إقرث: مخيم الجذور في عامه العشرين

العودة للجذور قصة انتماء يستمد منها الأقارثة قوتهم في إصرارهم أنه لا حل سوى العودة، ونريد العودة إلى تراب إقرث أحياء لا أموات وهذه قصة شعب هُجِر ويصر على عودته لقريته.

إقرث: مخيم الجذور في عامه العشرين

صور من إقرث

اختتم أول من أمس الجمعة مخيم الجذور العشرين في قرية إقرث المهجرة والذي شارك في إدارته والإشراف عليه عشرات المتطوعين والمرشدين من أبناء البلدة، وذلك  بحضور حشد من الأهالي والأقارب الذين وصلوا من مختلف المناطق للمشاركة في أمسية العودة.

افتتحت الأمسية بعنوان 'على هذه الأرض ما يستحقّ النضال' تلتها فقرة استقبال الحضور والترحيب بالحضور، وبعدها قدم المُشاركون فقرات مسرحية، وفقرة غنائية ملتزمة وأخرى فنية تتعلّق بالنكبة وحكاية التهجير.

وتضمن البرنامج عرض فيلم قصير من إخراج وتمثيل شبيبة إقرث، حيث أكدوا علاقتهم الوطيدة بالأرض والوطن والتمسك بحق العودة.

وعرض فيلم قصير من تصوير وإخراج جمعية حقوق الإنسان، ضمن مشروع 'عُدنا' لتصور مشهد العودة ويتناول بناء ملعب القرية منذ سنتين كعلامة تحمل الأمل بالعودة.

جريس: محطة لترسيخ القيم

وفي حديثها لـ 'عرب 48' قالت الناشطة رلى جريس، إن 'تقييمي الشخصي  للمخيم من حيث التنظيم والإدارة والبرنامج هو ممتاز، ونحن حرصنا على أن يتلقّى المرشدون التدريبات اللازمة قبيل المخيم، وقد عملوا جميعًا بالتعاون فيما بينهم على إنجاحه'.

وأضافت: 'لقد تم تمرير فعاليات تثقيفيّة، ترفيهيّة وفنيّة للمُشاركين على أكمل وجه، ومضامين تتعلّق بالهويّة واللغة والقضيّة الفلسطينية بشكل عام، وقضية إقرث بشكل خاص، وقد عملوا على ترسيخ قيم ومبادئ مهمة. نحرص أيضا على الاستمرارية بالسعي إلى تنظيم نشاطات عديدة وجولات في أنحاء القرية، حتى يتسنّى  دعم الشباب العائدين، والتواجد في القرية بشكل أكبر على مدار أيام السنة'.

وأوضحت أن 'المشاركة في مخيم الجذور تجربة رائعة ومُفيدة، ليس فقط للمشارِكين، وإنما للمرشدين أجمع، حيث يمنحوك الشعور بالثقة والقوة، ويساهمون في تنشئة جيل مثقّف يعي تمامًا هويته، حيل لم ولن ينسى ما حل بأجداده، وهم يُكملون مسيرتهم حتى نيل مطالبهم والعودة إلى أرضهم'.

يعقوب: خسرتم الرهان فذاكرتنا حية

أما المرشدة نجمة يعقوب وهي من الجيل الثالث للتهجير فولدت وعاشت في كفر ياسيف، تشارك بالمخيم منذ السنة الأولى، استعرضت أهداف المخيم بإيجاز قائلة إنه 'بعد اختتام مخيمنا العشرين أرى أننا استطعنا أن نحقق أهداف المخيم بنجاح كبير.  
ومن أهداف مخيماتنا التي تُقام على أرض إقرث سنوياً منذ سنة 1996 تعزيز روح الانتماء، توعية الجيل الثالث والرابع حول قضية العودة كجزء من روح القضية الفلسطينية، والعمل على تقوية العلاقات الاجتماعية بين أهالي بلدتنا وخاصةً الجيل الجديد من خلال فعاليات المخيم والتواصل الدائم مع بلدتنا'.

وأضافت 'إننا نعمل على ثلاثة أبعاد وهي الماضي، الحاضر والمستقبل، حيث أننا نربطهم بقصص وذكريات من الجيل الأول، نعّرفهم على ثقافتنا، عاداتنا وتراثنا، ونزّودهم بمعلومات حول حيثيّات القضّة وحول الجهود التي يبذلها الجيل الثاني وجيل الشباب من أهالي القرية، ومن خلال ذلك نطمئن أنفسنا بأن هنالك من سيكمل المسيرة النضالية التي بدأ بها أجدادنا منذ التهجير، حتى تحقيق حلم العودة. وبهذا، أود أن اختتم وأقول لبن غوريون إنه أخطأ بقولِه 'الكبار سيموتون والصغار سينسون'.. نعم، الكبار يموتون، لكن الصغار حتماً لا ينسون.. بل يستمرون، بإصرار وأمل وقوّة'.

د. عطا الله: تفجير شعلة الإصرار

وقال رئيس لجنة أهالي إقرث، د. إبراهيم عطا الله، إن 'العودة للجذور قصة انتماء يستمد منها الأقارثة قوتهم في إصرارهم أنه لا حل سوى العودة، ونريد العودة إلى تراب إقرث أحياء لا أموات وهذه قصة شعب هُجِر ويصر على عودته لقريته'.

وأضاف أن 'العودة لجذورنا في إقرث ليست حق نستحقه فحسب وإنما واجب وطني على كلٍ منا أن يحمل قسطاً من هذا الحمل المشرف. لقد غرس بنا آباؤنا حب إقرث وأرض إقرث وترابها وإرثها، وكنا وما زلنا له نخلص في انتمائنا وعملنا بجد وتصميم وإباء من أجل العودة لهذا الوطن، وها نحن نؤكد هذه العزيمة الصادقة بشموخ وإباء لا يتزحزحان لنلتقِي مرة أخرى من خلال مخيم الجذور العشرين'.

مخيم الجذور

وحول فكرة المخيم ومضامينه،  قال د. عطا الله إنه 'تعود بدايات هذه المبادرة والتي أصبحت نهجاً من نضالنا من أجل العودة للقرية إلى صيف 1996  قبل توصيات 'ليبائي' وبعد مخيم العمل التطوعي 'صداقة' بين 13 و 15 تموز 1996 حيث شارك بالحملة حوالي 50 شخصاً من حركة الصداقة وأهل البلد الذين قاموا بتنظيف المقبرة وحيّز الكنيسة. عندما آلت همة الشباب آنذاك، رجال اليوم وشيوخها لفعل شيء من أجل القضية، توجهت النوايا إلى هذا المشروع، 'مخيم لمدة أسبوع كامل يتضمن المبيت'. واستمر هذا المخيم بعطائه لأبناء إقرث حتى يومنا هذا في تنمية الانتماء لدى أطفال وشباب القرية لهذه القرية وميراثها وتشديد إصرارهم على النضال من أجل قضيتهم. لقد أثبت شباب هذه القرية أن سرقة محتويات بيوتهم وتفجيرها ومن ثم سرقة حجارتها وخشبها لم يعد عليهم إلا بتفجير شعلة الإصرار وتثبيت العزيمة الراسخة بأنهم أصحاب البيت وأنهم أصحاب القضية إلى يوم الدين'.

وتابع أن 'تتميز قضية إقرث بسيرورتها خلال سبعة عقود وبإقرار أعلى سلطة قضائية بالبلاد التي تؤكد حقهم في قريتهم وبإصرارهم وعزيمتهم الأبية، ألا عودة عن العودة. منذ مخيم الجذور 2012 أعلن فريق من شباب إقرث عودتهم وسكنهم في إقرث ومزاولة حياتهم اليومية من مكان إقامتهم إقرث'.

ولفت إلى أنه 'لم يكن مخيم الجذور الإقرثي خلال القرنين الماضيين إلا عرساً إقرثياً يتوج جهود أبنائه القائمين على هذا النضال، يجدد العهد وينمي التواصل مع القرية والتعرف عليها عن قرب'.

وأكد أن 'شباب إقرث أتموا العقد الثاني من استمرارهم في إقامة مخيمهم على أرض إقرث المهجرة، وتجمع الشباب والأطفال والمرشدون في ساحة الكنيسة صباح الثلاثاء معلنين عن انطلاق المخيم الصيفي الذي يهدف الى تعزيز العلاقة بين أبناء هذه البلدة وأرض الآباء والأجداد وتطوير الانتماء وتنمية الذاكرة الجماعية'.

التعليقات