الناصرة: مستعدون للعودة إلى المدرسة

تزدهر رفوفُ المكتبات القرطاسيّة، في مدينة الناصرة، بالكتب المدرسيّة المتنوعة، قبيل افتتاح السنة الدراسيّة المقبلة 2015/ 2016، فما أن تدخل إحدى المكتبات حتى تتجاذبك ألوان تلك الحقائب وأدوات القرطاسيّة التي تنتشر في كلّ مكان.

الناصرة: مستعدون للعودة إلى المدرسة

مستعدون للمدرسة في الناصرة

تزدهر رفوفُ المكتبات القرطاسيّة، في مدينة الناصرة، بالكتب المدرسيّة المتنوعة، قبيل افتتاح السنة الدراسيّة المقبلة 2015/ 2016، فما أن تدخل إحدى المكتبات حتى تتجاذبك ألوان تلك الحقائب وأدوات القرطاسيّة التي تنتشر في كلّ مكان، حاملةً معها فرحة ما، ولكن هل يا تُرى تظلّ البسمة صامدة على شفاه الأهالي والطلبة مع غلاء المعيشة، وتغيير المنهاج الدراسيّ كل عام، امتحانات البجروت، ومشاكل تعليميّة أخرى عديدة.

 

مهام هامّة

في مدينة الناصرة، هناك 26 ألف طالب وطالبة، سيعودون إلى مقاعد الدراسة في الشهر المقبل، وبهذا الصدد تقول الطالبة رهف خوري، إن تحضيراتها للمدرسة جيّدة، فهي تحاول أن تشتري الكتب والقرطاسيّة، وفي المقابل فإن المدرسة أعلمتهم بجميع الكتب الواجب التزود بها، مما وفر لها الراحة قبل بدء العام الدراسي.

أما الطالب محمد سيدي، فقد عبّر عن تخوّفه من خوض امتحانات البجروت، فهو يحاول أن يتعلم وبتقدم بشكل مستمر، قائلاً إنه 'يجب التركيز في الحصص المدرسيّة، والمثابرة في حلّ الواجبات والبحث والمعرفة، فالتعليم هو من أهم الأشياء في حياة الإنسان، فأنا في الفترة الحاليّة أحاول أن أقتني جميع مستلزمات المدرسة، وذلك لأهمية التعليم وفوائده'.

اقرأ أيضًا | جلجولية: الشرطة تداهم مكتبتين وتصادر كتبا مدرسية

وتابع أنّه يتخوّف من مادة موضوع الرياضيّات، كونه صعب وفي ذات الوقت يعتبر من أهم المواضيع. وعن تجربتهِ في البجروت قال إنه 'في السنوات الماضية لم نكن نهاب امتحانات البجروت، ولكن كلام الاساتذة عن كثافة عدد امتحانات البجروت وضغطها جعلني أتخوف قليلاّ من هذه المرحلة'.

أسعار وازدهار

ويرى التاجر في محل للحقائب، رمزي رضا، أن الاستعداد أخذ يزداد، وبشكل خاص بعد عيد الفطر والعطل والسفر، فهناك من يختار التحضير للمدرسة من الآن أو بعد أسابيع، وذلك يتعلق بالوضع الاقتصادي، بالإضافة إلى عدد الأطفال، مشيراً إلى أن عدد الأولاد إن كان قليلا فستشتري العائلة المستلزمات بشكل مبكر أكثر من تلك العائلات كثيرة العدد، التي تنتظر الراتب، أو يسر الأحوال.

وتحاول المواطنة سوسن جماحنة، توفير جميع المستلزمات لابنتها، فهي لغاية الآن ترى أن التكاليف معقولة بسبب أنها لا تشتري إلا قلّة قليلة من الكتب التي تحتاجها، مما لم يسبب لها العبء الاقتصادي.

ويقول صاحب مكتبة في الناصرة، أحمد عبد الخالق، إنّ أسعار الكتب بالمجمل هي طبيعيّة، موضحاً 'لكن الكتب تأتي من وزارة التربية والتعليم بسعر موحد ولا يمكننا إجراء أي تخفيض أو تنزيلات أو خصم بها، وسعر الكتاب يأتي أغلى من سعرهِ الحقيقي مما يشكل ظلماً للأهالِي، الحقائب غالية بعض الشيء، ولكن يمكننا إجراء تخفيضات مراعاةً للزبائن، بعكس الكتب التي لا تستطيع تخفيض ثمنها'.

الكتب المدرسيّة

من جهتها، ترى المعلمة سماء دراوشة، أن الكُتب تتغيّر كل سنة بشكل مفرط، قائلة 'لديّ طلاب من أجيال مختلفة، ويتوجب عليّ كل سنة أن أغيّر الكتاب، وهو أمر لم يكن في السابق، ولهذه المسألة إيجابيات من حيث متابعة الطالب التعليميّة ورؤية ما قام بالإجابة عليه على الكراس، ومن جهة أخرى، التغيير هذا يعتبر تبذير بحق الأهل'.

بينما تفصح دراوشة أنّ القرطاسيّة أصبحت باختيارات كبيرة ومتعددة ومغرية، وهي مُكلفة للأهل وتجاريّة، مما نزع عنها طابع الدراسة، وطغى عليها سمة الصور الكرتونيّة، الأفلام، فرق كرة القدم، وغيرهم، فالعامل الذي يعتاش على راتب عاديّ، سيجد صعوبة في توفير جميع مستلزمات ابنه، في ظل هذه الأسعار والتشكيلة الواسعة من الرسومات المغرية.

ويوافق عبد الخالق على ذلك، ويثري ذلك من تجربتهِ في المكتبة، قائلاً إن 'الإقبال يأخذ بالازدهار مع اقتراب دخول المدارس، وهذا الإقبال يأتي أيضاً على مستلزمات دون سواها، وهي تلك المستلزمات التي تحتوي على شخصيات كرتونية محببة مثل منتج 'فروزن'، إحدى شخصيات ديزني، التي تشهد اقبالاً من قِبل الفتيات، مما سبب نفاذها من السوق بسرعة'.

التعليقات