السلطات تتعامل مع مصانع تكرير النفط بيد من حرير

البلدية تستفيد منها، من خلال دفع ضرائب المسقفات وتشغل عددا كبيرا من العمال، والأمر الأهم أن هذه المصانع تعود ملكيتها لإخوان عوفر

السلطات تتعامل مع مصانع تكرير النفط بيد من حرير

أثار تسريب بحث تأثير التلوث البيئي في منطقة خليج حيفا ردود فعل غاضبة لجمعيات البيئة وجمعية مكافحة السرطان. وجاء تسريب البحث قبل صدور قرار المجلس القطري للتخطيط والبناء في القدس بشأن توسيع الخارطة الهيكلية المفصلة لمصنع تكرير النفط بنسبة  20 بالمائة، والتي عقدت جلستها الأخيرة يوم الخميس الماضي.

وكان قد كشف البحث أن تلوث الهواء يؤدي إلى ولادة أطفال بحجم رؤوس أصغر من 20 إلى 30 بالمائة، وأن نسبة سرطان الرئة لدى البالغين أكبر بخمسة أضعاف في منطقة حيفا.

وفي السياق، قالت مديرة القسم القانوني في 'جمعية مواطنين من أجل البيئة'، جميلة هردل واكيم إن هذا البحث جاء  بطلب من لجنة التخطيط والبناء اللوائية في حيفا بالتزامن مع تقديم طلب توسيع الخارطة الهيكلية المفصلة  للمنطقة الصناعية لتكرير البترول في حيفا، المسماة 'ريفاينري'، بنسبة 20 بالمائة  من قبل عدة سنوات.  وكان الهدف إجراء بحث عن تأثير الريفاينري عن تلويث الهواء. وأخذ جسم 'اتحاد المدن' على عاتقه إجراء البحث.

اقرأ أيضًا | بحث: ولادة أطفال برؤوس صغيرة جراء التلوث في حيفا

وأضافت، أولا البحث تم تسريبه للإعلام؛ ثانيا كان من المفروض أن يبدأ البحث  قبل 5 سنين ولكنه بدأ قبل سنة فقط. هذه المعطيات تم عرضها  لبلدية حيفا قبل شهرين، كحتلنات لنتائج أولية وهناك اتفاقية سرية بين بلدية حيفا ومعدي البحث، بأن لا يتم نشر هذه المعلومات والحفاظ على السرية حتى نهاية شهر آذار/مارس  2016. وهي نتائج تلخيص للسنة الأولى من البحث. وقامت جمعيتنا بتقديم اعتراضات على المخطط مع السكان وجمعيات بيئية أخرى للجنة القطرية.

وأشارت واكيم إلى أن مصانع التكرير تلوث الهواء، وهذا ينعكس سلبيا على صحة الإنسان. كما أنه أجريت في الماضي أبحاث كثيرة أشارت إلى تلويث مجمع المصانع، والتي تؤثر سلبا على سلسلة طويلة من الأمراض. وهناك كل سنة أبحاث ومعطيات جديدة تشير إلى تأثير تلوث الهواء وإلى أنواع عديدة من أمراض السرطان. وبحث اليوم يشير إلى تشوهات الخلقية وصغر رأس الأجنة وخاصة في أربع مناطق وهي كريات حاييم، كريات بياليك، الكرمل، وطبعون.

وختمت حديثها بالقول إن هناك تعاملا مع هذه المصانع بيد من حرير لأن البلدية تستفيد منها، من خلال دفع ضرائب المسقفات (الأرنونا)، وتشغل عددا كبيرا من العمال. والأمر الأهم أن هذه المصانع تعود ملكيتها 'لإخوان عوفر'، وهم من أبرز رؤوس الأموال في الدولة، ويقدمون تبرعات على شكل مبان ومرافق عامة، منها مؤخرا ستاد 'سامي عوفر' وقسم السرطان في مشفى 'رمبام'.

من جهته قال مدير فعاليات جمعية مكافحة السرطان في المجتمع العربي، فاتن غطاس إن 'نسبة السرطان في منطقة حيفا وتشمل شمالها والجليل الغربي، أعلى من المعدل العام في كل البلاد بمختلف أمراض السرطان، وهذا صدر في تقرير وزارة الصحة وجمعية مكافحة السرطان سنة 2001 حسب المناطق الجغرافية، وتبين أن 7 من أول 10 مناطق هي ف منطقة حيفا و'الكريوت' و'نيشر' وغيرها.

وأضاف، هذا الأمر يتكرر في مجمل الإحصائيات الموجودة، وتظهر بشكل واضح أن في حيفا نسبة تلوث بيئي أكثر من العديد من المناطق، لأن فيها مناطق صناعية واسعة  فهناك نسبة تلوث أعلى، وما جرى اليوم يؤكد على هذه الإحصائيات في مجالات أخرى. المشكلة ليست فقط في مرض السرطان، حيث من الممكن أن يسبب العديد من المشاكل الأخرى، مثل التأثير على الأجنة وحجم الرأس.

وأضاف أن 'هناك حاجة لخفض التلوث البيئي بمنطقة حيفا، فنسبة التلوث بحيفا بين 8 الى 12 بالمائة وهي من مسببات السرطان. الواضح أنه يوجد تلوث بيئي، وهناك زيادة في حالات الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى. هذه القضايا بدأ نبشها من سنة 2001 ونطالب برقابة صارمة على المصانع الموجودة ونقلها'.

وأشار إلى ضرورة إجراء بحث لفحص حاجة هذه المصانع بمنطقة سكانية مكتظة، مضيفا أنه 'في القرن الماضي تم نقل مصانع من 'نيشر' إلى مدينة طمرة (منطقة عربية)، كما تم نقل المعسكر العسكري كورداني من خليج حيفا إلى سخنين. لا نريد هذه الحلول'.

التعليقات