانا ومشاريعنا'.

وأضاف أنه 'رغم الملاحقة ورفضهم منحنا التراخيص، نحن مصممون على استثمار أراضينا بعد انسداد كل طرق المعيشة وحصارنا والتضييق علينا لتيئيسنا وحملنا على ترك ما تبقى من أراضينا بعد المصادرة. أريد أن أشير إلى أن المكان يزوره زبائن من كافة أنحاء البلاد وبات معروفا في الجنوب والمركز والشمال ويوفر أجواء خاصة لزبائنه في ظل القلق والتوتر وعدم الاستقرار الذي يعاني المواطنون، إلا أن السلطات والدوائر المختصة لم تتركنا بحالنا. أؤكد أننا متمسكون بحقنا ولن نتراجع، فنحن لا نتجاوز القانون في بحثنا عن معيشتنا ومعيشة أبنائنا، كل ما نريده العيش بكرامة، والمؤسسة هي من تخرق كل معايير المواطنة بوضعنا في خانة الأعداء وتتعامل معنا على هذا الأساس، ولن نخضع ولن نستسلم'.

إسماعيل: 'الحقوق مقابل الواجبات خدعة'

ويسعى تامر إسماعيل وهو شاب خدعوه بالخدمة العسكرية الإسرائيلية إلى تكوين نفسه لتعويض سنوات أضاعوها منه، وهو صاحب مطعم 'الأنوار' بالجهة المقابلة من سفوح جبل حيدر المعروف بارتفاعه وجماليته، وحوّل المكان إلى قاعة للأفراح والمناسبات المختلفة.

وتحدث لـ'عرب 48' مصمما بشكل قاطع على مواصلة مشروعه دون تراجع، 'نخوض المعركة منذ نحو تسع سنوات للحصول على التراخيص إلا أن جميع طلباتنا قوبلت بالتعنت والرفض بحجج وذرائع واهية وباتت ترهقنا الغرامات الباهظة والقلق والتوتر، وكذلك بعد أن تدخل المجلس المحلي مع لجنة التنظيم والبناء ومجلس منطقة جبل ميرون لم يحصل أي تقدم أو تجاوب رغم أن هذه الأراضي هي بملكية خاصة بالطابو إلا أن الأمر استعصى بعد أن طرقنا أبواب كل الدوائر والمؤسسات ذات الشأن. يتذرعوا تارة بجودة البيئة أو حماية الطبيعة ومخطط تاما 35'.

وأضاف 'أنا مواطن أردت العيش والبحث عن مصدر رزق يوفر العيش الكريم لي ولأسرتي وبالتالي هذا أبسط حق إنساني أسعى لتحقيقه، ولن أتراجع عن قراري مهما بلغ الأمر ولن يردعني السجن أو غيره من الإجراءات المجحفة والظالمة التي قد يتخذوها ضدنا. ثبت لنا أن الخدمة العسكرية خدعة كبرى. نحن نحتاج لكل الزائرين العرب وهذا دعم لنا وتعزيز لوجودنا بالمكان'.

فارس: 'ليأتوا ويهدموا وسأعيد البناء ألف مرة'

ويؤكد الشاب أديب فارس صاحب مطعم في منحدر على طريق الرامة وبيت جن هو الاخر أن العائلة تملك بالمكان 11 دونما من الأرض أراد استثمار جزء منها والحفاظ عليها إلا أن المشروع يصطدم بنفس العقبات والأسباب، وتحدث بلغة التحدي القاطعة وقال: 'إذا أرادوا الهدم فليهدموا، لن أترك المكان الذي ورثته أبا عن جد، ولن أقبل أن يحرمونا من العيش الكريم. إنهم يحاصرونا ويمنعونا من العيش'.

وأكد فارس تصميمه على البقاء في المكان والمحافظة عليه وعدم التنازل وإعادة بنائه إذا هدموه، قائلا 'هذه أرضنا ومكاننا هنا في أحضان الطبيعة الرائعة والمثيرة'.

التعليقات