الطيرة: جدل بعد المشاركة المحدودة بالتظاهرة ضد قتل سهى منصور

أثارت المشاركة المحدودة أمس، السبت، في التظاهرة الاحتجاجية، بمدينة الطيرة، ضد جرائم قتل النساء، وذلك بعد جريمة القتل الرهيبة التي راحت ضحيتها المربية سهى منصور مساء الخميس، جدلا حادا في الطيرة والمجتمع العربي.

الطيرة: جدل بعد المشاركة المحدودة بالتظاهرة ضد قتل سهى منصور

جانب من التظاهرة الاحتجاجية في الطيرة

أثارت المشاركة المحدودة، أمس السبت، في التظاهرة الاحتجاجية في مدينة الطيرة ضد جرائم قتل النساء، في أعقاب جريمة قتل المربية سهى منصور، جدلا حادا في الطيرة وفي أوساط الناشطين في المجتمع العربي.

وأثيرت تساؤلات حول عدم مشاركة بعض الجمعيات القطرية والمحلية التي دعت للوقفة الاحتجاجية ووقعت على البيان الذي صدر قبلها بيوم واحد، ودور الأحزاب السياسية وبلدية الطيرة وما وصفه بعض من تحدثوا لـ'عرب ٤٨' باستحواذ الجبهة عليها وعدم دعوة الجماهير الواسعة في الطيرة للمشاركة.

وانتقد ناشطون منظمي التظاهرة بعد أن تبين أن معظم المتحدثين فيها من الرجال، وهي  تظاهرة ضد قتل النساء، إذ تحدث ثلاثة، هم محمد بركة ومأمون عبد الحي وسامح عراقي في المقابل تحدثت امرأة واحدة فقط وهي عهود شبيطة. وقال ناشطون لـ'عرب ٤٨': كان المشهد مثيرًا للحزن والسخرية في آن واحد، فالمشهد كان ذكوريا بامتياز وسمعنا شعارات رنانة ليس إلا وتم تجاهل الحضور النسوي الطاغي على التظاهرة. كيف تقبل الجمعيات النسوية التي دعت للنشاط أن يحصل ذلك. هل كان بالتنسيق مع الجمعيات أم أن فئة معينة سيطرت على المنصة واستثنت من قدمن من خارج الطيرة؟​

عنبتاوي: 'وقفة احتجاجية هزيلة لم ترتق إلى مستوى الحدث'

وقالت مديرة جمعية كيان، رفاه عنبتاوي، لـ'عرب 48' إن 'الوقفة الاحتجاجية التي دعونا إليها كجمعيات نسوية وحقوقية كانت هزيلة ولا ترتقي إلى مستوى الحدث. حدث كهذا يتطلب هبة شعبية وجماهيرية وليست فقط مشاركة تمثيلية'.

وتابعت أنه 'على الجمعيات النسوية والأحزاب السياسية العمل بشكل جاد أكثر على هذه القضايا، وليس فقط المشاركة بممثلين معدودين من أجل المشاركة فقط، على الجميع التجنيد والتحشيد من أجل هذه القضية'.

اقرأ أيضًا| الطيرة: تظاهرة ضد جرائم قتل النساء تتحول إلى مسيرة

وعن الخطوات القادمة، قالت عنبتاوي إنه 'على الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني ولجنة المتابعة والأحزاب السياسية عقد اجتماع تنسيقي طارئ لبحث محاربة هذه الظاهرة طوال الوقت، لا يمكن أن ننتظر الجريمة القادمة لنتحرك، هذه ليست قضية الجمعيات النسوية لوحدها، بل هي قضية مجتمع كامل، وعلى الجميع تقع مسؤولية محاربتها'. 

عبد الحي: 'لم يكن أي تنسيق مع البلدية'

وقال رئيس بلدية الطيرة، المحامي مأمون عبد الحي، لـ'عرب 48' إن 'التظاهرة دعت إليها جمعيات نسوية، الأمر كان عفويا كرد فعل على الحادث المؤسف والإجرامي بحق المربية سهى منصور، ولم يكن هناك أي تنسيق مع بلدية الطيرة أو أي قسم منها، ونحن لا نلوم أي أحد، لكن هذا نتيجة للتخطيط السريع وهناك رد فعل إيجابي كخطوة أولى، ومخطئ من يرى الأمر بشكل سلبي، فالمشاركة كانت ممتازة نوعا ما من قبل شرائح تمثل جمهورا كبيرا من الطيرة'.

وتابع: 'تحدثنا عن وقفة لا عن تظاهرة ولا عن مظاهرة والداعي للوقفة كانت الجمعيات النسوية، ونحن في البلدية لا ننتظر دعوى ونحن شاركنا بجميع مركباتنا'.  وقال إن 'بعض الناس يصرون على رؤية الأمور من ناحية سلبية ولا أعرف لماذا'.

وردا على الانتقادات تجاه البلدية بأنها لا تضغط بالشكل المطلوب على الشرطة لملاحقة الجناة وعدم تنفيذه تعهده قبل أعوام بأنه سيخلي الشرطة من مبنى تابع للبلدية إذا لم تحقق إنجازات وأن البلدية لم تجند للتظاهرة بتاتا، قال عبد الحي إن 'من يقيل أو يحاسب الشرطة هي السلطات وليس نحن، ونرى الأمور بشكل إيجابي. وأؤكد أن ردة الفعل مباركة ومن الممكن أن يكون هناك فعاليات أخرى في الوقت القريب، وندعو لعدم تقديم الأمور بصورة سلبية وإنما رؤيتها من منظار إيجابي'.

سلطاني: 'الجبهة استحوذت على التظاهرة'

وقال عضو بلدية الطيرة عن التجمع الوطني الديمقراطي، حسني سلطاني، لـ'عرب 48' إن 'فشل الوقفة الاحتجاجية أمس يعود بالأساس إلى استحواذ ممثلي الجبهة في الطيرة عليها ومحاولة تحويلها إلى مظاهرة فئوية حزبية، وإن كانت الدعوة للمظاهرة تحت اسم جمعيات تديرها الجبهة مثل جمعية انتماء وعطاء والملتقى الثقافي. لقد دعوا أنفسهم ولم يدعوا أية جهة حزبية أو اجتماعية أو أية شريحة أخرى، التظاهرة كانت للجبهة بامتياز وتجلى ذلك بالكلمات وأصحابها من الرئيس ونائبه وكلمة النساء وآخرها كلمة محمد بركة'، في إشارة إلى أن النشطاء المحسوبين على الجبهة في الطيرة قاموا بتحييد وبتجاهل النشطاء الآخرين من مختلف الجمعيات والأطر السياسية.

وأضاف أنه 'بخصوص دور البلدية فلم يكن لها أي دور يذكر لا بالتحضير ولا بالمشاركة، وأحضر الرئيس ليلقي خطابه ليس إلا ولم يكلف نفسه حتى لدعوة المجلس البلدي للانعقاد'.

وأشار إلى أنه سيقدم طلبا مستعجلا لعقد جلسة بلدية موقعا من قبل سبعة أعضاء من أصل 14 عضوا بهذا الصدد.

وأوضح أن 'محاولة الاستثناء من قبل الجبهة للآخرين كانت مقصودة ومبيتة، وتغلبت الاعتبارات الأنانية على الاعتبارات العامة وكان استغلالًا للجريمة المؤلمة لأهداف ضيقة'.

اقرأ أيضًا| مقتل المربية سهى منصور: تظاهرة احتجاجية ضد جرائم القتل

وخلص سلطاني إلى القول إن محاربة العنف والجريمة في المجتمع العربي والطيرة على وجه التحديد لن يكون بالإقصاء والاستحواذ، وإنما بالوحدة الوطنية والعمل المشترك، داعيا إلى تشكيل لجنة شعبية في الطيرة من كافة الأطر والهيئات في المدينة دون استثناء أي جهة. 

شبيطة: 'الجبهة لم تبادر للتظاهرة'

وقالت مديرة مركز شبيبة بلدي والناشطة الاجتماعية، عهود شبيطة، لـ'عرب 48' إن 'الدعوة للتظاهرة كانت عامة وحتى نشرت في المجموعات المعروفة مثل طاقم البلدية مع الرئيس، وكما ووجهت دعوة للأحزاب والجمعيات إضافة إلى أن المبادرة كانت من قبل لجنة مناهضة قتل النساء. وأضافت أنه 'بالنسبة لتعقيبات عضو البلدية حسني سلطاني بأنها كانت تظاهرة جبهوية بحت فهذا ادعاء باطل، لأن الدعوة كانت موجهة للجميع وشعروا أنهم جزء من التظاهرة، ومناهضة أية جريمة أو حادث عنف هي مسؤولية الجميع. وأوضح أنه كان هناك دعوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي'.

ولم تتطرق شبيطة إلى عدم تجنيد بلدية الطيرة للمظاهرة وعدم توجيهها الدعوة للمواطنين، لتقتصر المشاركة على رئيس البلدية ذاته والقائم بأعماله عضو البلدية عن التجمع فقط. 

اقرأ أيضًا| 'سهى منصور قتلت كسابقاتها لأنها رفضت الذل وأرادت الحياة'

وأوضحت أنه 'بالأمس تواجد أعضاء من التجمع بالتظاهرة ومجرد مجيئهم هذا يعني أنه ينبغي عليهم إعلام كل من يعرفونه بالتظاهرة للمشاركة فيها. وإن توجيه أصبع الاتهام للبلدية وتحميلها كل المسؤولية على ارتفاع نسبة الجريمة في الطيرة يعود إلى تصفية حسابات ضيقة، والادعاء أن الجبهة استحوذت على التظاهرة يأتي ضمن المناكفات السياسية التي لا بد أن تحصل دائما في كل عمل. أعتقد أنه من الممكن أن يكون مشاركة رئيس لجنة المتابعة والحركات النسوية التي قالت إن التظاهرة خطوة أولى إيجابية،  وكل مسؤول أخذ على عاتقه أن يضع خطة إستراتيجية مع آليات عمل لمتابعة كل جريمة قتل على حدة، وخاصة جرائم قتل النساء'. وأضافت أن 'العمل سوف يكون مستقبلا جماعيا لمناهضة قتل النساء والجميع مدعو للانضمام إلى هذا العمل الإنساني في سبيل وقف جرائم العنف والقتل'.

وتوجه 'عرب ٤٨' للقائم بأعمال رئيس بلدية الطيرة عن الجبهة، سامح عراقي، للحصول على تعقيبه لكن لم يتسن ذلك حتى ساعة إعداد التقرير.

التعليقات