مجتمع تحت التهديد: انتهاك صارخ لحقوق الإنسان في النقب

بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من كانون أول/ ديسمبر، أصدر منتدى التعايش السلمي في النقب تقريرًا حول وضع حقوق العرب في النقب خلال مجريات العام الماضي، وذلك بهدف رصد ونشر انتهاكات حقوق الإنسان الأساسية بشتى الأشكال والمجالات.

مجتمع تحت التهديد: انتهاك صارخ لحقوق الإنسان في النقب

"من حقنا أن نتعلم في مدرسة"

بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من كانون أول/ ديسمبر، أصدر منتدى التعايش السلمي في النقب تقريرًا حول وضع حقوق العرب في النقب خلال مجريات العام الماضي، وذلك بهدف رصد ونشر انتهاكات حقوق الإنسان الأساسية بشتى الأشكال والمجالات.

الصحة: 90 حالة وفاة للخدج بين العرب في النقب
 
كشف التقرير النقص الحاد في مراكز صحة العائلة في القرى المعترف بها وغير المعترف بها في النقب، وعدم تنفيذ نصائح مراقب الدولة وقرارات الحكومة بما يخص هذا الموضوع. وكما هو معلوم يؤثر النقص في المراكز الصحية سلبًا على المجتمع العربي في النقب وللمثال لا للحصر بلغت نسبة الوفيات عام 2014 بين الأطفال العرب الرضع في النقب أكثر من 3.3 من المجتمع اليهودي في النقب،  90حالة وفاة للخدج بين العرب في النقب بينما 27 حالة وفاة للخدج اليهود وغيرهم. في حين يشكل سكان العرب في النقب الثلث من مجمل السكان في الجنوب وقعت 76.9% من حالات وفيات الرضع في المجتمع العربي في النقب.

السكن: تهديد بفرض غرامة باهظة وإلزام بهدم المنازل

أظهر التقرير بجلاء كيف تقوم السطات الإسرائيلية بتهديد السكان العرب في النقب وذلك بإبلاغهم 'بأنهم إذا لم يهدموا بيوتهم بأنفسهم فسوف يدفعوا غرامة باهظة من خلال إلزامهم بدفع تكاليف عمليات الهدم التي تنفذها سلطات الهدم الإسرائيلية ويصل الأمر إلى حد افتخار سلطات الهدم الإسرائيلية وأفرادها بنجاح أسلوب التهديد.
وكشف التقرير أيضا أنه من الناحية القانونية لا يمكن فرض غرامات مالية من دون تقديم دعوى قضائية.

التربية والتعليم: رفض بناء مدارس في القرى غير المعترف بها

تطرق التقرير إلى استمرار الدولة برفض إنشاء وبناء مدارس في القرى غير المعترف بها من قبل الدولة مما يعرض الطلاب إلى مخاطر جمة أثناء سفرهم القسري إلى مدارس تقع على مسافة بعيدة من مكان سكنهم... من الجدير بالذكر أنه من مجموع 100 مدرسة عربية في النقب يوجد فقط عشر مدارس مقامة في القرى غير المعترف بها مع العلم يقطن هذه القرى 70،000 نسمة حسب التقديرات أي 30% من مجمل العرب في النقب.

القرى المعترف بها: نقص حاد في جميع الخدمات الأساسية والبنية التحتية

يشير التقرير إلى أنه بالرغم من مرور خمسة عشرة عاما من الاعتراف ببعض القرى العربية من قبل الدولة الإسرائيلية، إلا أن هذه القرى ما زالت تعاني من نقص حاد في جميع الخدمات الأساسية والبنية التحتية حتى يومنا هذا لا بل هنالك قرى لا تتوفر بها أية خدمة أساسية. في المقابل وافقت الدولة على إنشاء خمس مستوطنات يهودية جديدة.
يشار إلى أن أغلب المنازل في القرى غير المعترف بها غير موصولة بشبكتي الكهرباء والمياة ناهيك عن عدم وجود شبكات لتصريف المجاري، وعدم توفر طرق وشوارع معبده، وغياب الخدمات الأساسية مثل خدمة جمع النفايات.

التعبير عن الرأي: الشاباك يلاحق الناشطين السياسيين

 يظهر التقرير استمرار جهاز المخابرات الإسرائيلي 'الشاباك' بدعوة وملاحقة ناشطين سياسيين للاستجواب بهدف محاولة تجنيدهم أو لإرهابهم وردعهم والحد من نشاطاتهم السياسية.
يشار إلى أنه خلال هذا العام استدعت المخابرات أحد موظفي منتدى التعايش السلمي في النقب وحققت معه.

وتطرق التقرير أيضا إلى الانتهاك الصارخ للحق في الأرض والمسكن والحق في الحياة والأمان في النقب، وقد أرفقت للتقرير صورًا التقطت على يد المشاركات في مشروع 'حاميات حقوق الإنسان' التابع لمنتدى التعايش السلمي في النقب، وهو المشروع الذي تم انشاؤه قبل عامين بهدف توثيق مسار حياة النساء العربيات في القرى غير المعترف بها من قبل دولة إسرائيل وهي بالمناسبة قرى موجودة قبل وجود الدولة.

 بدورها ذكرت مديرة المنتدى التعايش السلمي في النقب، حايا نوح، أنه 'أيضا في هذا العام 2015 تستمر دولة إسرائيل بانتهاك حقوق المجتمع العربي في النقب في مجالات مختلفة كما يظهر التقرير. من المهم التوضيح بأن الأمر يتعلق بانتهاك لحقوق أساسية، تؤثر بشكل مباشر على المجتمع العربي في النقب والنقب بشكل عام. وهذا ما يعني أن دولة إسرائيل مستمرة في تهميش وإهمال المجتمع العربي الذي يشكل 30% من مجموع سكان النقب، وهذا الإهمال يكشف السياسة العنصرية والتمييز التي تنتهجها الدولة. التقرير يكشف أيضا الإخفاقات الكثيرة والخطيرة التي ترتكب من قبل الدولة بما يتعلق بحقوق العرب في النقب ورفع مستوى حياتهم في كل المجالات'.

التعليقات