بعد انتشار خبر زيارة وزير الثقافة، ميري ريغف، إلى مدينة النّاصرة، اليوم السبت، لحضور أيام ثقافيّة 2015، في ساحة العين في مدينة النّاصرة، ثارت العديد من ردود الأفعال حول هذه الزيارة.
وقد أُذيع الخبر في عدة وسائل إعلاميّة، ومواقع التواصل الاجتماعي، مع نشر دعوة لاستضافتها من قِبل بلديّة الناصرة، حيث أكّد رئيس بلديّة النّاصرة، علي سلّام، في اتصال هاتفي له مع موقع عرب 48 على ترحيبهِ بمثل هذه الخطوة التي يستضيف فيها ريغيف، قائلاً: 'لا توجد أيّة مشكلة في هذه الزيارة، بل هي كزيارة شارون وأولمرت سابقًا للنّاصرة، وغيرهم من المسؤولين، فأين المشكلة في استضافتها؟، لا شيء يستدعي كل هذا على الإطلاق'.
ردود الفعل
يرفض سكرتير فرع التجمع الوطني الديمقراطي في الناصرة، نايف أبو أحمد، هذه الزيارة، كما يرفض إعطاء منصات لهؤلاء 'العنصريين، ورفض إقحام شبابنا في أي مشروع ديماغوغي تحت أي مسمى، فموقفه هو ذاته من كافة الشخصيات الصهيونية التي أرادت الحضور إلى الناصرة واستغلال منبر أمام المواطن النصراوي'.
يقول أبو أحمد إنّ ميري ريغيف وأمثالها بعيدون كل البعد عن ثقافة الشعب العربي الفلسطيني وعن ثوابت المواطن العربي في الداخل، مشيرًا إلى أنّ ممثل التجمع في البلدية، المسؤول عن قسم التربية والتعليم، همام أبو أحمد، سيقاطع هذه الزيارة من نفس المنطلق ولنفس الغاية والهدف؛ فـ'كيف يمكن أن نستقبل بين ظهرانينا من استنفرت وزارة كاملة من أجل وقف عرض مسرحية الزمن الموازي، على سبيل المثال لا الحصر'.
من جهته يؤكد عضو بلدية الناصرة عن كتلة 'شباب التغيير'، أشرف محروم، على موقفهِ غير الداعم لهذه الزيارة، بالقول: 'لا أهلاً ولا سهلاً بميري ريغف، النّاصرة على مرّ الأجيال كانت قلعة وطنيّة، وبذلك موقفنا في شباب التغيير واضح دون أي تردد، نحن نرفض استقبال أي مسؤول عنصريّ يتفوه بتصريحات عنصريّة ضد شعبنا الفلسطيني وينتهك حقوقنا كفلسطينيين'.
ويأتي موقف عضو بلدية الناصرة عن كتلة الجبهة، شريف زعبي، أيضا رافضًا لزيارة لميري ريغف 'العنصرية التي تريد أن تحتفل بالناصرة.. ريغف التي تريد أن تمحو ذكری النكبة، وتريد تعليم أطفالنا في المدارس رموز الصهيونية، غير مرحب بها لتحتفل بالناصرة'.
يقول زعبي 'أنا لا أعارض ان يقوم رئيس البلدية بالاجتماع بالوزراء بشكل مهني لحل مشاكل بلدية وقضايا محلية وتجنيد ميزانيات للبلدية. هنالك مشاكل كثيرة في البلد بحاجة إلی حل مثل دوار الكراجات وميزانيات للمدارس والفرق الرياضية وغيرها من القضايا والمشاريع الملحة'، ويوضح أن 'تجنيد الميزانيات هو حق لنا كجماهير عربية في هذه البلد، ونحن في ذلك لا نستجدي أحدا عندما نطالب بحقوقنا، أما الاحتفال مع وزيرة عنصرية حاربت المؤسسات الثقافية العربية فهو موقف سياسي مهادن للسلطة، يضعنا في خانة الاستجداء بدل أن يكون موقفا حازم من أجل حقوقنا في البلاد'.
ويضيف أنه على رئيس البلدية أن يبلغ ريغف بأنّه غير مرحّب بآرائِها العنصرية ولا مكان لها للاحتفال بين أهالي الناصرة.
المدارس الأهلية
وعلى صلة، يوضح نايف أبو أحمد أنّه كان الأجدر بميري ريغيف حل مشاكل المدارس الأهليه بالتقسيم المنصف للميزانيات، بدل محاولة الالتفاف على 33 ألف طالب عربي ما زالوا خارج إطار التعليم.
ويضيف 'قررنا نحن، في تجمع الناصرة، مقاطعة الأيام الثقافية حضورًا ومضمونًا، فلا ثقافة من خلال الاحتلال، حيث لا تجلب الشخصيات العنصرية سوى الفكر الفاشي الذي نبغضه ولا نريده لأبنائنا ولا لأنفسنا'.
وفي السياق ذاته، يقول أشرف محروم إن قضية زيارة ريغف حساسة للمجتمع العربي عامةً، في ظل الأزمة التي تعاني منها المدارس الأهليّة بسبب السياسات العنصريّة التي تنتهجها الدولة، مشيرًا إلى أنّه 'من واجبنا الوطني أن نقف وقفة واحدة ضد هذه الشخصيات العنصريّة التي تنتهك حقوق شعبنا، وتصرّح بقتل الأطفال الفلسطينيين، كما فعلت ريغف'.
وأعلن محروم عن تظاهرة لشباب التغيير عند ساحة العين في الساعة السادسة من عصر اليوم، السبت، داعيًا جميع الفئات والجماهير العربيّة والنصراويّة للوقوف بها والاتحاد معها.
ويوضح محروم أنّ النّاصرة في هذه الأوقات متأثرة سلبيًا من أزمة المدارس الأهلية التي طالت 50% من الطلاب النصراويين المضربين عن المدرسة، وهي مدارس عُرفت على مرّ الزمن بانتمائها الوطني، وتخرج للمجتمع جيلاً واعياً وثقفاً يخدم قضاياه، موضحًا أنّ زيارة رييغف لا تفيد أو تخدم أيّ قضية في الناصرة، وما هذه الخطوة إلا عبارة عن منبر شرعي إضافي تتفوه به وتتمادى وتكرر مواقفها العنصريّة السابقة ضد أبناء شعبنا.
التعليقات