اللد: اعتراضات على الخارطة الهيكلية لتجاهلها احتياجات العرب

الخارطة الهيكلية تتجاهل احتياجات المواطنين العرب وتعتبر أن عدد السكان العرب في المدينة سيبقى على ما هو عليه اليوم بعد 15 عاما

اللد: اعتراضات على الخارطة الهيكلية لتجاهلها احتياجات العرب

في أعقاب مصادقة الخارطة الهيكلية لمدينة اللد في لجان التنظيم والبناء، قدمت اللجنة الشعبية لعرب مدينة اللد اعتراضات على الخريطة المذكورة، تضمنت 500 توقيع جمت من خلال جمعيتي 'شاتيل' و'بمكوم' كخطوات إجرائية أولية، وذلك بسبب تجاهل هذا التخطيط احتياجات المواطنين العرب بهدف حملهم على ترك المدينة كجزء من مخطط التهجير المنهجي الذي تتبعه الدوائر الرسمية كما اعتبره البعض.

ووافقت اللجنة القطرية على تمديد فترة تقديم المعارضات والطعون على الخريطة الهيكلية لمدينة اللد حتى تاريخ 01/08/2015، لكي تمنح الفرصة الكافية لمن يريد تقديم طعن أو معارضة على الخريطة الهيكلية.

برغال: إيغال في سياسة التهجير

أكد الناشط والأسير المحرر مخلص برغال في حديثه لـ عرب 48 على استمرار السياسات العنصرية التي تستهدف عرب اللد، وقال: إن الخريطة المقرة بعد معاينتها من قبل مختصين ومهنيين تبين لنا بشكل جلي أنها تحمل في طياتها مشروع تهويد وتهجير خبيثا ومنهجيا يستهدف الوجود العربي في مدينة اللد بحيث تتجاهل معظم احتياجاتهم، إن لم يكن جميعها، حيث يتوقع أن يرتفع عدد المواطنين العرب من نحو 30 ألفا اليوم إلى نحو 50 ألفا في العام 2030.

وأشار برغال إلى أن الخريطة تتضمن أولا البناء العمودي المرتفع جدا، حيث يصل ارتفاع بعض المباني إلى 20 طابقا، وهو بناء لا يلائم المواطنين العرب من الناحية الاجتماعية والاقتصادية.

وأضاف 'يبين التخطيط أيضا تجاهل احتياجات العرب من حيث التزايد السكاني والتكاثر الطبيعي، مثل المدارس والمؤسسات والمرافق العامة، مثل الملاعب والمراكز الجماهيرية والعيادات الطبية، ناهيك على أن التخطيط لا يتضمن بناء أي حي عربي، ولا يتضمن تخطيط لصيانة الأماكن التراثية والأثرية مثل منطقة الخان الذي هو عبارة عن فندق أثري، وكذلك المصبنة ومعاصر الزيتون، مما يدلل على أن الخريطة جاءت كجزء وخطوة متقدمة في سياسة التهويد والتهجير لحملنا على ترك البلد'.

وخلص برغال إلى القول أن هذا التخطيط  يأتي بعد تغييب طويل لحقوق المواطنين العرب، لتتجاهل هذه الخارطة بشكل مقصود وممنهج لحقوقهم، ولا يوجد تفسير آخر سوى مواصلة التضييق والتيئيس لحملهم على ترك مدينتهم.

أبو صعلوك: يجب أن نتصدى معا لهذا المخطط لأنه يستهدف هويتنا..

 ابراهيم أبو صعلوك ناشط من سكان حي كرم التفاح في مدينة اللد، وأحد المعترضين على هذه الخارطة، بعث إلى أعضاء الكنيست العرب رسالة شارحاً من خلالها المخاطر التي تترتب على الخارطة الهيكلية لمدينة اللد، ومطالبا بالعمل على مواجهة المخطط الذي يعمق حالة التهميش والإقصاء.

يقول أبو صعلوك إن الخارطة المقترحة تحتوي على تخطيط بناء أبنية رأسية في الأحياء العربية في مدينة اللد دون الأخذ بعين الاعتبار نمط حياة السكان العرب، مما جعل السكان يقدمون الاعتراض على الخارطة بشكل عام، وعلى اقتراح الخارطة بناء أبنية تتكون من 6 طوابق ويصل بعضها إلى 20 طابقا في الأحياء العربية ككل، وفي حي كرم التفاح على وجه الخصوص.

وأضاف أبو صعلوك أن هذا التوجه إلى أعضاء الكنيست العرب بهذا الخصوص جاء لأن اقتراح الخارطة بناء أبنية رأسية تتكون من طوابق مرتفعة جدا في الأحياء العربية جاء منافياً لأبسط أسس العدالة والمساواة، حيث تم بناء أحياء لليهود المتدينين في المدينة، علما أن بينهم من استقدم من خارج المدينة، بحيث راعى المخططون نمط وأسلوب حياة اليهود المتدينين، وأخذوا بالاعتبار مجمل احتياجاتهم، مع تجاهل تام لاحتياجات ونمط حياة المواطنين العرب.

وخلص أبو صعلوك إلى القول إنه من هذا المنطلق ومن منطلق أن الهدف من هذا المخطط هو تغيير أسلوب حياة المواطنين العرب في اللد وسلخهم عن ماضيهم 'نرجو من أعضاء الكنيست العرب أخذ هذا الأمر على محمل الجد والتصدي سوياً لهذا المخطط بكل الوسائل القانونية والبرلمانية المتاحة مع العمل على تقديم تخطيط جديد وبديل لهذا المخطط الذي من شأنه أن يلحق أضرارا بالغة بوجود وحياة المواطنين العرب.

بيان اللجنة الشعبية: اعتراض على الخارطة الهيكلية المقدمة لمدينة اللد

وعممت اللجنة الشعبية بيانا على الأهالي جاء فيه أشار إلى أنه في بداية شهر أيار/مايو من العام الحالي طرحت وزارة الداخلية المخطط الهيكلي الجديد لمدينة اللد للفترة حتى 2030 لإطلاع الجمهور العام، ولإتاحة المجال لتقديم اعتراضاته. ويأتي هذا المخطط بعد سنوات طويلة انتظرت فيها المدينة مخططا ينظم المدينة واحتياجات السكان، بعد انتهاء المخطط القديم، وهو منذ السبعينيات الذي لم يأخذ بالحسبان النمو السريع في المدينة خلال السنين الماضية، وأضر غياب التخطيط طيلة هذه العقود على مناحي عدة في المدينة، وحياة السكان وخاصة على وضعية الأحياء العربية.

وجاء في البيان أن المخطط الهيكلي يعتبر السقف الذي يحدد تصور المدينة، ومن خلاله يتم التطرق لكل مناحي الحياة في المدينة، من تحديد الشوارع الرئيسية والحدائق العامة حتى عدد وحدات السكن المتاح بناؤها وفي أي منطقة، وإلى بناء مناطق صناعية ومدارس وروضات للأطفال وعيادات وغيرها.

ولهذا، بحسب البيان، فإن للمخطط الهيكلي أهمية كبيرة بالنسبة للسكان ومستقبل المدينة. خاصةً في مدينة اللد التي عانت وتعاني من عدم وجود أسس البنية التحتية والمرافق الأساسية. بالإضافة إلى ذلك يعاني السكان العرب من عدم وجود تخطيط وتنظيم للأحياء العربية، وأوامر هدم لمئات البيوت بحجة عدم الترخيص. ومن هنا تأتي أهمية تنبه سكان المدينة العرب في تقديم الاعتراضات ضمن المدة المحددة، وهي الفرصه الوحيدة التي يمكن من خلالها التأثير على المخطط الهيكلي لصالح السكان العرب.

أهم الاعتراضات :

1- التعداد السكاني : من المتوقع أن يرتفع عدد العرب في اللد الى 51000 مواطن من ضمن 120 ألفا في سنة 2030، ولكن وفق المخطط يتوقع أن لا يتغير التعداد السكاني للمواطنين العرب حيث يبقى العدد 27,000 في عام 2030 !!! وهو عدد السكان العرب الحالي، ما يعني أن المخطط يتجاهل تماما النمو الطبيعي للسكان العرب واحتياجاتهم. بينما يحتسب للسكان اليهود من 43 ألفا اليوم إلى 92 ألفا عام 2030، ويترتب على هذا التجاهل المقصود غياب أي مخطط لاستيعاب النمو الطبيعي، وبالتالي فهو تمييز صارخ في سياسات الإسكان؛

2- في أساس هذه الاعتراضات كون المخطط قصير الأمد ولمدة 15 عاما فقط، وهذه مدة غير كافية، لأن عملية التنفيذ ستكون بطيئة مقابل التغييرات والتطورات السكانية في المدينة؛

3- يعترف المخطط في إطاره الجديد بجميع الأحياء العربية وهذا أمر جيد، لكن طالما لا يوجد مخطط تفصيلي للأحياء فإن ذلك يطرح شكوكا كبيرة حول نية تطوير هذه الأحياء ولا يعني أن البلدية ستمنح تراخيص لبناء جديد، على العكس هذا يعزز من مماطلة وتقاعس عن منح تراخيص بناء جديدة؛

4- لا يوجد أي مخطط بناء جديد في الأحياء العربية أو لأحياء عربية؛

5- يطرح المخطط حلولاُ لأزمة السكن، وهو بناء أبنية متعددة الطوابق تصل إلى ١٩ طابقا، هذه البنايات مخططة في الأحياء المختلطة، لا يوجد أي مخطط بناء جديد في الأحياء العربية، وكما هو معلوم ووفق دراسات قامت بها وزارة الداخلية نفسها حيث قالت إنه وفق المعطيات الاقتصادية الاجتماعية لمعدل المدخول للعائلات العربية يتبين أنه لن تتمكن العائلات العربية من حيازة مثل هذه الشقق، وليس بمقدورها تحمل مصاريف صيانة مثل هذه المباني، والتي تكون عالية جدا. لذلك يجب تطوير سكن ملائم يحل ضائقة السكن، ويتيح الفرصة للسكان العرب عامة والشباب خاصة بالحصول على بيت. بالإضافة إلى ذلك نجد أن توزيع هذه الأبنية سيقوم بحد من إمكانية النمو للأحياء العربية ويضيق عليها؛

6- في اللد هناك عدة مباني تاريخية مثل خان الحلو ومصبنة الفار وغيرها، وهي معالم هامة وتاريخية إذ أنه وفق المخطط الهيكلي لا يوجد أي برنامج للحفاظ على هذه المباني وصيانتها وحمايتها، بل يتم بناء أبنية ذات طوابق، بجانبها، ما سيكون مزعجا للعين والفكر.

ودعا البيان الأهالي إلى التوقيع على الاعتراض، لما في ذلك من أهمية في مشاركة سكان المدينة في تحديد مستقبل مدينتهم.

التعليقات