النضال من أجل الأسير علان في عيون أهالي الناصرة

في هذا التقرير أجاب الشارع النصراوي على جزء من هذه الأسئلة كما يراها عامة الناس، الذين التقاهم "عرب 48" ومنهم المواطن زاهي غريب الذي يرى أنه لم يكن الحراك كافيا نسبةً لضخامة الحدث، آملاً أن يعود الأسير علّان إلى منزلهِ بأقرب وقتٍ ممكن.

النضال من أجل الأسير علان في عيون أهالي الناصرة

الحرية لأسر الحرية

في هذه الأيام الحرجة التي يقضيها الأسير الفلسطيني محمد علّان، في مستشفى برزيلاي قابعًا تحت خطر الموت أو الإطعام القسري، حين قرر مواجهة سياسة الاعتقال الإداري مناضلاً بأمعائهِ الخاوية معلنًا إضرابه المفتوح عن الطعام، وكردّ فعل على ما يعانيهِ الأسير علّان، الذي يمثل ضحية سياسات الاحتلال الإسرائيلي التعسفيّة، خرجَ الشارع في الداخل الفلسطيني بمظاهرات منددة لسياسة الاحتلال، مطالبة بحرية الأسير علّان، الإفراج عنه ومنحه حقوقه الكاملة.

هذه المظاهرات التي امتدت لأيام، في مدن وقرى عربيّة عديدة، كانت أبرزها أمس الأحد في عسقلان، هل كانت كافية بالنسبة لهذا الحدث؟ وهل هذا هو ردّ الفعل الملائم؟ وبأيّ أسلوب نضالي كانت ستكون أنجع؟ وهل نجحَ علّان في هزّ سرير الشعب الفلسطيني كي يستفيق؟.

 

وعي غير كافٍ

 في هذا التقرير أجاب الشارع النصراوي على جزء من هذه الأسئلة كما يراها عامة الناس، الذين التقاهم 'عرب 48' ومنهم المواطن زاهي غريب الذي يرى أنه لم يكن الحراك كافيا نسبةً لضخامة الحدث، آملاً أن يعود الأسير علّان إلى منزلهِ بأقرب وقتٍ ممكن.

ومن جهتهِ يرى المواطن طه عابد أنّ الشارع لم يتجاوب مع قضيّة علّان، لأنّه لا يعرف من هو علّان، قائلاً إن 'الناس لا تعلم ماذا يفعل علّان؟ وكم له من الوقت مضرب عن الطعام؟ وما هي ظروف اعتقاله؟ ولا أحد يعلم أنّه معتقل إداريّاً، ولا يعلمون أنّه محامٍ ولا لأي فصيل سياسي ينتمي، الناس تجهل كل المعلومات الأساسيّة الأوليّة، ولا أدري على من تقع مسؤولية تعريف شخصيّة علّان، المعرفة هي ما تنقص عامة الناس، ولهذا السبب لا يوجد التحرّك الكافي'.

المواطن عاصم أبو أحمد يشير إلى أنّ 'النضال ليس في المستوى المطلوب، فنحن نتعامل مع قضية إنسان يرفض اعتقاله التعسفي، ويرفض قانون الإطعام القسريّ، الذي يتدخل في جسد الإنسان بطريقة تختلف عن المعايير الطبيّة، فليس هناك وعي حول هذه القضايا لدى عامة الناس، ومن هنا يقول 'أطالب الجمعيّات والأحزاب أن ترفع نسبة الوعي، وتفعّيل الشارع بقضايا الأسرى الإداريين الذين يحتاجون لدعم قضاياهم من قِبل الشارع الفلسطيني عامةً'.

نضال وفق الدراما

يعود أبو أحمد ليؤكد على أنّ تفاعل الجمهور الفلسطيني في الداخل بالنسبة لقضيّة الأسرى بشكل عام تشوبه وتيرة مختلفة من النضال، إذ أنّ هذه الوتيرة تعلو حين تصل القضيّة إلى حالة 'الدراما'، وهي في حالة التركيز على حالة أو حدث معيّن كقضية الأسير سامر العيساوي، الشيخ خضر عدنان، والآن محمد علّان وإضرابه عن الطعام، وما يتبعه من قانون الإطعام القسري.

ويتابع أنّه على الحركة الوطنيّة الأسيرة استعمال آليات أكثر لتفعيل قضية المعتقلين بشكل عام، والأسرى الإداريين بشكل خاص، كون لا يوجد أي قانون في العالم يسمح اعتقال إنسان دون محكمة أو عرضهِ على قاضٍ، مما يسلب حرّيته وكرامته منه، مناشدًا وزارة شؤون الأسرى الفلسطينيّة، ونادي الأسير، وكل الجمعيّات والهيئات التي تعتني بقضايا الأسرى أن ترفع قضية الأسرى إلى درجات أعلى من النضال لتحسين ظروف اعتقالهم، أو تحرير الأسرى الإداريين.

المظاهرات

يوضّح غريّب أنّ سياسة الاعتقالات لم ترهب المتظاهرين، ولكن بحسب رأيهِ كانت هناك الكثير من الطرق للتضامن معه وليس فقط المظاهرات.

أما المواطنة أميمة أبو أحمد فترى أنّه لم يكن هناك تجاوب لهذه القضيّة، وبشكل خاص من الجهات المعنيّة وهي جهات فلسطينيّة وعربيّة لم تقم بتقديم كل ما تستطيع بهِ، وتشير إلى أنّ المظاهرات كانت جيّدة وسياسة الاعتقال لم ترهب الشاب الذي يناضل من أجل حقوق الأسير علّان.

التعليقات