اعتداءات اليهود على العرب: تحريض وتعتيم ودعوات للقتل

وأدى التحريض الذي تمارسه المؤسسة السياسية الإسرائيلية وإعلامها، على المواطن العربي، في الأيام الأخيرة إلى العديد من الاعتداءات على العرب في القدس والقرى والمدن العربية والمختلطة

اعتداءات اليهود على العرب: تحريض وتعتيم ودعوات للقتل

تصاعدت موجة التحريض الإسرائيلية على المواطنين العرب في البلاد بصورة كبيرة جدًا. وأدى هذا التحريض الذي تمارسه المؤسسة السياسية الإسرائيلية وإعلامها، على المواطن العربي، في الأيام الأخيرة إلى العديد من الاعتداءات على العرب في القدس والقرى والمدن العربية والمختلطة، بعضها استطاعت قوى الأمن الإسرائيلية التعتيم عليها كالطعن الذي تعرّض له شاب في مدينة حيفا، وبعضها خرج إلى الإعلام من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وبعضها حين خرج للإعلام، ادّعت قوّات الاحتلال ووسائل إعلامه بأنه عبارة عن إحباط عملية طعن، كما حصل مع الفتاة مرح باكير التي أصيبت في القدس، أمس.

وقال شاهد عيان لـ'عرب 48'، إن شابًا من بلدة دالية الكرمل، القريبة من حيفا، تعرّض لعملية طعن في منطقة الكرمل، أمس الاثنين، بعد أن تأكدت مجموعة من المتطرّفين اليهود أنه عربي.

ويروي الشاهد الذي قام بنقل المصاب إلى مستشفى الكرمل في حيفا ما حصل، قائلا إنه 'أثناء عملي في محطة وقود بالكرمل في حيفا، رأيت شخصًا يركض باتجاهي وكانت الدماء تسيل منه طالبًا المساعدة. فسألته عما حصل له، فرد قائلًا إن مجموعة من اليهود سألوه إن كان عربيًا، فرد قائلًا إنه درزي، فقاموا بطعنه أكثر من طعنة واحدة في البطن'.

وأَضاف أن 'الشاب أخبره قبل أن يتم نقله إلى المستشفى بأن مجموعة من اليهود المتطرّفين تتجوّل في الكرمل، وتبحث عن عرب بهدف تنفيذ عمليات انتقامية'.

وقال صاحب حانوت بقالة بمنطقة كريات آتا، لـ'عرب 48' إنه وعلى نفقته الشخصية، قام باستئجار حماية خاصة لدكانه، بعد أن كان المارة اليهود يهدّدونه ويتوعّدونه بالقتل، مضيفًا أنه 'على الرغم من أن على المركز التجاري أن يوفر لي الحماية إلّا أنه لم يفعل ذلك رغم طلبي ذلك أكثر من مرة'.

وبالأمس، اعتدت مجموعة من اليهود على فتاة عربية من حيفا في مدينة تل أبيب، إذ ادّعوا أنها كانت تريد تنفيذ عملية طعن، وتبين لاحقًا أن الحديث يدور عن شجار دار بينها وبين مسافر يهودي داخل سيّارة الأجرة. فصرخ اليهودي زاعما أنها حاولت طعنه فقاموا بالاعتداء عليها وضربها وتكبيلها حتى وصلت سيّارات الشرطة واقتادتها إلى مراكز الاعتقال.

وأظهر شريط فيديو مصوّر آخر انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي، قيام يهود بالاعتداء على عامل بلدية ديمونا، ويظهر في الفيديو العامل وهو مكبّل على الأرض، ويقومون بركله حوالي 10 أشخاص على رأسه بينما ثبته أحدهم على الأرض، وتبيّن لاحقًا أنه لم يخطّط لأي عملية طعن، بل تم الاعتداء عليه.

وهذه ليست اعتداءات عفوية، بل هي ناتجة عن تحريض ممنهج تقوم به مجموعات يهودية متطرّفة، إذ انتشرت دعوة على شبكات التواصل الاجتماعي تدعو للابتعاد عن العرب، وعدم التعامل معهم ومطالبة قوّات الأمن بتفتيشهم لمجرّد كونهم عرب.

وجاء في الدعوة، أنه 'إذا رأيتم عربيا، أي عربي، في موقف الحافلات، عليكم الابتعاد عنه، واستدعاء الشرطة لتفتيشه، لم يكن يظهر على أي مخرّب من المخرّبين أنه مخرب، لذلك من الممكن أن يكون صديقك العربي أو العامل العربي معك وحتى لو كنت تعرفه منذ 10 سنوات، سيتغيّر تعامله معك بسبب التحريض في المدارس والمساجد، وكل ما يهمهم هو أن يكونوا شهداء'.

هذه الدعوة ليست الوحيدة، فقد بيّن رصد أجراه خبراء شبكات التواصل الاجتماعي، أن الجمل التحريضية على العرب في شبكات التواصل الاجتماعي ارتفعت بنسبة 400% خلال الأسبوع الأخير، ومن أكثر الجمل تداولًا كانت مقولة 'نستطيع التحدّث عن نكبة جديدة أيضًا، وليس عن انتفاضة ثالثة فقط'، التي قالها عضو كنيست عن حزب 'البيت اليهودي'، ممّا يدل على أن هذا الارتفاع في نسبة الاعتداءات نابع من تحريض كبير على شبكات التواصل الاجتماعي، وتحريض أكبر من قبل المؤسسة السياسية.

 

التعليقات