يافا: يوم دراسي حول النضال المشترك ضد الصهيونية والعنصرية

أشرف على ترتيب اليوم الدراسي عضو اللجنة المركزية للتجمع سامي أبو شحادة والناشطة اليسارية سيلان دلال، وشاركت فيه مجموعة كبيرة من أنصار النضال الفلسطيني وقيادة التجمع،

يافا: يوم دراسي حول النضال المشترك ضد الصهيونية والعنصرية

صور من اليوم الدراسي في يافا

نظم التجمع الوطني الديموقراطي، يوم الجمعة الأخير، يوما دراسيا قاعة مسرح السرايا في مدينة يافا، بهدف تطوير العمل مع أنصار الحزب من اليساريين اليهود المعادين للصهيونية والمناصرين للنضال الفلسطيني، ومن أجل وضع خطط عمل واقتراحات لتطوير النضال ضد العنصرية والصهيونية سواء على الصعيد السياسي أو الإعلامي الإسرائيلي والعالمي.

وأشرف على ترتيب اليوم الدراسي عضو اللجنة المركزية للتجمع سامي أبو شحادة والناشطة اليسارية سيلان دلال، وشاركت فيه مجموعة كبيرة من أنصار النضال الفلسطيني وقيادة التجمع، أمين عام التجمع، عوض عبد الفتاح، ونواب التجمع د. جمال زحالقة ود. باسل غطاس وحنين زعبي، وحشد من الناشطين السياسيين من التجمع عربا ويهودا منهم ياعيل ليرر ود. أمنون راز والصحافي ميخائيل فرشافسكي وعضو المكتب السياسي عرين هواري، وأعضاء اللجنة المركزية المحامي فؤاد سلطاني والمحامي إياد رابي وعز الدين بدران وآخرين ونشطاء التجمع في منطقة اللد والرملة ويافا بينهم سكرتير الفرع غسان منير.

 

ورحب أبو شحادة في مستهل اليوم الدراسي بالحضور مؤكدا أن لقاءات عديدة عقدت مع أنصار التجمع من المعادين للصيهونية وأن اليوم الدراسي هو ليس الخطوة الأولى في هذا المجال، وأنه سيعقبه لقاءات عديدة.

وأضاف: 'وضعنا بعض الأفكار العملية لمدة ستة شهور، بحيث سيكون عدة لقاءات في يافا وفي مدن أخرى، لتنظيم هذا العمل، وبعد ستة شهور، سنحاول أن نضع الخطوط العريضة وبرنامج عمل مفصل لتنظيم دور الرفاق اليهود في الحزب. كان من المهم جدا في هذا اليوم إعلاء الصوت اليهودي الذي يقول إنه يشعر ويعتقد أن حزب التجمع الوطني الديمقراطي هو الحزب الديموقراطي الوحيد في إسرائيل، الذي يستطيع أن يشعر فيه الفرد اليهودي الديمقراطي أنه جزء منه ويؤمن بفكرة دولة لجميع مواطنيها، ويشعر أن هذه الافكار تمثله سياسيا'.

وألقى الأمين العام للتجمع، عوض عبد الفتاح، الكلمة الافتتاحية لليوم الدارسي، وقال إنه 'في السنوات الأخيرة ناقش الحزب، مرات عديدة، كيفية تنظيم هذه العلاقة. ولكن غياب الجدية والمثابرة من جانبنا نحن في قيادة التجمع حال دون الوصول إلى خطة حقيقية. كما أن الأصدقاء الإسرائيليين لم يأتوا بمبادرة، ولم يلحّوا علينا بصورة كافية، لأسباب ربما تتعلق بغياب التفاهم فيما بينهم على صيغة مقبولة، أو أنهم تفهموا ظروف الحزب، الذي يضطر أن يخوض بين الحين والآخر معركة الدفاع عن وجوده كحزب في البرلمان، أو لأسباب أخرى. ها نحن اليوم، وأخيرًا، نجتمع في أول يوم دراسي، وأنا سعيد جدًا بهذا اللقاء. كما يقولون متأخر أفضل من لا شيء'.

وأضاف عبد الفتاح أنه 'ليس مطروحًا اليوم، تشكيل صيغة أو خطة عمل للتأثير على المجتمع الإسرائيلي وتغيير مفاهيمه. فهذا المجتمع الاستيطاني والنخبة المتطرفة والصبيانية التي تحكمه، تتجه نحو الفاشية، وترسخ نظام الأبارتهايد في كل فلسطين. وهذا يعني أن الإمكانية لإحداث أي تغيير في المدى المنظور، معدومة، وربما ما نحتاجه هو الدفاع عن أنفسنا كحركة وطنية فلسطينية وكقوى إسرائيلية مناهضة للصهيونية والدفاع عن الرؤية المشتركة للواقع الراهن والبحث المشترك عن المخرج منه. وأن نواصل التمسك بالمبادئ الإنسانية الأساسية والقيم الكونية التي طرحها التجمع، كالمواطنة الكاملة والمساواة الكاملة، وإلغاء يهودية الدولة، وإن كانت اليوم تبدو كأنها ضرب من الخيال. ولكن ميزان القوى الراهن لا يجوز أن يدفعنا إلى التخلي عن القيم الكونية. إن هذه المبادئ تحمل طاقة كبيرة، لما لها من قوة أخلاقية وإنسانية تقوم على العدالة والإنصاف، وكذلك تنطوي على طاقة تحدي وتحشيد كبيرة في مجابهة هذا النظام الكولونيالي العنصري في الداخل والخارج'.

وتساءل عبد الفتاح 'هل نُرتب العلاقة على أساس هذه الشعارات التقليدية، أم نبحث عن رؤية مختلفة، أكثر شمولية، مع الحفاظ والتمسك بالقيم الكونية؛ كالمساواة والعدالة؟. وهل من المناسب تعديل النموذج الذي اعتمد حتى الآن، نموذج الدولتين، أم نتوجه نحو نموذج الدولة الواحدة ونستعيد الإطار الكولونيالي للصراع ونعيد تعريف إسرائيل كنظام كولونيالي عنصري والقضية الفلسطينية كقضية تحرّر وطني، أم نعتمد شعارات الـ BDS الثلاثة، إزالة الاحتلال والاستيطان، حق العودة، ومساواة كاملة للفلسطينيين في إسرائيل وتفكيك النظام العنصري؟'.

وخلص إلى القول: 'إن برنامجنا اليوم، هو محاولة منظمة أولى نحو التوصّل إلى الصيغة الأفضل. أقترح أن يتم تشكيل لجنة مشتركة، من ستة أشخاص. مهمتها؛ متابعة وتطوير وتنفيذ الأفكار والتوصيات التي ستصدر عن برنامج لليوم'.

وتحدثت الناشطة السياسية والناشرة ياعيل ليرر'إن هذا اليوم الدراسي جاء بعد 20 سنة من انطلاق الشرارة الأولى لحزب التجمع الوطني، الذي كان بدوره دائما يهتم في الديمقراطية وفي قضايا المساواة بين العرب واليهود، وكان لديه الكثير من النشطاء اليهود داخل الحزب، لكن لم يكن هناك دورا كبيرا وفعال لهؤلاء الأعضاء من الوسط اليهودي الذين يتكلمون العبرية ولا يتكلمون العربية، وفي هذا اليوم تم التساؤل بماذا وكيف يمكن للأعضاء اليهود المشاركة الفعالة في الحزب على أرض الواقع، إضافة إلى كيفية التعلم من التاريخ، ودراسة العمل في الماضي والتاريخ وماذا تم فعله من قبل النشطاء في الحزب، وماذا يمكننا أن نفعل في المستقبل؟، والكثير من الأسئلة التي جاءت من تجارب أخرى ودراستها بين إن كانت مفيدة وناجعة وناجحة أم لا، والتعلم منها'.

بدورها أعربت النائبة حنين زعبي عن أهمية هذا اليوم المتميز والذي يناقش عمل النشطاء اليهود في التجمع، الذي كان لهم دور فعال في الحزب في العديد من الفعاليات على مدار العشرين سنة منذ تأسيس الحزب.

 واقترحت النائبة زعبي على أعضاء التجمع اليهود، بالتوسع أكثر في دائرة الحزب والعمل على اقتراحات جديدة لتوسيع الحلقة في الوسط اليهودي، لضم رفاق أكثر، وشددت على أن أهمية النشطاء من اليهودي المناهضين للصهيونية. 

وقال النائب د. جمال زحالقة إن النشطاء اليهود أوكلت إليهم أهمية كبيرة خاصة في هذه الأيام، ومن خلال هذا اليوم يجب علينا إعداد خطط شاملة مستقبلية مع استمرارية، كي يكون العمل ناجع أكثر، ودراستها جيدا.                         

وقدم الناشط السياسي والاجتماعي باسم كناعنة مداخلة تحت عنوان 'شراكة أم سيادة' عن آليات العمل بين النشطاء العرب واليهود في ما يسمى الأطر الثنائية المشتركة.

التعليقات