النقب: مخطط "التأهيل العسكري" للعرب لن يمر...

الناشطون في النقب يؤكدون أن مخطط إقامة كلية للتأهيل العسكري لعرب النقب سيفشل بفضل الوعي المتزايد لمخططات السلطة في أوساط الشباب

النقب: مخطط

أفراد الشرطة يخلون سيدة عربية من أرضها في النقب بعد هدم مسكنها (أرشيف)

عبر عدد من النشطاء من عرب النقب عن استنكارهم ورفضهم المطلق لفكرة مخطط برنامج التاهيل العسكري للعرب في النقب، وذلك في أعقاب تصريح وزير الزراعة، أوري أريئيل، عن اعتزام السلطات الإسرائيلية إقامة مؤسسة تأهيل عسكري لعرب النقب، على شكل سنة تحضيرية للخدمة العسكرية، تكون خاصة بتجنيد المواطنين العرب البدو في النقب، على غرار المؤسسات التي يقيمها الجيش لتجنيد الحريديم والمستوطنين واليهود المتدينين عموما.

أبو مديغم:من يتعاون مع هذا الوزير لايمثل البدو

وقال الناشط عزيز أبو مديغم لـ'عرب 48' إن 'من العار أن التطوع في الخدمة العسكرية، لأن من يفعلون ذلك، وهم قلة، يكرسون فكرة فرق تسد، ويواصلون المحاولات لقطع العلاقة الوطنية فيما بيننا ويقسموننا وفقا لمخططاتهم الخبيثة لإضعافنا وتهميشنا'.

وتساءل أبو مديغم: 'هل الوزير هو المسؤول عن الزراعة أم عن الأمن والعسكر، وبدلا من أن يقول سنة تحضيرية للعسكر كان عليه أن يعلن على الأقل سنة هدنة لمنع التجريف والهدم ووقف مخططات التهجير'.

> اقرأ أيضا: الاحتلال يعتزم إقامة برنامج تأهيل عسكري لعرب النقب!

ولفت أبو مديغم إلى أن هناك 'من يتجند طوعا ويهدم بيته وهو في طريقه للخدمة، إذ يتلقى مكالمة  بحدوث الهدم في بلدته ولدى أقاربه وعائلته، فهم يسرقون الأرض والبيت ويسرقون التاريخ ويحرموننا الماء والكهرباء ويقطعون علينا شرايين الحياة ويريدوننا أن نخدم، فكيف يخدم أي عربي وفلسطيني وهم يهدمون العراقيب ومع اقتلاع أم الحيران وإقامة مستوطنة يهودية على أنقاضها. بالتالي القلة القليلة التي تتعامل مع هذا الوزير العنصري لا أرض لهم ولا تاريخ لهم، وسنتصدى لكل محاولة للتغرير بشبابنا'.

الأعسم: نحذر في ظل الفقر من الإغراءات الرخيصة

واعتبر رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، عطية الأعسم، أن الفكرة مرفوضة بشكل جملة وتفصيلا، وقال إن 'الصراع ما زال قائما بين إسرائيل والشعب الفلسطيني، ونحن جزء من هذا الشعب، ولن نحمل سلاح الاحتلال؛ وثانيا، كان على هذا الوزير أن يرفع الظلم ووقف الملاحقات ضد المواطنين العزل ونحن نتعرض لأبشع اعتداء على أراضينا وبيوتنا ووجودنا،  ولا نخدم سلطة تنكل بنا ليل نهار'.

وأكد أن 'مشروع الوزير لن يمر بأي شكل من الأشكال، ولفت إلى أن '|النقب هو الأكثر فقرا في البلاد وقد تستخدم الدوائر الإسرائيلية الإغراءات المادية وغيرها من المحفزات الوهمية التي يجب ألا تنطلي على شبابنا'.

وخلص الأعسم إلى القول إننا 'سنقوم من جهتنا بمواجهة أي طرح من هذا القبيل عبر الحملات الإعلامية والتوعوية لتبيان مخاطر الأمر، لأن هذا الطرح يمثل مقدمة للتجنيد الإجباري، كما ونؤكد أن فرية الواجبات مقابل الحقوق ثبت زيفها وهي كذبة كبرى، وأن أكثر من يعانون الأمرين في كافة مناحي الحياة هم اخوتنا العرب الدروز الذين فرض عليهم التجنيد الإجباري'.

الزبارقة: من يقتل ويفتك بنا عليه ان يخجل من هذا الطرح..

وقال عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي، جمعة الزبارقة، إن في 'الأمر وقاحة منقطعة النظير. كان على هذا الوزير العنصري أن يخجل من نهج الظلم التي تمارسه السلطات على أهالي النقب التي تهدم البيوت وتصادر الأرض وتقتل وتفتك بنا يوميا'.

وأضاف الزبارقة أن 'الفكرة مرفوضة تماما، وأقول أن من يخدم ومن يشارك |أصحاب هذه الأفكار فهي خيانة عظمى'.

وناشد الزبارقة الشباب قائلا: 'نناشد ونتوجه للشباب ليذهب للعمل بعزة وكرامة وللتعليم لصناعة مستقبل يليق بالإنسان،  ونحن نرفض التعاطي مع هذه المخططات المشبوهة والخبيثة ليبقى جيل الشباب مرفوع الهامة لأن وجودنا وحقنا ليس منة من أحد ولا نستمده من أمثال هؤلاء العنصريين، بل من أصلانية وجودنا وحقنا التاريخي على هذه الأرض'.

وخلص الزبارقة إلى القول إننا 'لن نتهاون بهذا الأمر وسنعمل وندعو كل المؤسسات والأحزاب واللجان لمواجهة مثل هذه الطروحات دون تهاون'.

أبو قويدر: هذه المحاولة ستفشل كسابقاتها

الناشط في الحراك الشبابي النقباوي، أمير أبو قويدر، شدد على أهمية المواجهة وعدم التراخي، وقال إن 'هذه المحاولة البائسة لطمس الهوية العربية هي استمرار لمحاولات التفتيت والشرذمة الطائفية والمناطقية التي شهدناها مؤخرا من محاولات  للعرب من الطائفة المسيحية ومحاولة لتشويه الوعي عند شبابنا، في حين يجري التحضير على قدم وساق لطرح مخطط برافر ثانية، وعسى هؤلاء أن يكونوا من يهدموا بيوت أهلهم ويعتقلوا إخوانهم، لكن رسالتنا واضحة: ستفشل هذه المحاولة كسابقتها وسيتصدى أبناء النقب لها وقد شهدنا انخفاضا واضحا في مستويات التجنيد في العقد الأخير بعد انتشار الوعي وتهالك أصحاب المنافع والمصالح الضيقة'.

أبو عبيد: الوعي لدى شبابنا سيفشل المخطط

وأكدت الناشطة في الحراك الشبابي، هدى أبو عبيد، رفضها المطلق لمجرد طرح الفكرة وقالت: أصلا غير جائز ولا يمكن ربط الحقوق بالواجبات مثل الخدمة العسكرية، لأن الحقوق أصلا مشتقة من المواطنة ومن أصلانية وجودنا على هذه الأرض وفي وطننا'.

وأضافت أبو عبيد: هناك حقوق أساس للمواطن وأولها أن نملك المسكن، وهم يحرموننا من ذلك، وأنا لست مستعدة لسماع هذا الوزير المستوطن ليرشدنا على الحلول، ونحن لدينا الحلول ولا نحتاجه ليعلمنا كيف نخدم و بأي شروط نسكن ونعيش.

وخلصت أبو عبيد إلى القول 'إننا على ثقة بشباب النقب ووعيهم، خصوصا وأن الوعي لمخططات السلطة يتزايد  وعدد الخادمين في الجيش يتناقص عاما بعد عام، وذلك يترافق مع ازدياد الوعي الوطني ولن ينجر المزيد من الشباب لتضييع سنوات شبابهم في الخدمة مع تعميق التهميش والاستهداف لأهل النقب'.

التعليقات